أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( سعد النعواشي )
أكد باحثون وعلماء في مجال التغير المناخي أن وتيرة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يشهدها كوكبنا في الوقت الحالي وامتدادَها تتجاوز أي حدث مماثل شهدته الأرض في الألفيتين الأخيرتين.
الباحثون قالوا إن أحداثا مناخية مهمة يَذكرها التاريخ، مثل “العصر الجليدي الصغير”، لا يمكن مقارنتها مع ما تشهده الأرض من ارتفاع ٍ في درجات الحرارة في القرن الأخير.
عندما قاس علماء التاريخ الخاص بالظواهر المناخية التي مر بها كوكبنا في القرون الماضية ، برزت لهم عدد من الحقب المهمة بشكل استثنائي.
وتضمنت هذه الحقب “الفترة الرومانية الدافئة” التي استمرت من سنة 250 إلى 400 ميلادية ، وشهدت درجاتِ حرارة عالية بشكل استثنائي في القارة الأوروبية عموما.
وكذلك حقبة “العصر الجليدي الصغير” الشهيرة التي شهدت انخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة لعدة قرون ابتداء من القرن الرابع عشر.
وعَدَ البعض هذه الظواهر بمثابة أدلة على أن كوكب الأرض مر بدورات متعاقبة من ارتفاع ٍ وانخفاض درجات الحرارة عبر القرون ، وأن ارتفاع درجات الحرارة التي يمر بها حاليا ومنذ الثورة الصناعية ليس إلا جزءا من هذا السياق.
ويقول الباحثون إن العصر الجليدي الصغير على سبيل المثال بلغ ذِروته في المحيط الهاديء في القرن الخامس عشر، بينما بلغ الذِروة في أوروبا في القرن السابع عشر.
وعموما، لم يكن ممكنا الاستشعار بأي ارتفاعاتٍ أو انخفاضات أطول أمدا في درجات الحرارة في أكثر من نصف الكرة الأرضية في أي وقت واحد.
فحقبة “العصور الوسطى الدافئة”، التي استمرت بين سنتي 950 و1250 ميلادية، لم تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة إلا في 40 في المئة من سطح الكرة الأرضية ، أما ما نشهده اليوم من ارتفاع في درجات الحرارة، فيؤثر على معظم الكوكب.
ويبدو الآن أن هناك إجماعا ناميا بأن الشهور الـ 18 المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بالتصدي لأزمة الإحتباس الحراري التي يُواجهها كوكبنا ، علاوة على غيرها من التحديات البيئية.
وكانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قالت في تقرير أصدرته في العام الماضي إنه ينبغي خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبةِ 45 في المئة بحلول عام 2030 إذا أردنا أن لا ترتفع درجات الحرارة العالمية عن 1,5 درجة مئوية في هذا القرن.
وبما أن الدول تضع سياساتها مَقدما لسنواتٍ خمس أو عشر، لابد أن تكون الخطط الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 45 في المئة بحلول سنة 2030 جاهزة ً بحلول نهاية السنة المقبلة.
وتتمثل العقبة الأولى في قمة المناخ الخاصة التي دعا إلى عقدها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والتي ستلتئم في نيويورك في ال 23 من شهر ايلول سبتمبر المقبل.
مصدر الصورة: Getty Images
إقرأ أيضاً: