أخبار الآن | باماكو – مالي – (وكالات)
تخللت الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد في مالي وتعتبر حاسمة بالنسبة إلى اتفاق السلام الموقع في 2015، هجمات مسلحة مفترضة في شمال ووسط البلاد اضافة إلى مشاركة ضعيفة.
وبدأت نحو 23 ألف مكتب اقتراع إغلاق أبوابها وبدء عملية الفرز اعتبارا من الساعة 18,00 ت غ، بحسب مراسلي فرانس برس، على أن تصدر النتائج الرسمية غير النهائية بحلول 3 اب/ اغسطس مع امكان إجراء دورة ثانية في 12 منه.
وينتظر المجتمع الدولي الحاضر عسكريا عبر قوة برخان الفرنسية وجنود الأمم المتحدة، أن يعمد الفائز إلى احياء اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة والمتمردون السابقون من الطوارق في 2015 بعد تأخر تنفيذه.
ورغم هذا الاتفاق، لم تستمر اعمال العنف فقط بل امتدت من شمال البلاد إلى وسطها وجنوبها ثم الى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، واختلطت في بعض الاحيان بالنزاعات بين مجموعات السكان.
وعلى الناخبين في هذا البلد المترامي في غرب افريقيا والذي يضم عشرين اتنية ان يقرروا بين تمديد ولاية الرئيس ابراهيم ابو بكر كيتا (73 عاما) او انتخاب احد منافسيه ال23 وبينهم زعيم المعارضة سومايلا سيسي (68 عاما) وامرأة واحدة هي جينبا ندياي.
واقترع الرئيس المنتهية ولايته في باماكو فيما أدلى زعيم المعارضة بصوته في منطقة تمبكتو (شمال غرب). وفي الشمال، حيث وجود الدولة اما ضعيف واما معدوم، شاركت المجموعات المسلحة الموقعة للاتفاق في ضمان أمن الاقتراع.
ورغم تعبئة اكثر من 30 ألف عنصر في قوات الامن الوطنية والاجنبية بحسب وزارة الامن الداخلي، وقعت سلسلة هجمات في شمال البلاد ووسطها استهدفت اللوازم الانتخابية والمندوبين.
إقرأ أيضا: إنفجار يستهدف مركز اقتراع انتخابات الرئاسة بمالي
ففي فاتوما في منطقة موبتي (وسط) تعرض المندوبون الانتخابيون لأعمال عنف ما حال دون إجراء التصويت وفق مجموعة مراقبين ماليين والحاكم. وفي منطقة غانداميا الريفية تعرض 11 مكتب اقتراع لاعمال تخريب واعتدي على المندوبين وتم تحطيم اللوازم الانتخابية وفق المصادر نفسها.
وفي باندياغارا (وسط) “منعت مجموعات مسلحة حضور ممثلي الدولة ولم تجر الانتخابات في القرى الاربع” التي تشكل المنطقة، بحسب مسؤول محلي.
في لافيا شرق تمبكتو لم يتمكن الناخبون من الاقتراع بعد إحراق مسلحين صناديق الاقتراع ليل السبت الأحد بحسب السلطات المحلية.
وقال يحيى تاندينا المسؤول عن المجتمع المدني في تمبكتو لفرانس برس “في هذه المنطقة تنتشر قوات الأمن في المدن بدلا من الارياف”.
وقالت رئيسة بعثة المراقبة الأوروبية سيسيل كيينغي مساء الأحد إن البعثة “تطلب من السلطات المالية نشر قائمة بالمكاتب التي لم تشهد اقتراعا”، مشددة على أهمية “شفافية الانتخابات”.
واطلقت صواريخ على معسكر بعثة الامم المتحدة في اغيلهوك (شمال شرق) كما افاد مصدر امني في بعثة الامم المتحدة لكن “لم يسجل وقوع ضحايا ولم تسقط الصواريخ في المعسكر”.
ونسبة المشاركة منخفضة عادة في الدورة الاولى في هذا البلد المعروف بدوره الثقافي لكن اقل من ثلث سكانه الذين تجاوزا من العمر ال15 عاما، متعلمون.
وقالت ام ديارا التي ادلت بصوتها لأول مرة في نيافونكي “الاقتراع مهم جدا. ادليت بصوتي من أجل التغيير”.
والجمعة، قال زعيم اكبر تحالف جهادي في منطقة الساحل مرتبط بتنظيم القاعدة اياد اغ غالي إن “هذه الانتخابات ليست سوى استمرار لسراب ولن تحصد شعوبنا سوى الاوهام”.
وفي مبيرا أكبر مخيم للاجئين الماليين في جنوب شرق موريتانيا سجل 7320 ناخبا اسماءهم “في 28 مركز اقتراع في مدينة مبيرا على بعد 3 كلم من المخيم”.
كما تجدر الإشارة إلى قول أمير ما يسمى بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين أياد آغ غالي أن تفجيرات مالي هي رسالة إلى فرنسا بأن الحرب بيننا لن تنتهي هكذا.
للمزيد:
مالي تجري انتخابات بعد خمس سنوات من التشدد وانعدام الأمن