أخبار الآن | اليونان – رويترز
فاز رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس بثقة برلمان بلاده كما كان متوقّعاً، ليُعزّز موقعه قبل ثلاثة استحقاقات انتخابيّة ستشهدها اليونان،
ومنح 153 نائباً من أصل 300 في البرلمان أصواتهم لتسيبراس ، وبعد الفوز بثقة البرلمان، قال تسيبراس أمام النواب إنّ هذا البرلمان سيتعامل تدريجيّاً مع الظلم من أجل مصلحة الأجيال المقبلة والمحرومين
وفي إشارة إلى الانتخابات الأوروبية، قال “في 26 أيّار/مايو، سيُرسل الشعب اليوناني رسالةً إلى النخبة ولكن أيضاً إلى المتكبّرين. يجب أن نستمرّ في العمل بكرامة وتواضع”.
وبات زعيم “سيريزا” اليساري الحاكم منذ أربع سنوات، في موقع متأخّر بنسبة 5% عن منافسه الرئيسي كرياكوس ميتسوتاكيس، زعيم “الديموقراطية الجديدة” اليميني، في استطلاعات الرأي للانتخابات التشريعيّة التي يُتوقّع أن تجري في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
ويقول أستاذ العلوم السياسيّة في “جامعة بانتيون” في أثينا ثاناسيس ديامنتبولوس لوكالة فرانس برس إنّ “الانتخابات الأوروبية تكاد تكون حاسمة بالنسبة إلى اليونان هذه المرّة، لأنّها تُعتبر بمثابة تحضير للانتخابات التشريعيّة”.
وكان رئيس الوزراء اغتنم الفرصة الإثنين لطرح التصويت على الثقة، بعد محاولة منافسه كرياكوس ميتسوتاكيس عرض اقتراح بسحب الثقة من نائب وزير الصحّة بعدما هاجم مرشّحاً يمينيّاً للانتخابات الأوروبية.
وقال ميتسوتاكيس أمام البرلمان “حوّلتم اقتراح سحب الثقة إلى تصويت على ثقة، وهذا ابتزاز”، ووصف رئيس الوزراء بـ”الكاذب” و”المنافق”.
– “الرهان الأخير” –
يبحث تسيبراس الذي تنتهي ولايته في تشرين الأول/اكتوبر المقبل عن الاستثمار في “إنجازات” سياسته، بالأخص عودة البلاد إلى الأسواق العالمية وإخراجها من برامج التقشّف الصارم المفروضة من جانب الدائنين، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لمواجهة أزمة الدين.
وأعلن قبل ثلاثة أيّام تماماً مجموعة تدابير لإعفاءات ضريبيّة ومساعدات للمتقاعدين، في خطوة لاستمالة الناخبين المتعبين من التقشف.
ورأت المعارضة في هذه الخطوات “انتهازيّة سياسيّة” لا تهدف إلا لـ”إعادة شراء” أصوات.
وعنوَنت صحيفة كاتيمريني الليبرالية الأربعاء “رهان تسيبراس الأخير” في تعليقها على “حزمة الإجراءات ما قبل الانتخابات” التي يسمح بها برغم ذلك ضوء أخضر من الدائنين.
ورغم انتعاش الاقتصاد منذ 2017 وتحسّن أداء الاقتصاد الكلّي، يُواجه اليونانيّون صعوبات للتعافي من الركود الشديد ومستوى البطالة الذي بلغ 18%، الأعلى في منطقة اليورو.
ويُتَّهم تسيبراس الذي انتُخب للمرة الأولى عام 2015 عن اليسار الراديكالي، من قبل معارضيه بـ”خيانة” ناخبيه بعدما اضطرّ في ذلك الوقت إلى نكث وعوده التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية حول “نهاية التقشف”.
وبنى تسيبراس، وهو أحد قلائل الزعماء اليساريين في الاتحاد الأوروبي حالياً، حملته الانتخابية الأوروبية على مساندة “القوى التقدّمية” التي ستشكّل “درعاً” في وجه اليمين المتطرّف.
كما انعكس انتقال سيريزا نحو الوسط، بتغيّر اسمه إلى “سيريزا-التحالف التقدمي”.
والتحق بعض النوّاب من “حركة التغيير”، الحزب الاشتراكي السابق “باسوك”، ومن حليفه القومي السابق “اليونانيون المستقلون” (آنيل)، بصفوف سيريزا، وهكذا فعل حزب “اليسار الديموقراطي-ديمار” الصغير.
واستفاد سيريزا من هذا التحالف بعد الاتفاق المثير للجدل حول الاسم الجديد لجمهورية مقدونيا الشمالية، وهو ملف يثيره القوميّون منذ ثلاثة عقود. غير أنّ الاتّفاق أدّى إلى مغادرة آنيل للائتلاف الحكومي في كانون الثاني/يناير وإلى اعتراضات في صفوف المعارضة.
ويعتبر ثاناسيس ديامنتبولوس أنّه “بسبب المعارضة الشرسة من قبل الديموقراطية الجديد (ضد الاتفاق حول اسم مقدونيا الشمالية)، يمكن لتيسبراس كسب أصوات فئة صغيرة من معتدلي اليمين-الوسط أو شريحة الاشتراكيين المناهضين للقوميين”.
اقرأ المزيد: