أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (تحليل)
أعلنت إيران أنها ستبدأ بالانسحاب الجزئي من الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى. وتقول إيران إنها انتظرت بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وشعرت بأنها مضطرة لاتخاذ اجراء الآن. ماذا تعني هذه الخطوة وما هو السياق الذي اتخذت فيه؟
إليكم تحليلنا:
ليس النووي فحسب
خطة العمل الشاملة المشتركة هي أكثر بكثير من مجرد اتفاق نووي لإيران. فبعد الانسحاب الأمريكي، حرص كل من الإيرانيين والأوروبيين على الإبقاء عليه قدر الإمكان. من المنظور الإيراني، توفر خطة العمل المشتركة لإيران واحدة من الفرص النادرة و المحدودة للتعاطي الدبلوماسي مع العالم
ليس الدبلوماسية فحسب
هذا أكثر بكثير من مجرد دبلوماسية. عندما تكون الدبلوماسية والمشاركة الدولية محدودة، داخلياً ستجد إيران ايضا أن الصوت الإصلاحي مثل الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف سيصبح أضعف، بينما أصوات الأذى والمكر مثل قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني، ستزداد قوة. إنه تطور رهيب بالنسبة لمصالح إيران الوطنية، يأتي في وقت يتعين على إيران التركيز فيه على من سيخلف المرشد الأعلى علي خامنئي، بالنظر إلى تقدمه في السن وتدهور صحته. سيكون أمراً فظيعاً بالنسبة لإيران أن يلقي أمثال سليماني والحرس الثوري الإيراني عموماً بثقلهم في اختيار الزعيم الأعلى القادم.
عندما تصبح الأصوات الإصلاحية أضعف، تصبح فرص إيران في التخلص من نظام الفقيه البالي وغير الفعال أقل بكثير . وبالمثل، فإن فرص إيران في وقف تدخلها الإقليمي ستقل أيضاً، و ستتلقى ضربة قوية بدلاً من بناء علاقة ثقة مع جيرانها.
إقرأ زيضاً: إيران تتنصل من بعض التزامات الإتفاق النووي
الآن وأكثر من أي وقت مضى، سمّ الحرس الثوري الإيراني يسمم مستقبل إيران
بعد تصنيف الولايات المتحدة، أصبح الحرس الثوري الإيراني أكثر ضررا ، وكل من يتعامل معه يواجه خطر التعرض لعقوبات دولية.
لكن الحرس الثوري الإيراني هو أكثر بكثير من مجرد مؤسسة عسكرية، فهو يهيمن على قطاعي الصناعة والتجارة في إيران. إذا كانت إيران لا تريد أن تسلك طريق الحضارات الأخرى التي انهارت بسبب عدم قدرتها على السيطرة على الجيش، فعليها كبح جماح الحرس الثوري الإيراني. ولكن، هل تستطيع إيران فعل ذلك؟ هذا احتمال ضئيل . الإضرار بخطة العمل الشاملة المشتركة سيجعل احتمال قدرتها على ذلك أقل.
إيران تخنق بسبب العزلة والعقوبات المفروضة عليها. استمرار التواصل الدبلوماسي قدر الإمكان هو واحد من آخر خطوط إمداد الأكسجين المتبقية لإيران. لهذا السبب، مع خطوتها الأخيرة المتعلقة بخطة العمل المشتركة، فإن إيران لم تؤذ أحداً سوى نفسها، بل وإنها تؤذي حاضرها ومستقبلها.
مصدر الصورة: afp
للمزيد:
واشنطن: تلويح إيران بخفض التزاماتها في الاتفاق النووي يعد ابتزازا لأوروبا
وول ستريت جورنال: إيران تخطط لاستهداف قوات أمريكية في العراق وسوريا