أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (سامي زرقة)
أجرى الصحفي بيتر مارتن من مجلة بلومبرغ الأمريكية تحقيقاً عن إقليم شينجيانغ وموقعه في طريق الحرير الصيني.
يأخذنا الصحفي بيتر مارتن من مجلة بلومبرغ الأمريكية في رحلة داخل إقليم شينجيانغ الصيني ويحدثنا عن ممارسات الدولة البوليسية الصينية هناك
حيث يقف موظفو متجر مجوهرات راقٍ في منطقة شينجيانغ ليتفرجوا على مناورة لقوات من الشرطة تحاكي صد هجوم على المتجر، باعتبار المهاجمين هم “إرهابيون مسلمون”، بحسب تصنيف الشرطة.
المشهد جزء من مناورات فرضتها الحكومة الصينية استكمالاً لحملة القمع الصين ضد مسلمي الإيغور، حيث قامت بتركيب نظام مراقبة واسع الانتشار في المدن عبر شينجيانغ وسجن ما يصل إلى مليون من الإيغور في معسكرات الاعتقال الجماعية.
ما هي أهمية شينجيانغ
تعتبر مقاطعة شينجيانغ مهمة للغاية لتحقيق هدف الرئيس شي جين بينغ المتمثل باستكمال عودة الصين كواحدة من القوى العظمى في العالم، رغم أنها لا تمثل سوى 1.5 في المئة من سكان الصين و 1.3 في المئة من اقتصادها.. لكن هذه المنطقة الجغرافية تقع في قلب مبادرة الحزام والطريق المميزة لـ تشي..
ومن أجل تحقيق هذه المبادرة رصدت بكين تريليون دولار لتمويل الطرق السريعة الجديدة والموانئ وغيرها من مشاريع البنية التحتية الحديثة في البلدان النامية التي ستربطها بالأسواق الصينية، ولكنها سترزح تحت ديون الصين لعقود قادمة.
أنفقت الحكومة مبالغ طائلة على بناء مدن في شينجيانغ لجذب الشركات ودعم النمو في المنطقة الفقيرة نسبياً، لكن مخاوف بشأن انعدام القانون في شينجيانغ يمكن أن تبطئ الاستثمار، في ظل حملة الصين ضد مسلمي الإيغور
يهدف طريق الحرير في العصر الحديث إلى إحياء وتوسيع الطرق القديمة، حيث توقع السياسيون والاقتصاديون الغربيون منذ فترة طويلة أنه بمجرد أن تفتح الصين أسواقها، فإن مجتمعها سينفتح أيضاً.
الدولة البوليسية لا تطمئن المستثمرين
حتى الآن لا يبدو أن الدولة البوليسية في شينجيانغ تطمئن المستثمرين، حتى مع ارتفاع معدلات السياحة، وإغراق الإنفاق الحكومي الذي يجذب العمال بحثاً عن وظائف ذات رواتب جيدة، حيث لم تكن هناك أي شركات أجنبية تقريباً موجودة هناك وتباطأ اقتصاد المنطقة في العام الماضي..
عند العبور إلى شينجيانغ من مقاطعة قانسو المجاورة، فإن الفجوة العميقة ستظهر واضحة بين الإيغور والهان، الذين يشكلون أكثر من 90 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، بما في ذلك شي وكل القيادة العليا للحزب تقريباً.
القمع والتسلط الممارس من قبل الشرطة الصينية على مسلمي الإيغور جعلت هؤلاء خائفين من كل شيء في شينجيانغ، حتى عندما يسير رجل شرطة عادي في الشارع فإن هذا الأمر يجعلهم يسرعون خوفاً منه.
الداخل إلى شينجيانغ يعلم مدى المراقبة والتجسس الذي تمارسه السلطات الصينية لدرجة أنها تفتش كل هاتف جوال وتحذف منه الصور الملتقطة حديثاً بحجة حماية أمن شينجيانغ.
ومن غير الواضح على الإطلاق، ما إذا كان الاستثمار العام الضخم ووجود الشرطة يحفزان المعجزة الاقتصادية التي تصورها الصين للمنطقة، وهذا ما تظهره الارقام:
تباطأ النمو الاقتصادي في شينجيانغ إلى 5.3 في المئة في الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة مع 7.6 في المئة خلال نفس الفترة من العام السابق، وفقاً لبيانات الحكومة.
انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في شينجيانغ بأكثر من 40٪ على أساس سنوي .
اقرأ المزيد: