أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (بيانات تحليلية – نسمة الحاج)
تتفاقم معاناة الإيغور يوماً بعد يوم في تصدر تام لأزمات حقوق الإنسان المبنية على الحروب والإبادات الثقافية والعرقية في القرن الواحد والعشرين.
أقلية الإيغور وهي أقلية مسلمة تعيش في إقليم شينجيانغ في الصين تعود أصولهم إلى تركستان، يعانون من الاضطهاد والتمييز العرقي والديني من قبل الحكومة الصينية، بداية بالاعتقالات وعمليات التفتيش التعسفية ونهاية باختراقات خصوصية المواطن الإيغوري من خلال تطبيقات التجسس المجبرين على تحميلها على هواتفهم، أو الكاميرات التي تعمل بالبصمة البيومترية في شوارع شينجيانغ أو الاقتحامات التعسفية لمنازلهم من قِبل أفراد من السلطات الصينية.
الهوس الأمني يحوّل إقليم #شينجيانغ في #الصين إلى سجن كبير
في إقليم شينجيانغ غرب الصين، كاميرات المراقبة في كل مكان، وتسجل كل شيئ، حتى يُقال إنها تسجل الصوت.لا يكاد مكان يتجمع فيه أحد إلا وعلى بابه آلات وموظفو أمن#حرب_الصين_ضد_الإيغور #محنة_الإيغور #معاناة_مسلمي_الإيغور pic.twitter.com/EG2LWtUGej— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) September 4, 2019
ما الذي يحدث في إقليم شينجيانغ؟
في زيارة إلى إقليم شينجيانغ صور صحفيو BBC واقع حياة الإيغوريين اليومية خلال الحملات الأمنية المشددة المفروضة على سكان الإقليم. ويتطرق التقرير الإخباري المصور إلى انعدام حرية التعبير في شينجيانغ خوفاً من العواقب المحتملة، فأبسط التصرفات كفيلة بأن تودي بالإيغوري إلى السجن من دون توجيه تهم صريحة، أي من دون محاكمة وبالتالي مدة اعتقال غير محددة.
ونتيجة لحملة القمع والاضطهاد التي تشنها السلطات الصينية على الإيغوريين، يستمر الإيغوريون في الهجرة إلى الغرب لينجوا بحياتهم، فالأوضاع في شينجيانغ أصبحت كأنها حرباً على الثقافة الإيغورية. وفي هذا السياق تناول تقرير نشرته Financial Times قصة امرأة إيغورية تدعى أسكار، هاجرت إلى الولايات المتحدة هرباً من الأوضاع مما عرّض ذويها في الصين إلى المساءلة القانونية من السلطات الصينية، فمجرد التواصل مع أقاربك في الخارج يعتبر جريمة في نظر الحكومة الصينية. ويمثل الاعتقال الذي تعرض له ذوو أسكار بسبب وجود مسجل صوتي يحتوي على تسجيلات من القرآن الكريم في منزلهم، شكلاً من أشكال الاعتقالات التعسفية التي يتعرض لها الإيغوريون.
عندما يُسأل الإيغوري عن المسجد! أمضت الزميلة نهاد جريري في إقليم شينجيانغ ثلاثة أسابيع، زارت فيها ثلاث
#حرب_الصين_ضد_الإيغور #محنة_الإيغور #معاناة_مسلمي_الإيغور #الإيغور#الصين https://t.co/DNXzvFoaog pic.twitter.com/NX2wQDqMN3
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) September 11, 2019
أساليب القمع التي تستخدمها الحكومة الصينية على الإيغوريين:
تمثل الاعتقالات التعسفية التي يتعرض لها الإيغوريين وسيلة القمع الأسوأ في شينجيانغ، وتطلق الحكومة الصينية على هذه المعتقلات “مراكز إعادة تثقيف”، إلا أن مقطعاً مصوراً نشرته Sky News يظهر غير ذلك. حيث يظهر المقطع الذي تم تحميله على مواقع التواصل الاجتماعي من مجهول، مجموعة من المعتقلين الإيغوريين حليقي الرؤوس، معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، يجلسون على الأرض في أحد المعتقلات.
ومن الجدير بالذكر أن المعاملات اليومية التي يقوم بها الإيغوريون باتت تصنف جرائم تعرض صاحبها للاعتقال، حسب وجهة نظر السلطات الصينية، فمجرد تحويل مالي يجعل من الإيغوري إرهابياً كما كشف تقرير نشرته The Washington Post. ويحكي التقرير عن قصة امرأة إيغورية اعتقلتها السلطات الصينية بتهمة “تمويل الإرهاب”، ولم يتم تحديد مدة اعتقالها، و”تمويل الإرهاب” في نظر السلطات الصينية ليس إلا مجرد تحويل مالي إلى خارج الصين. كما يذكر التقرير أن عدد المعتقلين في معسكرات “إعادة التثقيف” يتراوح ما بين مليون إلى ثلاثة ملايين إيغوري.
أما الذين نجوا من القضبان، يعيشون في رعب مستمر، فالسلطات الصينية تسعى إلى تضييق الحصار على الإيغوريين من كل الجوانب، ليصبح إقليم شينجيانغ مجرد سجن كبير سكانه سجناء وإن كانوا على الجانب الآخر من القضبان. وفي هذا السياق نشرت The Guardian تقريراً يكشف عن حملة منظمة استهدفت السلطاتُ الصينيةُ من خلالها الإيغوريين عن طريق استخدام برمجيات ومواقع خبيثة تهاجم أنظمة الـIOS والأندرويد. حيث تقوم السلطات بمتابعة جميع أنشطة الإيغوريين على الانترنت بداية بالمواقع التي يقومون بزيارتها ونهاية بالمحادثات الخاصة بهم.
لم ينته الأمر هنا، فالحكومة الصينية تسعى إلى صنع قصة متكاملة الأطراف، فبجانب إطلاق مسمى مراكز “إعادة التثقيف والتعليم” على سجون ومعتقلات الإيغوريين، تقوم وسائل الإعلام الصينية المملوكة من الحكومة الصينية، حسب تقرير نشرته Vox، بتمويل إعلانات تظهر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على شكل مقاطع مصورة تحت عناوين من شاكلة “مستقبل مضيء بانتظار خريجي مراكز إعادة التثقيف”.
لماذا ارتبطت كلمة "مدني" بالرعب لدى أقلية #الإيغور في #الصين؟
أخبار الآن | #شينجيانغ – الصين (نهاد جريري – خاص)
استطلعت موفدة أخبار الآن جوانب من حياة أبناء الإقليم من أقلية الإيغور المسلمة، راصدة كيف تسعى بكين إلى سلخ أبناء ذلك الإقليم عن هويتهم وثقافتهم، عبر برنامج يدعى مدني pic.twitter.com/QGFYLBoN3T— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) September 25, 2019
معاناة الإيغور
لا تنتهي معاناة الإيغوري عند اعتقاله، فمصير الإيغوري الذي تعتقله السلطات يعتبر مجهولاً، ولأن الخلاص من أيدي السلطات الصينية بات مستحيلاً، فقد لجأ الإيغوريين إلى طريقة جديدة للتعبير عن غضبهم وحزنهم تجاه فقدان أحبتهم المعتقلين/المفقودين حسب تقرير تناولته France 24. حيث يقومون بذلك من خلال تصوير أنفسهم في مقاطع صامتة عبر تطبيق TikTok، يعرضون فيها صور الأشخاص المفقودين/المعتقلين في الخلفية.
وفي الواقع، نجحت الحكومة الصينية في فرض سيطرتها على الإيغوريين من خلال قمعهم واضطهادهم، فبات الإيغوريون يفضلون الموت على أسرة المرض، على الوقوع بين أيدي السلطات الصينية. حيث نشرت The Independent قصة رجل إيغوري تعرض لوعكة صحية ورفض الذهاب إلى المشفى خوفاً من الاعتقال، فالإيغوري معرض للاعتقال فقط لكونه إيغوري في بعض الأحيان، حتى من دون ارتكاب أية جريمة من قائمة الجرائم التي تصنفها السلطات الصينية على أنها جرائم عندما تبدر من الإيغوريين، مثل امتلاك تسجيلات من القرآن الكريم أو صور لنساء يرتدين الحجاب أو النقاب.
موقف المجتمع الدولي
اتخذت الولايات المتحدة موقفاً حاسماً من جرائم الحكومة الصينية في حق الإيغور، فقد قام مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً بالتصديق على برنامج قانوني للضعط على الحكومة الصينية في قضية الإيغور ومراقبة الأحداث عن كثب لمعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم بحسب تقرير نشرته CNA.
وفي مؤتمر جاء على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة عُقد مؤخراً، قادت الولايات المتحدة مبادرة بمشاركة 30 دولة أخرى لإدانة بكين واصفةً ما يحدث بـ”حملة قمع مرعبة” كما نشرت ABC.
مصدر الصورة: Getty Images
للمزيد:
تزامناً مع حملة دولية لإدانة الصين.. “أخبار الآن” تواصل رصد قمع بكين للإيغور في شينجيانغ