أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ربيع دمج)
ليس حادث الحريق الأول في تاريخ هذه الكاتدرائية لكنه الأضخم خاصة مع سقوط سقفها، فقد تعرّضت عبر التاريخ لعدة أعمال تخريب وإستعادة وترميمات أبرزها في العام 1548 حين قام بعض المتدينين في فرنسا بتدمير أجزاء كبيرة منها تحت حجة أنها وثنية ولا تمت للديانة المسيحية بصلة.
بعدها بفترة وآبان عهد الملك الفرنسي لويس الرابع عشر وبعده لويس الخامس عشر، خضعت “نوتردام” لعدة تعديلات أبرزها تمثال ضخم للقديس كريستوفر كان على شكل دعامة قرب المدخل الغربي والذي يرجع تاريخه إلى عام 1413، ودمر عام 1786.
كما دمر المشاغبون مقابر ونوافذ من الزجاج الملون الموجودة في الشمال والجنوب للصرح الديني العظيم.
في عام 1793 عاد المشاغبون ليدمروا عدداً من تماثيل القديسين بحجة أن الكنيسة هي للعبادة وليست للفنّ والبدع. وخلال تلك الحقبة اندلعت الثورة الفرنسية فتعرضت للدمار والنهب على أيدي الثوار الذي أرادوا فصل الدين عن الدولة كذلك تقسيم خيرات البلد على الناس.
بدأ برنامج الترميم الفعلي الأول عام 1845، أشرف عليه أهم المهندسين الفرنسيين بينهم المعماري الفرنسي الشهير”يوجين إيمانويل فيوليه لو دوك” الذي كان مسؤولا عن ترميم عشرات من القلاع والقصور والكاتدرائيات في فرنسا.
استمرت أعمال الترميم في الصرح الديني الكاثوليكي العريق نحو 25 سنة وشملت إضافة إلى التماثيل المزخرفة مثل الطيور والملائكة ومجسمات أشباح تشير إلى الروح الشريرة في الحياة.
وصلت الحرب العالمية الثانية لتكمل أعمال التخريب وزيادة الأضرار، النصيب الأكبر كان للنوافذ الزجاجية الملونة في أسفل الطوابق، وقد أُصيبت برصاصات طائشة.
في كل فترة كان يتم ترميمها وصيانتها، خاصة في عهد الرئيس الراحل جاك شيراك في عام 1991 فتم إنشاء برنامج ترميمي طويل شمل كافة أجزائها.
الجدير بالذكر أن بناء “نوتردام” بدأ في عام 1163 (بحسب ما هو مذكور في الموقع الرسمي للكاتدرائية) على طراز الفن القوطي (مع مثقفي النهضة الإيطالية)، وهذا الفن من مراحل العمارة الأوروبية التي تميزت بأشكال هيكلية مميزة وتعبيرية جديدة في أواخر القرون الوسطى وخاصة من منتصف القرن الثاني عشر الميلادي إلى نحو عام 1400.
تحتوي الكاتدرائية على 29 كنيسة و 113 نافذة ملونة، ويبلغ طولها نحو 128 مترا، المبنى مدعم بأعمدة اسمنتية قوية كذلك الجدران مبنية بواسطة دعامات اسمنتية وفولاذية لمنع أي اعتداءات خارجية عليها.