أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (رويترز)
كشفت وكالة “رويترز” الاثنين، عن تفاصيل مؤامرة إيرانية يقودها المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، ضد المملكة العربية السعودية.
وأوضحت الوكالة في تحقيق لها، إنه قبل أربعة أشهر من الهجوم على منشآت نفطية في أرامكو بالسعودية بطائرات “درون”، تجمع مسؤولون أمنيون إيرانيون في مجمع شديد التحصين في طهران، بهدف شن هجمات ذات قيمة عالية، بما في ذلك قواعد عسكرية أمريكية.
المشاهد الاولى لحريق معامل #ارامكو
تمكنت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو من السيطرة على حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار..https://t.co/dsgJZtvNuN pic.twitter.com/Jl0V0huv4Q
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) September 14, 2019
وأشارت الوكالة إلى أنه كان بين الحاضرين قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني، الذي يمثل فرع النخبة في المؤسسة العسكرية الإيرانية، وتشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليات السرية.
والتفاصيل كما نشرتها “رويترز”:
قبل أربعة أشهر من تعطيل سرب من الطائرات المسيرة والصواريخ أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط في السعودية، تجمع مسؤولون أمنيون إيرانيون في مجمع شديد التحصين في طهران.
كان بين الحاضرين قيادات عليا في الحرس الثوري الإيراني، الذي يمثل فرع النخبة في المؤسسة العسكرية الإيرانية، وتشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليات السرية.
وكان الموضوع الرئيسي في ذلك اليوم من أيام شهر مايو أيار هو كيفية معاقبة الولايات المتحدة على انسحابها من اتفاق نووي تاريخي، وعودتها إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران وهما الخطوتان اللتان سددتا ضربة شديدة للجمهورية الإسلامية.
وفي حضور الميجر جنرال حسين سلامي قائد الحرس الثوري وقف أحد كبار القادة يخاطب الحاضرين، نقلت أربعة مصادر مطلعة على ما دار في الاجتماع عن هذا القائد قوله ”آن أوان إشهار سيوفنا وتلقينهم درسا“.ً
وتحدث أصحاب الآراء المتشددة في الاجتماع عن مهاجمة أهداف ذات قيمة عالية بما في ذلك القواعد العسكرية الأمريكية.
ومع ذلك فقد كان ما تمخض عنه الاجتماع في النهاية خطة لا تصل إلى حد المواجهة الصريحة، التي يمكن أن تسفر عن رد أمريكي مدمر.
اختارت إيران بدلاً من ذلك استهداف منشآت نفطية في السعودية حليفة الولايات المتحدة، وهو اقتراح ناقشه كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين في ذلك الاجتماع في شهر مايو/أيار وفي أربعة اجتماعات على الأقل تلته.
وتمثل هذه الرواية للأحداث كما وصفها لـ “رويترز”، ثلاثة من المسؤولين المطلعين على الاجتماعات ومسؤول رابع مطلع على عملية صنع القرار في إيران أول وصف للدور الذي لعبته قيادات إيرانية في التخطيط لشن هجوم في 14 سبتمبر/أيلول على شركة أرامكو السعودية.
موجة من #الهجمات_الإلكترونية ، يقودها قراصنة من #إيران لاستهداف أنظمة تحكم لمنشآت اقتصادية حساسة في #الشرق_الأوسط pic.twitter.com/Y4w65jODtS
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 24, 2019
خامنئي يوافق على الهجوم
وقال هؤلاء المسؤولون، إن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، وافق على العملية بشروط مشددة أن تتجنب القوات الإيرانية إصابة أي مدنيين أو أمريكيين.
ولم تستطع “رويترز” التأكد من هذه الرواية للأحداث من القيادة الإيرانية، وامتنع متحدث باسم الحرس الثوري عن التعليق، وسبق أن أصرت إيران على أنها لم تتورط في الهجوم.
ورفض علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، هذه الرواية للأحداث.
وقال إن إيران “لم تلعب دوراً في الهجمات وإنه لم تنعقد أي اجتماعات لكبار المسؤولين الأمنيين لبحث مثل تلك العملية، وإن خامنئي لم يصدر تفويضاً بأي هجوم”.
وقال مير يوسفي رداً على أسئلة تفصيلية من “رويترز” عن تلك الاجتماعات وما قيل عن دور خامنئي ”لا، لا، لا، لا، لا، وكلا“.
ولم يعلق مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مباشرة على ما توصلت إليه “رويترز” لكنه قال إن مسلك طهران ”وتاريخها من الهجمات المدمرة على مدى عشرات السنين ودعم الإرهاب هو السبب في أن اقتصادها في حالة فوضى“.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجوم على منشآت النفط السعودية، ورفض مسؤولون أمريكيون وسعوديون هذا الإعلان وقالوا إن تعقيد العملية يشير إلى إيران. ويعد الحوثيون طرفا رئيسيا في حرب أهلية ضد قوات تدعمها السعودية.
إبن شقيقة #خامنئي لـ”أخبار الآن“: تدخل #إيران في المنطقة سبب الألم والمعاناة لشعوب المنطقة
تفاصيل: https://t.co/umSmeELdbY#جنوح_متشددي_إيران #خامنئي_يفرق_الإيرانيين @moradkhani pic.twitter.com/rCzFXQW6wz
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 16, 2019
كانت السعودية هدفاً استراتيجياً
فالمملكة هي الخصم الرئيسي لإيران في المنطقة كما أنها عملاق صناعة النفط التي يعد إنتاجها حيويا للاقتصاد العالمي. والسعودية شريك أمني مهم للولايات المتحدة.
الهجوم استغرق 17 دقيقة على منشأتين تابعتين لأرامكو شنته 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وشبت حرائق في منشأة خريص السعودية ومنشأة بقيق لمعالجة النفط وهي الأكبر من نوعها في العالم.
وتسبب الهجوم في انخفاض إنتاج النفط السعودي إلى النصف بصفة مؤقتة وعطل خمسة في المئة من إمدادات النفط العالمية، وارتفعت أسعار النفط العالمية.
واتهم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إيران بشن عمل من أعمال الحرب، وتلا ذلك فرض عقوبات أمريكية إضافية على طهران.
كما قال مسؤولون أمريكيون لـ “رويترز” إن الولايات المتحدة شنت هجمات إلكترونية على إيران.
تحذيرات أمريكية من هجمات إيرانية محتملة في #الشرق_الأوسط #إيران #واشنطن #أخبار_الآنhttps://t.co/if6gggQmRO pic.twitter.com/Si4qqhjcBe
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 24, 2019
البحث عن أهداف
قال المسؤول المطلع على عملية صنع القرار في إيران، إن الخطة التي وضعها القادة العسكريون الإيرانيون لضرب منشآت النفط السعودية تطورت على مدار عدة أشهر.
وقال المسؤول “نوقشت التفاصيل باستفاضة في خمسة اجتماعات على الأقل وصدرت الموافقة النهائية بحلول سبتمبر أيلول.
وقال ثلاثة من المسؤولين لـ “رويترز”، إن هذه الاجتماعات انعقدت في موقع مؤمّن داخل المجمع الواقع في جنوب طهران، وقالوا إن الزعيم الأعلى خامنئي حضر أحد هذه الاجتماعات في مقر إقامته الواقع أيضا داخل المجمع.
وقال المسؤولون الثلاثة، إن من بين من حضروا بعضا من هذه الاجتماعات يحيى رحيم صفوي أكبر مستشاري خامنئي العسكريين ونائب لقاسم سليماني الذي يقود العمليات العسكرية الخارجية والسرية للحرس الثوري، ولم يتسن الاتصال برحيم صفوي للتعليق.
وقال المسؤول المطلع على عملية صنع القرار إن من بين الأهداف المحتملة التي نوقشت في البداية مرفأ بحري في السعودية، ولم يشأ المصدر أن يذكر تفاصيل إضافية.
وقال المسؤولون الأربعة إنه تم استبعاد هذه الأفكار في نهاية المطاف بسبب مخاوف من وقوع خسائر بشرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى ردٍ قاسٍ من الولايات المتحدة وتشجع إسرائيل بما قد يدفع بالمنطقة إلى الحرب.
وقال المسؤول المطلع على صنع القرار إن المجموعة استقرت على خطة مهاجمة المنشأتين النفطيتين بالسعودية لأنها يمكن أن تحتل عناوين الصحف وتلحق ضررا اقتصاديا بخصم وتوصل في الوقت نفسه رسالة قوية لواشنطن.
وقال المسؤول “جرى التوصل إلى الاتفاق على أرامكو بالإجماع تقريباً، الفكرة كانت استعراض قدرة إيران على الوصول للعمق وقدراتها العسكرية”.
#الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار.. حقائق وأرقام
اندلعت منذ أكثر من أسبوعين احتجاجات شعبية حاشدة في #إيران تنديداً بتدهور الأوضاع الاقتصادية وبقرار رفع أسعار الوقود الذي نص على رفع سعر لتر البنزين العادي بمعدل 50% لأول 60 لترhttps://t.co/wcji2hiKvf pic.twitter.com/Gs7vFR0oAA
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 24, 2019
وقالت مارثا ماكسالي، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، وهي جمهورية سبق لها العمل في القوات الجوية وأطلعها مسؤولون أمريكيون وسعوديون على الوضع وزارت منشأة بقيق عقب الهجوم، إن منفذي العملية كانوا يعرفون بدقة أين ينبغي أن يضربوا لإحداث أكبر ضرر ممكن.
وأضافت قائلة لـ “رويترز” إن الهجوم “كشف عن شخص يفهم جيداً عمليات منشأة مماثلة لما لديه، وليس مجرد قصف أهداف بناء على صور أقمار صناعية”.
وذكرت أن الطائرات المسيرة والصواريخ “جاءت من أرض إيرانية، من قاعدة إيرانية”.
وقال مصدر شرق أوسطي أطلعته دولة تحقق في الهجوم على مجرياته، إن موقع انطلاق الهجوم هو قاعدة الأحواز الجوية في جنوب غرب إيران، ويماثل هذا التقييم ما قاله ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشخصان آخران تحدثا مع “رويترز” وهما مسؤول مخابرات غربي ومصدر غربي يعمل في الشرق الأوسط.
وقال هؤلاء إنه بدلاً من الطيران مباشرة من إيران إلى السعودية فوق الخليج، أخذت الصواريخ والطائرات المسيرة مسارات مختلفة غير مباشرة إلى المنشآت النفطية في إطار مسعى إيران لإخفاء تورطها في الهجوم.
نجل شقيقة #خامنئي لأخبار الآن التجارة العالمية مع #إيران وصلت لحدها الأدنى
لقد بلغت التجارة العالمية مع إيران الحد الأدنى، وأعتقد أن نظام خامنئي عالق حاليًا في طريق مسدود، إلا أنه مستمر بسياساته الهجومية والتي تشيد بالذات فقط#خامنئي_يفرّق_الإيرانيينhttps://t.co/umSmeELdbY pic.twitter.com/SQivs01E4D
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 16, 2019
ووفقاً لمصدر المخابرات الغربي، فقد طارت بعض الطائرات المسيرة فوق العراق والكويت قبل أن تصل إلى السعودية، وهو ما منح إيران فرصة الإنكار المعقول لتورطها في الأمر.
وأضاف قائلاً “كان الأمر سيصبح مختلفاً لو أن الصواريخ والطائرات المسيرة شوهدت أو سُمعت وهي تطير في طريقها للسعودية فوق الخليج من مسار طيران جنوبي“.
وأطلع قادة بالحرس الثوري القائد الأعلى على العملية الناجحة بعد ساعات من الهجوم وفقاً للمسؤول المقرب من دوائر صنع القرار الإيراني.
وعرضت وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم صور الحرائق المشتعلة في منشآت النفط السعودية، وتهاوت سوق الأسهم السعودية وقفزت أسعار النفط العالمية 20 بالمئة عقب الهجوم مباشرة، وتجمع مسؤولو أرامكو السعودية في غرفة إدارة الطواريء بمقر الشركة.
وقال أحد المسؤولين الذي تحدثوا مع “رويترز”، إن نتيجة العملية أسعدت طهران حيث وجهت ضربة مؤلمة للسعودية وهزأت بالولايات المتحدة.
تقييم إمكانيات ترامب
يرفع الحرس الثوري وفروع أخرى في الجيش الإيراني تقاريرهم إلى خامنئي بصفته المسؤول عنهم، واتسم رد فعل الزعيم الأعلى بالتحدي لتخلي ترامب العام الماضي عن خطة العمل الشاملة المشتركة أو ما يعرف بالاتفاق النووي مع إيران.
وأدى ذلك الاتفاق مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي -الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا- بالإضافة إلى ألمانيا إلى رفع عقوبات بمليارات الدولارات على إيران مقابل تقييد طهران برنامجها النووي.
ودفعت مطالبة ترامب باتفاق أفضل إلى شروع إيران في استراتيجية على مسارين لتخفيف آثار إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها تسببت في شل حركة صادراتها النفطية وعزلت إيران عن النظام المصرفي العالمي بالكامل تقريبا.
وأبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداداً لمقابلة المسؤولين الأمريكيين بشرط رفع كل العقوبات، وبشكل متزامن تتباهى إيران بقدراتها العسكرية والتقنية.
وزارة الدفاع #السعودية تعرض صورا لبقايا الصواريخ التي استهدفت معملي #أرامكو #أخبار_الآنhttps://t.co/ubJG5uGagt pic.twitter.com/n1WPjB3wP2
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) September 18, 2019
وفي الشهور الأخيرة أسقطت إيران طائرة استطلاع مسيرة أمريكية واحتجزت ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 20 في المئة من حركة النفط العالمية. وأعلنت طهران عن تكوين مخزونات من اليورانيوم المخصب انتهاكا للاتفاق النووي وذلك في إطار تعهدها باستئناف برنامجها النووي.
وكانت هجمات أرامكو تصعيداً جاء في وقت يعكف فيه ترامب على تنفيذ هدفه المعلن منذ وقت طويل بسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
وبعد أيام فقط من إعلان سحب مفاجيء للقوات الأمريكية من شمال سوريا قالت إدارة ترامب في 11 اكتوبر تشرين الأول إنها سترسل مقاتلات وأسلحة للدفاع الصاروخي وقوات إضافية قوامها 2800 جندي إلى السعودية لتعزيز دفاعات المملكة.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي، مارك اسبر، طهران في لقاء مع الصحفيين قائلا “لا تهاجموا دولة أخرى ذات سيادة ولا تهددوا المصالح الأمريكية أو القوات الأمريكية وإلا سنر”.
وقال علي واعظ مدير مشروع إيران بمجموعة الأزمات الدولية، وهي مجموعة لا تستهدف الربح تعمل على إنهاء الصراعات الدولية، إنه مع ذلك يبدو أن إيران وضعت حساباتها على أساس أن إدارة ترامب لن تخاطر بهجوم شامل قد يزعزع استقرار المنطقة من أجل حماية النفط السعودي.
ودحض مسؤول رفيع في إدارة ترامب فكرة أن عملية إيران عززت قدرتها في التوصل إلى اتفاق لتخفيف العقوبات الأمريكية عليها.
وقال “إيران تعرف تماماً ما الذي يتعين عليها عمله لرفع العقوبات”.
وتقول الإدارة الأمريكية، إنه على إيران إنهاء الدعم للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط والخضوع لشروط أشد صرامة تقضي تماماً على طموحاتها النووية.
وتقول إيران إنه ليس لها أي روابط بجماعات إرهابية.
إنزال العلم الإيراني بالميادين ومطالبات بإسقاط نظام الحكم.. هذا ما يحدث في #إيران⬇
رفع أسعار الوقود بنسبة 50% بمثابة فتيل أشعل الثورة والتدخلات الإيرانية في الشئون العربية سبب ندد به الجميع بأنه وراء تحولها لدولة يعاني أغلب شعبها من الفقر
#IranProtests pic.twitter.com/3Z8mZdSB0h— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 22, 2019
مصدر الصورة: REUTERS
اقرأ المزيد: