أخبار الآن | فونتاكا (ترجمة)
– اشخاص بماضي يائس، تحت ضغط ظروف اجتماعية و اقتصادية صعبة جدا
– هذه باختصار ما خرجت به فونتاكا من مجموعة بيانات حصلت عليها من مقاتلي الفاغنر الذي استعرضت صورا لهم مع معلومات مهمة جدا عنهم.
هنا النص الأصلي: https://m.fontanka.ru/2017/08/23/044/
– ما نوع من الناس الذين ذهبوا للقتال في دونباس وفي وسوريا؟ وما الذي دفعهم للإلتحاق في االفاغنر؟ سنتحدث عن هذا بناء على أكثر من 2000 نموذج طلب في حوزة فونتانكا.
– لماذا ذهب هؤلاء المتطوعون إلى دونباس ومن ثم إلى سوريا كجزء من “مجموعة االفاغنر”؟
– عند التقدم بطلب للذهاب إلى الحرب يجب على المتقدمين أن يكملوا نماذج الطلبات التفصيلية مع تعهدهم بكتابة معلومات حقيقة.
– سنتطرق إلى هذه المعلومات باستخدام أمثلة من عدة نماذج لأكثر من 2000 طلب في حوزة فونتانكا.
رجل يبلغ من العمر 35-40 عاماً قال إنه بعد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، بدأ الروس يعانون من المشاكل العرقية ومشاكل التعليم الثانوي والعالي، هذا بالإضافة إلى البطالة وأنه واجه صعوبة في إيجاد فرص عمل مناسبة لتخصصه ومجاله، إذ إنه كان يخدم في الماضي في الجيش في القوات المحمولة جواً.
بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي، وجد نفسه يعمل بوظائف عديدة كصراف في متجر وئق سيارة أجرة أو كحارس أمن، وأحيانا لم يكن لديه وظيفة على الإطلاق. ومع ذلك، فقد كان لديه خبرة في بؤر الاضطرابات وخاصة مناطق الشيشان. ومن المحتمل أنه يعرف كيف تنطق كلمة “الوطنية” فقط، وهو لديه مشاكل مع اللغة الروسية بشكل عام.
على الأرجح انه مطلّق، وليس لديه طفل واحد فقط وإنما العديد من الأطفال. ويجب عليه دفع تكاليف الصيانة من 20000 إلى 100000 روبل. ويشمل تاريخه الطبي ميلًا إلى شرب الخمر، كما قال هو بنفسه، فضلاً عن تعاطي المخدرات، وتمت إدانته بجرائم سرقة و شغب وإعتداء الجسدي. وإذا نظرت أيضًا إلى صورته المرفقة بالطلب، فغالبًا ما يعاني من كسر في الأنف.
هذه هي الصورة العامة للمتطوعين في الفاغنر جميعهم من دون استثناء كانوا مضطرين للمشاركة في الحرب بسبب نقص المال والظروف المعيشية الصعبة.
في عام 2014 ذكرت الصحافة الروسية أن الروس يعانون في أوكرانيا. إعتقد هؤلاء أن المهارات التي يمتلكونها ستكون مطلوبة في أوكرانيا وأنه سيتم حل مشاكلهم. البعض منهم ذهب بالفعل للدفاع عن “العالم الروسي”. وفي وقت لاحق أدركوا أنه يمكنهم كسب المال إذا انضموا إلى الفاغنر . ومع ذلك، ذهب كثيرون على الفور إلى الالفاغنر لكسب المال. وفي خريف عام 2015، قاموا ببساطة بتغيير الاتجاه من أوكرانيا إلى سوريا.
في سنوات للحرب الثلاث أي منذ صيف عام 2014، إلتحق نحو 5000 رجل إلى مجموعة الفاغنر. وفقا لمعلومات فونتاكنا، يخدم 2500 مقاتل في نفس الوقت و مات أكثر من 100 رجل في سوريا وحدها.
لم يحصل كل الناجين على ما كانوا يتوقعونه من الحرب. لدى فونتانكا كمية كبيرة من النماذج التي تؤكد هروب موظف رفيع المستوى في الشركة بعد الإحتفاظ بكمية كبيرة من المعلومات كل شيء عن الفاغنر ومقاتلين المجموعة، وأنه قد غادر روسيا الآن ويعيش في إسرائيل على حد علمهم.
قتل أليكسري ستاريكوف في 17 فبراير عام 2016، بعد أن قاتل في سوريا لمدة أربعة أشهر. نقلا عن أرملته أوليانا التي أوضحت أن زوجها ذهب إلى سوريا “لمحاربة الإرهاب والدفاع عن البلاد.
أليكسري ستاريكوف – فرد في الفاغنر
ولد ستاريكوف في مدينة مانايتاغورسك عام 1983. وكان يحب الإستمتاع بأغاني القوقاز وعزف القيثارة والأكورديون. بعد تسع سنوات من الدراسة عمل كسائق جرار، ثم ككهربائي. بعد عام آخر التحق في الجيش وشارك في القتال ضد الشيشان. بعد الجيش لم يتمكن من العثور على مكان مناسب لاستخدام مهاراته التي اكتسبها، ليحصل بعد ذلك على وظيفة كحارس أمن في شركة في روسيا. بعد وجد وظيفة جديدة في قسم اللوجستيات في شركة تتاجر في جرارات KATO. وفقا للمعلومات التي دونها في طلبه، أشار إلى أنه اضطر إلى الإلتحاق في الفاغنر لدفع النفقات المترتبة عليه. في كل الأحوال، لم يكن لديه ما يكفي من المال.
في مارس 2015، كانت مهاراته القتالية ومهارته في قيادة المشاة وقيادة الدبابات مفيدة في دونباس. ذهب ستاريكوف للعمل مع مجموعة الفاغنر. عند التعاقد مع المتطوعين، تقوم الشركة الخاصة بإبرام عقود معهم تتضمن مهامهم الرسمية في شكل نصوص وصور فوتوغرافية. كان على ستريكوف أن يقوم بهذا العمل كمدافع دبابة T-72B.
في عام 2016، بعد فترة وجيزة من عيد الميلاد، غادر ستاريكوف للقيام بجولة في سوريا، وقد أشار في نموذج الطلب إلى دوافعه التي تضمنت “تحسين منصبه”، وتم قتله بعد ست أشهر من وصوله عن عمر يناهز 32 عاماً.
وبشكل عام، هناك عدد كبير جداً من الوفيات الآن، قال أحد زملاء ستاريكوف المقاتلين مستخدما اسما مستعارا في حديثه مع فونتانكا. وأضاف أنه إذا ذهب أليكسري إلى هناك، فهذا يعني أنه كان اختياره. صديقه يعيش أيضا في مغنيتاغورسك، وقد إلتحق بالمجموعة قبل عام واحد من إلتحاق أليكسري. وهو أكبر بثلاث سنوات من ستاركوف، وتخرج من كلية تقنية وخدم في الجيش، وهو متزوج. بحلول عام 2014 ، كان لديه ثلاثة أطفال. عندما بدأ القتال في دونباس ذهب من أجل “تحسين وضعه المادي”. وفي حديثه مع فونتانكا، رفض أن يصرح ما إذا كان قد نجح في تحقيق هدفه.
ماركسان اليكسي ماليشيفسكي- فرد في الفاغنر
حصل ماركسان ألكسي ماليشيفسكي على تعليم قانوني. ولكن في سن 36 عاما ذهب للقتال من أجل “المال والوضع الاجتماعي”. توفي 6 مارس 2016. كان هذا عندما تم أخذه إلى تدمر لأول مرة، ووفقاً لمعلومات فونتانكا، فإن اثنين آخرين على الأقل من مقاتلي الفاغنر قُتِلا في نفس اليوم في سوريا. كما اعتاد ألكسي قول أن جده قاتل من أجل الوطن، وليس هناك ما يمنعه من القتال هو أيضاً.
رفض والد ألكسي ، فاليري ماليشيفسكي ، الحديث عن ابنه بالتفصيل.
وقال لفونتانكا: “المعلومات محدودة”. “ولكن يمكنني أن أقول أنه “سوف تعمل على أراضي دولة أجنبية، ضع في الاعتبار أنه إن حدث لك أي شيء هناك، فلن يساعدك أحد، واعتبر أنه لم يقم أحد بإرسالك إلى هناك”. هذه الكلمات تعبر عن موقف الدولة الكامل تجاه جنودها ، وهذه هي الطريقة التي كانت دائما وستظل للأبد. للأسف، لا يمكنك مساعدتنا بأي شكل من الأشكال بعد الآن.
ولد ألكسي ماليشيفسكي في عاصمة باشكورتوستان لكنه أكد أنه من أصل روسي، إذ انه كتب في ملفه: أنا روسي. وقال إنه . خدم كمساعد في وزارة الداخلية الروسية، وقام بمهمتين في جمهورية الشيشان.
ودخل جامعة ولاية باشكورتوستان لدراسة علم القانون وتخرج في عام 2011. وتمكن من العثور على وظيفة كضابط أمن في مؤسسة أمنية خاصة. كان لديه عائلة مكونة من زوجة وابن، وترتبت عليه الديون. في مارس 2015، ترك وظيفته في الحرس الأمني لكسب المزيد من المال في “مجموعة الالفاغنر”.
استغل ماليشزفكي الفرصة وطور مهاراته في الرماية والتصويب بدقة لتحسين وضعه المادي، وبدأ يعمل كقناص بعد أن اكتسب بعض المهارات من صديق قديم له يدعى بوستمان. لقد كان بوستمان اكثر مهارة من صديقه وكان قد بدأ منذ مدة في البحث عن عمل “بمردود مادي جيد”. هكذا وصف بوستمان السبب الذي دفعه إلى الرغبة للقتال في بلد آخر.
لقد تخرج بوستمان البالغ من العمر ٣٧ عاماً من الكلية المهنية والتقنية ليعمل في اللحام الكهربائي. وكما صديقه ماليشزفكي، قد عمل كمساعد في القوات الداخلية كقائد لوحدات الدوريات، وكان يخدم في قسم الاستطلاع لفترة وقد قام بجولات استطلاعية في الشيشان. بعد ذلك انتقل مع عائلته إلى مدينة “أوفا” الروسية وعمل سائق سيارة أجرة هناك.
في طلب التحاقه، كتب بوستمان أنه من أصحاب الأجور القليلة، وتحت خانة العادات السيئة ذكر أنه يشرب الكحول في عطلة نهاية الأسبوع وأنه قام بتدخين الحشيش مرة فيما مضى. في سجل بوستمان هناك إدانة جنائية بالتسبب بأذى جسدي جسيم بشكل متعمد، وإدانة أخرى تحت بند التهديد بالقتل.بوستمان مطلق من زوجته، وعليه أن يدفع نفقة ابنته البالغة من العمر ١٠ أعوام، وفي ٢٠١٤ حينما كان والدها يهم بالسفر من أجل “الدفاع عن البلاد” في أوكرانيا، كانت تبلغ من العمر ٧ أعوام فقط.
في طلب التحاقه ذكر بوستمان أنه وصل إلى نوفوروسيا (أو ما تسمى بروسيا الجديدة) في شهر يوليو عام ٢٠١٤. لقد قاتل في البداية مع كتيبة “أوديسيا”، ولكنه خرج منها منتقلاً إلى كتيبة “البريزراك” في يناير ٢٠١٥. في شهر فبراير من ذات العام انتقل إلى مجموعة الفاغنر، وكان يعمل في تعبئة المدفعية بالذخيرة. حاولت فونتاكا التواصل مع بوستمان، ولكن هاتفه كان مغلقاً طوال الوقت. ربما ما زال منشغلاً بالعمل ذو “المردود المادي الجيد”.
في طلب التحاقه، لم يذكر أندريه إيشكوف سبب التحاقه. لقد قتل في سوريا في شهر مارس عام ٢٠١٦، وكان ذلك قبل عيد ميلاده الثلاثين بستة أشهر فقط. كان أندريه إيشكوف مهندس تنقيب بترول، وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، كما أنه كان يجيد استخدام الكومبيوتر، وكان يجيد الملاكمة التايلاندية ، ولم يكن يمارس أي عادات خاطئة ولم يتسبب بأي مشاكل قانونية. لقد ولد في مدينة روستوف-نا-دونو الروسية، وما زال والداه وأخته يعيشون هناك. كان يعمل في مدينة بالاشيكافي مقاطعة موسكو اوبلاستكجيولوجي في شركة لبناء الطرق. أصبح السبب الذي دفع إيشكوف للذهاب إلى سوريا واضحًا بعد مكالمة هاتفية مع مكان عمله السابق، وهي شركة دورجيو في مدينة بالاشيكا. الشركة لم تعد موجودة الآن حيث أنها أعلنت إفلاسها، ولكن الأشخاص الذين كانوا يعرفون إيشكوف ما زالوا يجيبون على المكالمات الهاتفية.
“لم يكن يعمل في مجال تنقيب البترول، بل كان جيولوجيًا يعمل في بناء الطرق ولم يكن يكسب الكثير من المال معنا” هذا ما قاله أحد زملائه في العمل. “كان أندريه يتقاضى حوالي ٣٠،٠٠٠ أو ربما ٤٠،٠٠٠. هذا قليل جداً بالنسبة لموسكو. لقد غادر وذهب للقتال في أوكرانيا، وعاد سعيداً بعد ذلك قائلاً إنه يكسب٣٠٠،٠٠٠ في الشهر،وبعد ذلك سافر إلى سوريا”.
قبل ابريل ٢٠١٥، عمل “الثعبان” في قسم الكشف الطبي في لواء ٢٢ التابع للحرس الخاص، إلا أنه تم فصله من عمله والسبب كما كتبه هو بنفسه في طلب الالتحاق”لعدم التزامه بعقده”. ولكن ووفقًا للمعلومات يتمركز هذا اللواء في نفس المنطقة التي كانت تقع فيها قاعدة تدريب الفاغنر قبل الانتقال إلى مولكينو، بالقرب من قرية فيسلي التابعة لروستوفأوبلاست. بعد فصله من عمله بشهر واحد، حصل الثعبان على عمل جديد في شهر مايو ٢٠١٥ كمنظم طبي في الشركة الثانية في “مجموعة الفاغنر”. في حديثه مع فونتانكا لم يقر أو يؤكد أي من هذا، حتى معرفته بأندريه ايشكوف.
يفغيني زيرنوف من منطقة سانت بطرسبرغ، والذي يبلغ من العمر ٤٠ عاماً. مات بنفس اليوم الذي مات به اندريه ايشكوف. في استمارته وتحت بند “رأي عائلتك بشأن طبيعة العمل” كتب بأن موقفهم إيجابي. لقد ترك ورائه والديه وأخته. والدته لم تتمكن من الإجابة على أسئلة فونتانكا، فهي تبدأ بالبكاء عندما يتحدث أي شخص عن ابنها.
يفغيني زيرنوف- فرد من الفاغنر
في ١٩٩٠، تخرج زيرنوف من أكاديمية الطيران المدني بدبلوم محاماة، ولكن بعد ذلك بفترة، من الواضح أن مهنته لم تكن ذات نفع. وبالنظر إلى طلب التحاقه، فإن هذا المحامي لم تكن لديه أي مهارات من حيث استخدام الحاسوب أو حتى التحدث بلغات أخرى، حتى أن رخصة قيادته لم تكن سارية المفعول. في عام ٢٠٠٦ واجه اتهامات جنائية لمقاومة ضباط الشرطة. وفيما يتعلق بعاداته الضارة، فقد كتب: “أنا نادراً ما أشرب الكحول، لكنني أشرب بقوة” وأضاف أنه كان يدخن الحشيش قبل ستة أشهر من تعبئة استمارته.لم يخدم يفغيني زيرنوف في الجيش من قبل، لكنه انتقل للقتال في جمهورية لوغانسك الشعبية في أغسطس ٢٠١٤، وانتهى به المطاف للقتال في لواء اوديسا وبقي هناك حتى يناير ٢٠١٥. خلال المدة ما بين شهر مارس إلى سبتمبر من العام ٢٠١٥، قاتل زيرنوف في اللواء الثالث التابع للحرس الجمهوري لجمهورية دونيتسك الشعبية. بعد ذلك، بدأت الحملة للقتال في سوريا. في مجموعة الفاغنر، كان من المفترض أن يقوم زيرنوف بجمع المعلومات وتحليلها والقيام بكتابة تقارير وصور ومقاطع فيديو، ولكنه قتل بعد ستة أشهر في تاريخ ١٦ مارس ٢٠١٦ وهو يقاتل بسلاح رشاش. وبالنظر إلى طلب التحاقه، فقد أجاب زيرنوف على السؤال الذي يدور حول السبب الذي يريد القتال من أجله بكلمة واحدة، “المال”. لقد تعلم زيرنوف كيف يكسب المال من رفيق له واسمه المستعار “بريزا”. بالنسبة لعناصر الالفاغنر، لم يكونوا بارعين جداً في اختيار أسمائهم المستعارة، حيث أن هناك ٣ عناصر بنفس الاسم المستعار “بريزا”.
علمت فونتاكا أن أحد المدعوين “بريزا” موجود في سوريا الآن، وبعد التواصل مع إحدى أفراد عائلته المقيمة في منطقة ساراتوفأوبلاست قامت بتقديم المعلومات التالية عنه. بريزا يبلغ من العمر ٣٩ عاماً، وقد ولد في مدينة أنديجان وقد تخرج من تخرج من الكلية التقنية الكهروميكانيكية بتخصص “فني تقني”. عمل في الجيش كسائق ومناور، وبقي بعد ذلك لمدة سبع سنوات بدون أي عمل رسمي في أي مكان. انتقل بعد ذلك انتقل إلى مدينة فلاديفوستوك الروسية، وعمل في وحدة الأغراض الخاصة الأولى للقوى الداخلية لمدة سنتين، وفي ٢٠٠٩ أصبح عاطلاً عن العمل مجدداً. لقد ذكر في استمارته أن هناك بعض القروض المالية الصغيرة المتراكمة عليه من بعض البنوك التجارية، وقد انضم لمجموعة الفاغنر عام ٢٠١٤.
فرد أخر انضم إلى مجموعة الفاغنر واختار الإسم المستعار “بريزا”. انضم إلى مجموعة الفاغنر في ابريل ٢٠١٥، وكان عمره آنذاك ٢٨ عاماً. ولد في أوسيتيا الشمالية في منطقة موزدوك. شارك في العديد من أنواع الفنون القتالية ومحب لرياضة السيارات في ذات الوقت. في عام ٢٠٠٨ انضم إلى الجيش وخدم في وحدة الأغراض الخاصة الأولى للقوى الداخلية بالقرب من روستوف-نا-دونو. وبعد الخدمة العسكرية كمساعد، ظل يعمل هناك ضمن عقد عمل، وشارك في عمليات القتال في أوسيتيا الجنوبية. دخل كلية الميكانيك والتكنولوجيا في موزدوك وتخرج في عام ٢٠١٤ كمحامي، وبعد حصوله على كل هذه الخلفية العلمية، عثر على عمل كأمين الصندوق في متجر “Magnit”.
في مارس ٢٠١٥ انضم ألكسندر كارينكوف لمجموعة الفاغنر، وفي طلب التحاقه كتب عن نفسه أنه مسيحي روسي. كان مدرب مصارعة محترف وتخرج من معهد فورونيج للتربية البدنية. في سن النضج حصل على خلفية تعليمية أخرى في مجال الطبخ، وهي الوظيفة التي عمل بها لدى الفاغنر. لم يكن عمله المدني كافياً له. استمر في الحرب لمدة أربعة أشهر وتوفي قبل أسبوعين من عيد ميلاده ال ٤٥، في ١٣ مارس ٢٠١٦، خلال العملية العسكرية في تدمر.
الكسندر كارينكوف- مقاتل في الفاغنر
أدى كارينكوف خدمته العسكرية في القوات الصاروخية. تمت ترقيته ليصبح رقيباً وتم تسليمه منصب نائب قائد الفصيل. أضاف أيضاً في طلب التحاقه أنه تم تفكيك الوحدة العسكرية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقد انتقل بعد ذلك عام ١٩٩٨ ليقاتل في كوسوفو.
في خانة العمل، كتب في استمارته “ليس لدي عمل”، وأما بالنسبة للإدانات الجنائية فقد كتب “ليس هناك أي إدانات”. وقد ذكر أن هوايته هي حل أحجية الصور مع عائلته. لقد كان لديه عائلة كبيرة، وقد ترك ورائه ٤ أطفال، ٣ أولاد وبنت واحدة.
وفي طلب التحاقه أجاب على سؤال موقف عائلته اتجاه طبيعة عمله بأن أمه لا تعلم، أما أخوه وأخته وزوجته فموقفهم إيجابي، وقد ترك خانة “سبب الالتحاق” فارغة دون إجابة.
“من الصعب علي أن أجيب لماذا ذهب إلى هناك” هكذا أجابت أخته نتاليا على سؤال فونتانكا، وأضافت ” لم يخبرنا عن السبب، كل ما أعرفه أنه كان كارهاً للذهاب، ولكن على ما يبدو أن صعوبة الحياة أجبرته على ذلك، لديه ٤ أطفال”.
لقد عرف ألكسندر كارينكوف عن “الشركة” عن طريق قريبه الذي يستخدم الاسم المستعار “فينكس”. لقد كانا مع بعضهما البعض دائماً. لقد تخرجا من الكلية سوياً، وقد خدما كمجندين سوياً، وقد حاربا في كوسوفو سوياً أيضاً. كان لدى فينكس خبرة أكبر في التعامل مع الأسلحة، فبعد الجيش ذهب للعمل على خط السكة الحديدية كرقيب في الأمن العسكري، ولكنه ترك عمله هذا لكي ينضم إلى قريبه في رحلة كوسوفو في جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، حيث كانا مع بعضهما البعض أيضاً. فينكس فقد أصبح عاطلاً عن العمل مؤخراً، وانضم إلى الالفاغنر لكي “يحسن وضعه المادي”، واستدعى ألكسندر لكي يرافقه، ولكنه عاد وحده هذه المرة.
في معظم السير الذاتية والاستمارات تقريباً تجد ذات السبب، وبالأحرى فإن أحد العناصر واسمه المستعار “فيني” كتب هذا بكل وضوح عند بند سبب الالتحاق: “الحصول على مكافأة نقدية بسبب الحرب”، بالرغم من أن الكثيرين لم يتحدثوا عن هذا السبب بشكل مباشر. على سبيل المثال، كتب “أمور” عند بند سؤاله عن سبب الالتحاق: “تغيير الوضع الجيوسياسي للاتحاد الروسي”، ولكن بالنظر إلى طلب التحاقه، فقد كان يعمل سائق سيارة وقد فقد عمله عام ٢٠١٤ بعد تسببه بحادث مروري. بالنسبة ل “توباز” فقد كتب أن سبب التحاقه هو: “تقديم خدمات”، لكن بالنظر إلى طلبه نجد أنه ليس لديه وظيفة، ولكن لديه الكثير من الديون. قبل سبتمبر عام ٢٠١٤ لم يتمكن “فيز” من الحصول على وظيفة، ولكن كان عليه دفعات صيانة ودفعات تمويل عقاري متراكمة، وكانت هناك تهم بالسرقة موجهة ضده، وبالرغم من ذلك فقد كتب عن سبب التحاقه بالفاغنر “فرصة لتحقيق الذات”.
بالنسبة لبعض الأشخاص فقد كان مقال فونتانكا مصدرمعلومات حول فرصة كسب المال من الحرب. فبعد نشر المقال تلقينا رسالة من قارئة شابة، تبلغ من العمر ٣٠ عامًا، متخصصة في علم الاجتماع، وطلبت منا أن نساعدها للانضمام لما يسمى “بالشركات العسكرية الخاصة” وقد ذكرت بأنها بحاجة ماسة للمال. فيما يلي المحادثة بيننا وبين الشابة، وقد أعطت الإذن بنشرها على الملأ حتى تعرف مجموعة الالفاغنر عنها وتقوم بتوظيفها، ولكنها طلبت فقط أن نغير اسمها.
فونتانكا: ليودميلا، لماذا تحتاجين إلى هذا؟
ليودميلا: اريد كسب المال، يقولون انهم يدفعون ١٦٠،٠٠٠ في الشهر هناك.
فونتانكا: هل تفهمين ما الذين يدفعون هذا المال من أجله؟
ليودميلا: نعم، لكي أعمل الشرطة وأشارك في العمليات القتالية. حسنا،ربما من الصعب أن أشارك في العمليات القتالية، ولكن حراسة المرافق الثابتة هو أمر يناسبني بشكل جيد.
فونتانكا: هل تعلمين أنه يمكنك الموت هناك حتى في وظيفة من نوع مدني، مثل الطبخ؟
ليودميلا: أعلم ذلك،ولكن هذا لا يخيفني، ليس لدي شيء، ليس لدي أي ممتلكات. عمري ٣٠ عاما، وانا غير متزوجة،وليس لدي أطفال، ليس لدي اي شئ.
فونتانكا: ماذا عن الحياة؟
ليودميلا: ما الذي تستحقه هذه الحياة؟ أنا أعيش على ما أكسبه، بدون دعم رجل، الحياة صعبة بالنسبة لي. الزوج لا يعني الحب والعائلة فقط، فهو أيضا جندي يحرسني ويعيلني. لا أعتقد أنني أريد أن أكون امرأة عانس. عندما يكون شخص ما بمفرده، فإن كل المشاكل تتضاعف، بينما تعيش المرأة المتزوجة حياة جيدة. أعتقد أنني وصلت إلى سقف تطوري.
فونتانكا: هل تتمنين مقابلة رجل مثل أولئك الذين يعملون م الفاغنر أم تريدين كسب المال؟
ليودميلا: المال بالطبع
فونتانكا: ما الذي جعلك تعتقدين أنك وصلت إلى سقف تطورك؟ ما هي وظيفتك؟
ليودميلا: لا أستطيع العثور على عمل في مجال اختصاصي،وكل الفرص تحتاج إلى متطلبات عالية، ودراسة أي شيء آخر تحتاج المال، مرة أخرى المال.في كل مكان العامل الأهم هو المال والمال والمال.. أنا لست البنك المركزي، لا أقوم بطبع النقود.أعمل مديرة مكتب في شركة صغيرة. راتبي أقل من ٣٠،٠٠٠ والمواصلات إلى مكان عملي تستنفذ جزءًا كبيرًا من راتبي الشهري. إضافة إلى ذلك، أواجه مشكلة في استخراج رخصة قيادة. جعلت إدارة فحص المركبات الآلية حياتي تعيسة، حيث تجبرني على إعادة الاختبار القيادة، أود أن أشتري لنفسي سيارة رخيصة على الأقل. كيف تعيش المرأة المتزوجة؟ يقلها زوجها إلى عملها وإلى بيتها، ولكن أنا علي أن أمشي دائماً تحت المطر. لقد هاجمني بعض افراد العصابات مؤخراً وقاموا بضربي.
فونتانكا: في سوريا، يمكنك توقع مصائب أكبر بكثير.
ليودميلا: وماذا في ذلك؟ على الأقل هناك أجور عالية
فونتانكا: ما هو رأي والديك في هذا؟
ليودميلا: ليس لدي سوى أمي، والدي تخلى عنا. أنا من عائلة فقيرة، وأمي ضد هذه الفكرة تماماً، لكن من ناحية أخرى، كيف يمكنني كسب المال؟
فونتانكا: كتبت في رسالتك أنك تعرفين كيفية التعامل مع الأسلحة النارية. أين تعلمت هذه المهارات؟
ليودميلا: عشت بين العسكريين، لقد ولدت عند عائلة رجل عسكري
فونتانكا: لكنك تقولين أن عائلتك فقيرة
ليودميلا: لأن أبي كان مدمناً على الكحول،فبعد أفغانستان وبعد الشيشان، أصبح مجنوناً.
فونتانكا: كيف تتخيلين الرجال الذين سيحيطون بك ويعملون معك في مجموعة الفاغنر؟
ليودميلا: هم على الأرجح أشخاص يعملون بجد،فهم يريدون كسب المال، وعلى الأرجح أنهم جنود سابقون،فلن يأخذوا أي شخص هناك بدون خبرة عسكرية او قتالية
فونتانكا: هل أنت على استعداد للعيش لعدة أشهر بين الناس مثل والدك؟
ليودميلا: هل هناك مكان آخر حيث يمكنني أن أجد عملاً بأجرعال؟ لا أعتقد أن الأمور خارجة تماما عن السيطرة هناك،أعتقدأن يكون هناك نوع من الانضباط، وسوف يطلب من مثيري الشغب الذين ينتهكون الانضباط الرحيل على الفور.
فونتانكا: لا يوجد الكثير من النساء هناك، ألست خائفاً من أن الإساءة؟
ليودميلا: لا بالكاد أخاف من ذلك، لدي أصدقاء من الرجال. أنا أعرف كيفية التعامل معهم. أنا أكثر خوفا من أن أجد مكان لكي أطور نفسي فيه
فونتانكا: كتبت أيضًا أن لديك المهارات اللازمة للعمل كموظفة اتصالات. من أين تعلمت ذلك؟
ليودميلا: أنا مهتمة بأمن المعلومات، لقد درست تقنيات الراديو أيضاً، ومهارات الكمبيوتر عندي جيدة جدا، اعتدت على كسب المال من ذلك.
فونتانكا: حتى مع كل هذه المهارات لا يمكنك العثور على عمل؟
ليودميلا: كل ما أقوله هو أنه لدراسة أي شيء تحتاج إلى المال، وأنا ليس لدي المال.
فونتانكا: هناك العديد من الدورات المجانية على الإنترنت.
ليودميلا: حسنا، لنفترض أنني قمت بإكمال هذه الدورات، ثم ماذا؟ ما الذي سوف يدل على أنني أملك هذه المهارات؟ يجب أن يكون هناك راع رسمي
فونتانكا: سيكون هناك انتخابات قريباً، وقد تصبح مهنة علم الاجتماع مطلوبة بشكل كبير. هل حاولت البحث عن عمل في هذا المجال؟
ليودميلا: لا، السياسة عمل قذر
مصدر الصورة: ImgCop
للمزيد:
لماذا يرفض بعض الروس استخدام الكرملين للمرتزقة؟
أخبار عربية المغامرة العسكرية لفيروس الفاغنر
أخبار عربية “فاغنر” الروسية تتمدد افريقياً.. وعينها على السودان