أخبار الآن | غروزني – الشيشان (متابعات)
بعد أن بدأت نشاطها في الربيع، شركة “ميخكاري” لسيارات الأجرة في غروزني عاصمة جمهورية الشيشان، تطلق خدمات للنساء فقط برفقة أطفال أو من دونهم.
الخدمة الجديدة تستقطب الكثير من الزبائن، فيلجأ إليها الرجال الذين يرفضون أن تصعد زوجاتهم إلى سيارة مع رجل آخر، فضلاً عن رجال ونساء يعتبرون أن المرأة تقود السيارة من دون تهور.
وتُعتبر فاطمة جمبولاتوفا “49 عاماً” واحدة من أولى سائقات الأجرة في هذا المجتمع المحافظ، وتقود سيارة بيضاء وتعمل لحساب شركة “ميخكاري” التي يعني اسمها “الفتيات” باللغة الشيشانية.
قالت ليبكان بازاييفا منسقة منظمة “نساء من أجل التنمية” غير الحكومية المحلية: “في الحقبة السوفيتية كان عدد النساء اللواتي يقدن سيارة لا يتجاوز عدد أصابع اليد، وكن معروفات في كل أرجاء الجمهورية مع قصة حياتهن بالكامل”.
ولتغيير الوضع، باشرت منظمتها في 2008 توفير دروس في قيادة السيارة مجانية لنحو 100 امرأة راح نصفهن يقود في شوارع غروزني ما أثار استغراب عناصر الشرطة في المدينة البالغ عدد سكانها 270 ألف نسمة في القوقاز الروسي.
واليوم، ثمة الكثير من النساء اللواتي يقدن السيارة في الشيشان لكن قلة منهن يعملن في المجال في هذا المجتمع المحافظ.
وترى بازاييفا أن ظهور سائقات الأجرة في هذه المهنة التي يسيطر عليها الرجال خطوة كبيرة إلى الأمام ونجاحاً كبيراً، وأن فيها أيضاً مبادرة “رمزية” لتحرير المرأة التي تحظى بحقوق محدودة في المجتمع الشيشاني.
وبعيداً عن الاعتبارات الدينية، أكدت بعض النساء أنهن يفضلن الركوب مع نساء بسبب طريقة قيادتهن للسيارة الأقل عدائية في منطقة يسجل فيها سقوط الكثير من الضحايا على الطرقات.
وأوضحت خيدا يوساييفا “29 عاماً” إحدى راكبات فاطمة جامبولاتوفا: “الرجال يقودون بطريقة متهورة أكثر، فيما النساء أكثر حذراً وأشعر بالأمان مع امرأة”.
وأكدت ليبكان بازاييفا أن الخدمة المخصصة لنساء تسمح بتجنب المواجهة مع أزواج لا يحبذون أن تصعد زوجاتهم إلى سيارة يقودها رجل غريب، مشيرة إلى حالات عنف منزلي بسبب وجود رقم سائق سيارة أجرة مع الزوجة.
وتأمل مؤسسة الشركة التمكن من رفع عدد السيارات إلى 20، وتنوي أيضاً خوض مجال التسليم وخدمات أخرى إلى المنازل للنساء العاجزات عن مغادرة منازلهن.
وأشارت إلى أنها لم تواجه أي صعوبة في توظيف السائقات منذ إطلاق شركتها مع تقدم الكثير من النساء.
المزيد: