أخبار الآن | الولايات المتحدة – nationalinterest
نشر موقع “nationalinterest” الأمريكي تقريراً تحدث فيه عن مستقبل الإرهاب العالمي المتمثل بشكل أساسي بتنظيمي “القاعدة” و “داعش”. ووفقاً للتقرير، فإنّ “الإنهيار الناشئ عن الإنقسام بين التنظيمين، أدى إلى منافسة بينهما تساهم في خسارة طرف على حساب الآخر، في حين أن أحد الدوافع الأساسية لمثل هذه المنافسة القوية، هو أن الإيديولجية وأهداف المجموعة متشابهة إلى حدّ كبير”.
وبحسب التقرير، فإنّ “تنظيم داعش الإرهابي المهزوم عاد إلى مستويات العنف القصوى كوسيلة لتمييز نفسه عن غيره من منافسيه من التنظيمات، بما فيها القاعدة”، موضحاً أنّ “التنظيمين يحاولان التأثير في الأوساط نفسها، حيث يسعى كل طرف لشد الناس عليه”.
وحصل الإنقسام على المستويات القيادية لهذه المجموعات، فضلاً عن النزاع الداخلي ضمن كل تنظيم، وهو ما يكشف عن هشاشة البنية الأساسية، والأمر الذي يدلّ على الإنهيار.
يقول التقرير أنّ “كل تنظيم عمد إلى تمييز عناصره، كما أنّ الحال وصلت بهؤلاء إلى استخدام بعض الوسائل على الإنترنت للسخرية من بعضهم البعض”. ومع هذا، يشير التقرير إلى أنّ “المجموعة التي كانت ستصبح تنظيم داعش كانت عنصراً مارقاً، شكلها وقادها الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان تعهد بالولاء لزعيم القاعدة أسامة بن لادن. ومع هذا، فإنّ الزرقاوي كان ما يزال يتجاهل التوجيهات من القيادة الأساسية للقاعدة، واتباع أجندة طائفية لإشعال حرب أهلية سنية – شيعية أولاً داخل العراق، وبعدها في مختلف دول العالم الإسلامي”.
ومع أنّ الخلاف الأولي بدأ يتعمق في العراق في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، فإنّ الصراع الداخلي تجلى أيضاً خلال سنوات الحرب الأهلية السورية الأولى. كان الوجود الاولي لـ تنظيم القاعدة في سوريا من خلال جبهة النصرة، التي أعيدت تسميتها لتصبح “جبهة فتح الشام”. ومع هذا، فإنّ الهدف كان نحو إبراز “داعش”، باعتماد النمط الوحشي والعنف الدموي في سوريا والعراق، تحت شعار الخلافة. ومع ذلك، فإنّ التقرير يعتبر أنّ “ظهور داعش كان ساهم في تهديد القاعدة، التي عملت إبعاد نفسها عن داعش في محاولة للتأكيد على أنها قوة شرعية ومستقلة، وإثبات أن مسلحيها هدفهم مناصرة السوريين في نضالهم”.
وبعد أن فقد تنظيم “داعش” خلافته، فإنّ تنظيم “القاعدة” يحاول أن يبثت أنه القادر على مواجهة النظام السوري، وتصوير نفسه على أنه التنظيم “البرغماتي” الذي يتواصل مع مختلف الأطراف، في محاولة لإضفاء الشرعية لنفسه، وفقاً للتقرير. ومع هذا، فإنّ مستقبل “القاعدة” و”داعش” كونهما يمثلان الإرهاب العالمي، سيتحدّد إلى حد كبير من خلال المنافسة بين الطرفين، حيث أن انهزام “داعش” سيعيد “القاعدة” إلى الواجه، إذ أن التنظيم الأخير عدّل تكتيكاته للإستفادة من فرصة انهيار داعش. ويلفت التقرير أنّ “تنظيم القاعدة بذل مجهوداً كبيراً لحماية صورته في سوريا التي يعتبرها زعيم التنظيم أيمن الظواهري مكاناً أساسياً لإثبات أهميته من خلال السياسات التي يتبعها”، موضحاً أنّ “الهدف هو إبراز التنظيم على أن لديه حاضنة شعبية، والنظر إليه على أنه مستعد للعمل مع السكان، ويمتلك الموارد اللازمة لتوفير بعض مظاهر الحكم”.
ووفقاً للتقرير، فإنّه “على عكس داعش، فإن القاعدة على استعداد للعمل مع مجموعات أخرى، كما كانت تفعل في سوريا، كما أبدت القاعدة ميلا للتعاون فيما وراء مناطق النزاع المباشر، كما يتضح من خلال التعاون التكتيكي مع سلطات إيران”.
ويخلص التقرير إلى أن “التغيير الأكثر إثارة للاهتمام في سلوك القاعدة منذ وفاة بن لادن هو أن الجماعة لم تعد مهووسة بضرب الغرب، إذ أصدر الظواهري أوامر صارمة لزعيم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” بعدم استخدام سوريا منصة لمهاجمة الغرب”.
'#ISIS vs. #AlQaeda: What Lies in the Future of Global #Jihadism?'https://t.co/BdKVBNo8H0
— The Analyst (@tsylanaeht) August 23, 2019
عبر الهاتف من القاهرة الدكتور ماهر فرغلي الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية
مصدر الصورة: GETTY
للمزيد: