أخبار الآن | شينجيانغ – الصين (خاص – نهاد جريري)
في إقليم شينجيانغ غرب الصين، حيث يعيش الإيغور من الأقلية المسلمة مشكلين أغلبية سكانية، لا أحد يوصيك أن تحرص على مالك أو جواز سفرك خشية السرقة، وإنما خشية الضياع. فلا مجال للسرقة هنا. البلد آمن. وبمجرد اتصالك مع الشرطة، فإن مركبة أو أكثر تأتي خلال فترة وجيزة.
كاميرات المراقبة في كل مكان، وتسجل كل شيئ، حتى يُقال إنها تسجل الصوت.
لا يكاد مكان يتجمع فيه أحد إلا وعلى بابه آلات وموظفو أمن للتفتيش. على باب الفندق، على باب البازار، وعلى باب المطعم. لكن هذا الهوس الأمني يتجاوز الغرض منه ليتحول إلى سجن افتراضي.
ومنذ عام ٢٠١٧، شددت الحكومة الصينية من إجراءاتها الأمنية المفروضة على سكان الإقليم. ومن يخالف يُحتجز في مراكز الاعتقال التي يدعي الحزب الشيوعي الحاكم في بكين، أنها مراكز تأهيل وإعادة تعليم.
فعلى سبيل المثال، يُحظر التعامل مع الأجانب. فأي تواصل مع العالم الخارجي من خلال تطبيقات الهاتف أو الحديث المباشر مع السياح قد يؤدي إلى الاعتقال.
في أواخر ٢٠١٦، بدأت الحكومة الصينية بمصادرة جوازات سفر سكان إقليم شينجيانغ. فلا يُسمح بالسفر إلا بعد موافقة أمنية. وبالرغم من أن القرار استهدف جميع السكان، إلا أن الإيغور اعتبروا أنهم المستهدفين.
يُضاف إلى ذلك، أن تنقل السكان من بلدة إلى أخرى وأحياناً من حيّ إلى آخر لا يسمح به إلا بعد الحصول على موافقة أمنية من مركز الشرطة المحلي.
يحاول الإيغور الهرب من ذلك السجن الأمني عبر الهجرة إلى وطن آخر إن تيسر لهم ذلك.
رجال آمن في كل مكان
خلال جولتي السياحية في إقليم شينجيانغ، اضطررت إلى الذهاب إلى ناحية “شوفو” التي تبعد عن وسط “قشقر” أقل من نصف ساعة، حتى أقابل شاب مترجم دعاني لزيارته، بعد أن منعته اللجنة المحلية في حيّه من الذهاب إلى مقابلتي.
على مدخل الناحية، استوقفتني الشرطة كما أوقفت جميع من كانوا في التاكسي. في الداخل، رأيت بوابات إلكترونية كتلك التي رأيتها عند مدخل المسجد. تقرأ الآلة بياناتك، ويتم الدخول والخروج بجواز سفر يتمثل بورقة تحصل عليها من اللجنة الأمنية. كنت أرى الإيغور يعرضونها على الشرطة قبل أن يمروا خلال الآلات.
ولأن جواز سفري أجنبياً، أجرت ضابطة صينية تتحدث الإنجليزية بطلاقة مقابلة معي، وأردت اسم الشاب الذي كنت سألتقيه وكيف تعرفت عليه ولماذا، الحقيقة أنني إلى الآن لا أعرف اسم الشاب. الضابطة كانت لطيفة جداً. وتركتني في حال سبيلي.
ركبت التاكسي مرة أخرى. والتقيت بالشاب في المحطة الأخيرة. واكتشفت أنه لا يهم أنني لم أخبرهم اسمه. فلم يمض على وجودي معه ساعة في مطعم حتى أتى رجال الشرطة، كانوا لطيفين جداً وظلوا يؤكدون أنهم موجودون لخدمتي وحمايتي. وخيّروني بين الذهاب إلى المركز الأمني أو البقاء حيث كنت. فاخترت البقاء على ناصية الطريق، فيما أخذوا هاتف الشاب وقرأوا المحادثة التي دارت بيني وبينه قبيل لقائي به.
بعد المقابلة قرروا إعادتي إلى الفندق حيث أقيم في “قشقر” وظلّ الشاب معهم.
ما أعرفه الآن هو أن الشاب بخير. لكنه طلب مني عدم التواصل معه.
مصدر الصورة: خاص لأخبار الآن
أقرأ أيضا:
الرواية الصينية عن تاريخ شينجيانغ والإيغور .. تزوير وتشويه للحقائق