أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (محمد زهور)
في جديد قمع السلطات الصينية لأقلية الإيغور المسلمة، تحاول بكين التغلب على مشكلة الاكتظاظ الهائل في معسكرات الاعتقال بإقليم شينجيانغ عبر إرسال الإيغور إلى سجون في مقاطعات صينية آخرى.
وأوردت إذاعة آسيا الحرة معلومات تفيد بقيام السلطات الصينية بإرسال المسلمين الإيغور إلى سجون مقاطعتي شنشي وجانسو، عبر نظام سري لنقل المحتجزين خارج إقليم شينجيانغ.كذلك أكدت الإذاعة في تقرير لها بثته في شهر أكتوبر الماضي، بأن بكين نقلت سراً محتجزين من الإيغور إلى سجون بمقاطعة “هيلونغجيانغ”، للتغلب على مشكلة الاكتظاظ الهائل بمعسكرات شينجيانغ بعد أن وصل عدد المعتقلين فيها إلى أكثر من مليون مسلم.
برنامج سري لنقل المعتقلين
ودعمت إذاعة آسيا الحرة تقريرها بتصريحات استقتها من مسؤولين محليين في كل من مقاطعتي شنشي وجانسو المجاورة لإقليم شينجيانغ، والذين أكدوا قيام بكين بنقل الإيغور إلى السجون هناك.وفي معرض سؤال مراسل الإذاعة لأحد مسؤولي سجن “كويجياجو” بمقاطعة شنشي، عن وجود معتقلين من الإيغور في ذلك السجن، أكد المسؤول وجود معتقلين من الإيغور بسجن “كويجياجو”.
كذلك أكد مسؤول في إدارة سجن مقاطعة جانسو، بأن عددا ضخما من الإيغور موجودين في سجن مدينة “باي ين”، وفي سجون أخرى بالمقاطعة الصينية، منوهاً أن المحتجزين من الإيغور في تلك السجون يخضعون لنظام احتجاز من نوع خاص، تحت حراسة أمنية مشددة.
المسؤولون في السجون الصينية كشفوا تلك المعلومات، بعد قيام موقع ” بايتر وينتر” التابع لمركز أبحاث “سيسنور” الإيطالي، بنشر معلومات استنادا إلى مصادر مطلعة، والتي أكدت أنه ولأول مرة يتم نقل معتقلين من الإيغور من إقليم شينجيانغ إلى سجون أخرى بمقاطعتي جانسو وشنشي.
ولفت الموقع الإيطالي نقلا عن مصدر صيني، بأنه حفاظا على السرية، يتم نقل الإيغور من إقليم شينجيانغ ليلاً عبر قطار إلى عاصمة ولاية شنشي قبل أن يتم تحميلهم على شاحنات عسكرية مغلقة إلى سجون تلك الولاية.
وأكد مقيمون في مدينة “جيوتشيوان” بولاية قانسو، بأنه مابين يوم 22 إلى 24من شهر أغسطس/ آب من عام 2018، تم تقييد الحركة في المدينة وتم إغلاق الطرق المؤدية إلى سجن بني حديثًا في المنطقة، ووضعت حواجز أمنية وتم استبدال الحراس في المدينة بضباط شرطة يرتدون الزي الرسمي، كذلك صدرت أوامر بإغلاق جميع المتاجر في تلك المنطقة.
وتؤكد المعلومات بأن السلطات الصينية تسعى إلى زيادة وتيرة اعتقالاتها للإيغور وتأهيل سجون وإنشاء معتقلات آخرى بهدف الزج بأكبر عدد من الإيغور في تلك السجون.
نظام التعرف على الوجوه
هذه المعلومات تطرح تساؤلاً عن كيفية ملاحقة السلطات الصينية للمسلمين الإيغور؟
الإجابة هنا تأتي على لسان باحث هولندي تحدث الى موقع “زي دي نت” الذي يعنى بشؤون قواعد البيانات وتحليلها، حيث كشف الباحث أن السلطات الصينية تتبع الإيغور عبر تقنية متطورة جداً للتعرف على الوجوه.
وتنتمي قواعد البيانات التي تستخدمها بكين في تلك التقنية، إلى شركة صينية تدعى SenseNets، والتي توفر تحليلاً جماعيًا يعتمد على الفيديو وتقنية التعرف على الوجوه.
وقام فيكتور جيفرز، وهو باحث أمني مشهور، يتتبع قواعد تلك البيانات ، ليؤكد أن قاعدة البيانات، تحتوي على معلومات أكثر من مليوني شخص، بما فيها مواقعهم الجغرافية التي يتواجدون فيها.
ويؤكد جيفيرز، بأن قواعد البيانات تحتوي على معلومات حساسة للغاية، وخاصة فيما يتعلق بأماكن تتبع الإيغور، بمعنى آخر، أن كل شخص وردت بياناته في تلك الشركة، يتم تتبعه عبر نظام الأقمار الصناعية، “الجي بي اس” ومراقبة تحركاته، وإلى أين يذهب، فضلاً عن بيانات أخرى تشمل حساباته البنكية ومعلومات هويته الشخصية وغيرها من المعلومات الحساسة للغاية.
والأخطر من ذلك انه كشف شبكة البيانات المتعلقة بالإيغور بقيت معروضة من قبل SenseNets ما يعني أن أي شخص مهتم بمتابعة تحركات الإيغور أصبح قادراً على الدخول الى هذه البيانات ومعرفة تفاصيل دقيقة جداً عن تحركات الشخص المُلاحق.
ومن هنا استنتج موقع “زي دي نت” أن SenseNets تتبادل مع السلطات الصينية قواعد البيانات الخاصة بأكثر من مليون مسلم إيغوري.
المزيد: