أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رامي الشوشاني)
بثت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” إصدارا جديدا أعلنت فيه عن أسماء خمسة رهائن لديها، وأكدت الجماعة في بيانها الذي قرأه أحد عناصرها وقف الإصدارات التي كانت تنشرها عنهم إلى أجل غير مسمى.
ووجهت الجماعة اتهامها للحكومة الفرنسية وبقية الحكومات الغربيّة المعنيّة، بعرقلة مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، وأنها لن تحرك ساكنا من أجلهم. التّفاصيل نتابعها مع رامي الشوشاني
فرع القاعدة في مالي وغرب إفريقيا، أو ما يعرف بجماعة “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أو جماعة دعم الإسلام والمسلمين، هذا الفرع من التّنظيم الإرهابيّ أصدر شريط فيديو جديد متوجّها هذه المرّة لعائلات عدد من رهائنه.
وكانت القاعدة وفروعها في السّابق دائما ما تنشر إصدارات لتعطي تحديثات بشأن وضع الأسرى لديها، وتبين أنهم على قيد الحياة ويطالبون بدفع المال مقابل إطلاق سراحهم. في هذا الفيديو الأخير، ظهر إرهابيّ محجوبَ الوجه يتحدّث باللّغة الإنجليزية، قائلا إنّ الجماعة قرّرت “وقف إنتاج ونشر أيّة إصدارات في المستقبل قد تدلي بمعلومات قادمة حول الرّهائن المحتجزين لديها”.
هذا الإنتاج الأخير والّذي تتجاوز مدّته العشر دقائق، من الواضح أنّ هدفه الضّغط على حكومات الدّول المعنيّة بالرّهائن المحتجزين ودفعها للتّحرّك. تم إنتاج الفيديو عن طريق الذّراع الإعلامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الزّلاقة، ووحدته المسؤولة عن التعامل مع الرسائل المتعلقة بالرّهائن، العزّة للإنتاج.
صورة في بداية الإصدار ربطت الزّلاّقة، بالأسلحة الإعلامية لثلاثة فروع أخرى للقاعدة: الأندلس الإعلامية التّابعة للقاعدة ببلاد المغرب، والملاحم المرتبطة بفرع شبه الجزيرة العربية، والكتائب الخاصّة بتنظيم الشباب بالصومال.
الرّسالة ركّزت في معظمها على فرنسا، التي اتّهمها التّنظيم بالفشل في التّفاوض على إطلاق سراح صوفي بيترونين، وهي رهينة فرنسيّة لدى التّنظيم كانت تدير منظّمة إنسانيّة لمساعدة الأطفال، تمّ اختطافها في مدينة غاو شمال مالي في 24 ديسمبر/كانون الأول 2016. ومنذ ذلك الوقت وتنظيم القاعدة يسعى للحصول على فدية مقابل إطلاق سراحها.
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قالت في الفيديو، بأنّ الحكومة الفرنسية لديها “تجاهل تام” لقضيّة مواطنتها، مشيرة إلى انشغال فرنسا مؤخراً بالاحتفال بالذكرى المئوية لإنهاء الحرب العالمية الأولى. التّنظيم قال إنّ هذا الاحتفال استحوذ على اهتمام الحكومة الفرنسية وأنساها مواطنتها المحتجزة، وذلك على الرغم من التّغطية المكثّفة للصّحافة الفرنسية في الأسابيع الأخيرة حول أسر بيترونين.
الفيديو تضمّن كذلك إشارة إلى علاقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتوتّرة بالرئيس دونالد ترامب، مع نصّ على الشاشة يقول بأنّ ماكرون “تلقى عددًا من الصفعات على وجهه من نظيره ترامب!”.
ويدّعي تنظيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بأنّ “الحكومة الفرنسية تعيق ملفات جميع الأسرى الذين يحتجزهم التّنظيم وتحديدًا ملف صوفي بيترونين، مضيفًا بأن هذه “حقيقةً مرّة يجب أن تعترف بها عائلتها”.
الإرهابيّ المتحدّث بالإنكليزية خاطب مباشرة سيباستيان، نجلَ الرّهينة صوفي، واعتذر منه على عدم تمكينه من زيارة والدته ودعاه لإلقاء اللّوم على حكومة بلاده. كما تعرّض نفس المتحدّث في الفيديو إلى عدة رهائن آخرين: منهم الرّومانيّة إيُوليان غيرغوت، الأستراليّ كين إليوت، السّويسريّة بياتريس ستوكلي، والكولومبية غلوريا نافاريز.
وقال: تنقل قيادة جماعة نصرة الإسلام و المسلمين إلى عائلات الأسرى أن ما سمّاهم بالمجاهدين ليسوا مسؤولين عن التأخير في إيجاد حلّ لإطلاق سراح الأسرى، لكن في الواقع فإن الحكومة الفرنسية، ما وصفها بدولة الاحتلال، هي المسؤولة المباشرة عن إعاقة المفاوضات، وكذلك حكومات الدّول الأخرى المعنيّة.
ونشير أيضا إلى انّ الإرهابيّ المتحدّث مثلما خاطب مباشرة شقيق الرّهينة الفرنسيّة صوفي، توجّه أيضا في رسالته إلى أخ المختطفة السويسرية بياتريس ستوكلي، منتقدا تعامله مع هذه المسألة، ودعاه إلى التواصل مع رهائن سابقين قد أُفْرِج عنهم، للعثور على قنوات تواصلٍ ملائمة، من أجل التفاوض للإفراج عن أخته، حيث أن حكومتها لم تلتفت لهذا الأمر.
ما يمكن استخلاصه هنا هو أنّ مسألة الرّهائن أصبحت تؤرّق التّنظيم إذ بيّن هذا الإصدار خيبة أمله من عدم تجاوب الحكومات مع قضيّة الاسرى المختطفين وهذا ما دفعه لمخاطبة عائلات الرّهائن بغية دفعهم للضّغط على حكومات بلدانهم من أجل التّحرّك.
التّنظيم الإرهابيّ ربّما يخشى من أن تصبح عمليّات الاختطاف بلا جدوى بعد أن كانت ورقة مساومة مربحة درّت في السّابق ملايين الدّولارات على تنظيم القاعدة خصوصا في إفريقيا.
اقرأ المزيد:
لمن فاته وثائقي #التجارة_القاتلة.. تابعوا أجزاءه الـ7