أخبار الآن | دبي الإمارات العربية المتحدة (تحليل)
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مكافأة قدرها مليون دولار للإدلاء بمعلومات عن حمزة ابن أسامة بن لادن. بالرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية صرحت بأن حمزة بن لادن بدأ يبرز كزعيم لتنظيم القاعدة، فإن الواقع أكثر تعقيدًا، وعلى الأغلب أن حمزة ليس سعيدًا بالرقم المعروض لرأسه. نفسر السبب وراء ذلك في تحليلنا التالي.
مليون دولار، هذه هي القيمة التي أعلنها الأمريكيون لرأس حمزة بن لادن كجزء من برنامج المكافآت من أجل العدالة لمكافحة الإرهاب. للوهلة الأولى، قد يشعر حمزة بالارتياح لأنه بدأ يؤخذ على محمل الجد , وأصبح هناك مكافأة مقابل رأسه، خصوصا أنه قد عانى هو ومساعدوه في محاولة اجبار الجهاديين الأكبر منه سناً وذوي الخبرة في القاعدة , على قبوله كزعيم لها وعدم النظر إليه كالطفل المدلل وغير الناضج لمؤسس التنظيم. ولكن عند التساؤل عن أسماء الجهاديين الآخرين في قائمة المكافآت هذه، وكم تبلغ قيمة أسرهم بالنسبة للأمريكيين؟ فيما يلي جزء من هذه القائمة:
أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، ٢٥ مليون دولار
قاسم الريمي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ١٠ ملايين دولار
عبدالله أحمد عبدالله، قائد مجلس الشورى في تنظيم القاعدة، ١٠ ملايين دولار
سيف العدل، عضو مجلس الشورى في تنظيم القاعدة، ١٠ ملايين دولار
أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، ١٠ ملايين دولار
خالد سعيد البطرفي، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ٥ ملايين دولار
خالد يوسف حرب، مستشار قائد حزب الله حسن نصرالله، ٥ ملايين دولار
أبو محمد الشمالي، مهرب داعش الرئيسي، ٥ ملايين دولار
صالح العاروري، قائد عسكري في حركة حماس، ٥ ملايين دولار
غول مراد خليموف، مجند في تنظيم داعش، ٣ ملايين دولار
لذا ومن وجهة نظر القاعدة، فإن المكافأة التي تبلغ مليون دولار على رأس حمزة بن لادن لن تكون مصدر فخر، بل على العكس من ذلك، فقد يجلب ذلك المزيد من العار لحمزة.
إضافة إلى ذلك، فإن القيمة المنخفضة للمكافأة الموضوعة على رأس حمزة بن لادن , تعكس وبشكل جوهري فشل مساعدي حمزة وأعوانه في صناعة قائد للتنظيم من النسيج الرخيص ذو الجودة السيئة.
لكن كيف وقع حمزة في هذا الخندق؟
في السنوات الأخيرة، كانت القاعدة تحاول بوضوح ومن دون جدوى الترويج لحمزة بن لادن من خلال الرتَب، وكان يتم ذلك جزئياً باستغلال اسمه المشهور من أجل كسب أتباع جدد وتنشيط أولئك الذين سئموا وتعبوا من سماع الظواهري وهو يتحدث عن لا شيء جديد. ثانياً، كان اعلان والترويج لحمزة يحدث ببساطة لأن القاعدة تراجعت , وليس لديها أي قادة آخرين قادرين على تولي أدوار قيادية. إلا أن نتيجة هذه العملية كانت كارثية، حيث تم رفض حمزة رفضاً تاماً من قبل الجميع، سواء المقاتلين القدامى وأيضاً القادة الأكبر منه سناً , والذين لم يروا أي مضمون في خطابه البليغ . الظواهري، والذي يبدو أنه أعظم مدافع عن حمزة وأكبر الداعمين له، قاده لطريق ضال. بينما ظنّ الظواهري أنه كان يعمل لصالح حمزة ويدعمه من خلال الترويج له بسرعة، فقد دمر فعليًا سمعته تمامًا لأن حمزة أصبح مرتبطاً الآن بالظواهري الذي يحتضر، والذي أصبح يُعتبر سامًا بين جميع حلفائه وفروع تنظيم القاعدة، وخصوصا في سوريا.
ومن الجدير بالملاحظة أيضاً أنه في مرحلة ما قامت القاعدة بإسقاط لقب “الشيخ” من الشاب حمزة بن لادن الذي منحته إياه بشكل ساخر في مايو 2017. لاحقاً أصبح يشار إليه ب “أخ”، وبدون أدنى شك كان ذلك بسبب رد الفعل العنيف من الداخل من قبل متطرفي القاعدة الذين شككوا في كلمة “الشيخ” والتي تطلق على شاب صغير, لا يملك حتى شهادة مدرسة ابتدائية. اضطرت القاعدة بعد ذلك للتراجع عن هذا , بعد ضجة “التوريث” والتي انتشر صداها بين صفوف التنظيم وجعل من القاعدة أضحوكة الإعلام.
نعم، نجحت القاعدة في جعل حمزة مشهوراً قليلاً، ولكن من الواضح أن هذه الشهرة لن تكفي لكي تنفعه كقائد للتنظيم، ولن يشعر أعضاء القاعدة ومؤيدوهم بأي شرف كون حمزة أرخص الجهاديين المشهورين.
اقرأ المزيد:
ما هي أبرز عوامل عجز حمزة بن لادن؟
جهادي سابق: حمزة بن لادن لن يكون مقبولا من قادة القاعدة