أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة ( أ ف ب )
بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب متفائلاً الجمعة بشأن احتمال وضع حدّ للحرب التجارية التي يقودها ضد بكين، مثيراً احتمال تمديد الهدنة قبل فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الصينية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن المفاوضات، التي اختتمت الجولة الثالثة منها الجمعة في بكين على المستوى الوزاري، تسير بشكل “جيد جدا”، لكنه سارع إلى التخفيف من وقع كلماته مضيفا “الله وحده يعلم ماذا يعني ذلك”.
وأضاف “نحن أقرب من أي وقت مضى في هذا البلد لإبرام اتفاق حقيقي”.
وأثار ترامب احتمال تمديد مهلة هدنة تفاوض عليها مع نظيره الصيني شي جينبينغ في قمة في بوينس آيريس في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، والتي من المفترض أن تنتهي في الأول من آذار/مارس.
وأكد ترامب “من المحتمل أن أمدد الهدنة. إذا رأيت أننا نقترب من اتفاق، أو أن الاتفاق يسير بالاتجاه الصحيح، فلن أرفع الرسوم”، بدون أن يعطي أمداً زمنياً لهذا التمديد الإضافي.
وأثر التفاؤل الذي أثاره ترامب إيجابياً على المؤشرات الأساسية في بورصة نيويورك الجمعة، مع ترقّب المستثمرين لأي تطوّر في المفاوضات حول الحرب التجارية التي تسمم العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم منذ وصول ترامب إلى السلطة.
وهددت الولايات المتحدة برفع الرسوم الجمركية من 10% إلى 25% بعد الأول من آذار/مارس على ما قيمته 200 مليار دولار من الواردات الصينية سنوياً، في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وذكّر ترامب بانه سيلتقي نظيره الصيني بعد جولة مفاوضات جديدة تبدأ في واشنطن الأسبوع المقبل، من أجل “معالجة المشاكل القائمة مباشرةً وجهاً لوجه”.
– مسائل صعبة –
واختتم الطرفان الجمعة يومين من المفاوضات التي بدأت بلقاء على مستوى موظفين، وانتهت بلقاء وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين والمفاوض الأميركي روبرت لايتهايزر بالرئيس الصيني شي جينبينغ.
وتحدّث كلا الطرفان عن إحراز تقدّم في المفاوضات، لكن اعترفا أيضاً بأن “مسائل صعبة” لا تزال عالقة.
وذكر الأميركيون بمطالبهم، وهي توقف بكين عن مطالبة الشركات الاجنبية بنقل التكنولوجيا لشركاتها بشكل قسري كشرط للعمل في الصين، واحترام حقوق الملكية الفكرية، ووضع حد لقرصنة المعلومات، وكذلك رفع الحواجز غير الجمركية ولكن أيضا تخفيض العجز التجاري الكبير بين الصين والولايات المتحدة.
وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، اتفق الطرفان على أن “أي التزامات سيتم النص عليها” في مذكرة تفاهم بين البلدين.
ويصرّ الأميركيون منذ البداية على ضرورة إتاحة القدرة على التحقق من تطبيق أي اتفاق.
– إصلاحات بنيوية –
وفيما أبدت الصحافة الصينية تفاؤلاً، قالت الصحافة الأميركية إن التقدم كان طفيفاً بشأن المسائل الصعبة التي تستدعي إصلاحات بنيوية عميقة من الطرف الصيني.
ويرى المراقبون أن موازنة الميزان التجاري بين البلدين، الذي يميل حالياً إلى كفة الصين بسبب استهلاك الولايات المتحدة الهائل لسلع مصنعة في ذلك البلد، هو أقلّ المواضيع صعوبة في هذه المفاوضات الشاقة، فقد عرضت الصين أصلاً تعزيز واردتها من السلع الزراعية الأميركية وغيرها من السلع.
وبلغ عجز الميزان التجاري بين الصين والولايات المتحدة في عام 2017 375 مليار دولار بحسب الأرقام الأميركية. ومن المتوقع أن ينخفض العجز بشكل ملحوظ لعام 2018.
وتعتمد إدارة ترامب على تباطؤ الاقتصاد الصيني لإقناع بكين بالخضوع للضغط الأميركي مقابل عدم زيادة الرسوم الجمركية.
وتعزز أرقام نشرتها الحكومة الصينية الجمعة تلك الاستراتيجية الأميركية، فقد انخفضت أسعار الإنتاج في كانون الثاني/يناير لأدنى مستوياتها في عامين، في مؤشر على اختناق حركة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبعد تقدمها هذا الأسبوع بفعل المفاوضات التجارية، خسرت بورصة هونغ كونغ وبورصة شنغهاي أكثر من 1% الجمعة بعد نشر الحكومة الصينية لتلك الأرقام.
المزيد: