أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، على يد القوات الأمريكية صبيحة الجمعة إثر استهداف موكب سيارات بالقرب من مطار بغداد كان بداخله، صاحبته قراءات سياسية حول أهمية القضاء على أبرز قادة إيران بالعراق

تقاطعت معظم تحليلات الخبراء والمهتمين بالشأن الإيراني في نقطة أن مقتل سليماني كان ضربة موجعة للنظام الملالي ومؤشر على انعطاف  في مواقف الولايات الأمريكية حيال ما يحدث بالعراق والمنطقة.

وذهبت التحليلات إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تمتلك بيدها العديد من الاوراق التي يمكن ان تلعبها مع ايران وقد تتقلب بين الخيار السياسي والعسكري بحسب ما تقتضيه الظروف.

 

تعليقا على الحادثة، قال رئيس مركز الشرق للدراسات والبحوث “الدكتور سمير تقي” إنه من الناحية العملية والمبدئية تعتبر هذه الضربة هي عبارة عن انعطاف رئيسي في الموقف الأمريكي، بعدما كانت واشنطن تتحاشى المواجهة المباشرة مع طهران.

ولعل ما عجل بالهجمة العسكرية الامريكية في تقدير الباحث ورود معلومات حول استعدادات الحشد الشعبي للقيام بعملية مشابهة لعملية احتلال السفارة الأمريكية في طهران، ما قد يخلف يمكن عدد كبير من الرهائن .

ومضى قائلا إن إيران التي تبني سياستها واستراتيجيتها على أن الولايات المتحدة الأمريكية ضعيفة الإرادة وأنها تتكلم ولا تفعل، بات الوضع اليوم مختلف تماما، مما يؤكد على واشنطن تعود وتنخرط مباشرة في الوضع الإقليمي بالشرق الأوسط وهو ما أكده وزير خارجيتها.

وفي منظوره، أن الضربة العسكرية الامريكية توحي  إلى تبدل رئيسي وصفحة جديدة في الدور الأمريكي ومرحلة اللاعقاب ضد إيران انتهت.

https://twitter.com/akhbar/status/1212977334103367682?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1212977334103367682&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.akhbaralaan.net%2Fwp-admin%2Fpost.php%3Fpost%3D382986%26action%3Dedit

 وفي خضم حديثه لـ قناة الآن عن ميليشيات إيران في المنطقة وكيفية ضبطها، رأى الدكتور تقي أن المشكلة في هذه المافيات غياب القائد له أثر كبير، إذ أنه جرت العادة في هذه التركيبات سواء الجانب المالي والإقتصادي أو العسكري أو الأمني يكون مركز بشكل كبير على شخصية القائد.

ولفت رئيس مركز الشرق أن مقتل سليماني هو ضربة مباشرة بدون مواربة لإيران ذاتها، نظرا لوزنه في صناعة القرار النهائي في طهران، مما قد يخلف شعورا بالمهانة لدى الإيرانيين، وعملة استرجاع الهيبة المبنية تتوقف على القدرة في الرد.

وأشار تقي إلى أن اجتماع سليماني مع حزب الله العراقي واللبناني وقيادات تابعة لإيران في العراق كان الهدف منه التنسيق لعملية متكاملة بعد الهجوم على السفارة بأسر رهائن وإعلان نوع من الإنتصار في العراق، مما يضع ترامب في وضع صعب جدا .

 متفقا مع رئيس مركز الشرق للدراسات والبحوث أكد الخبير في الشأن الإيراني الدكتور نبيل العتوم أن اغتيال قاسم سليماني يشكل ضربة موجعة لإيران وميليشياتها ووكلائها في المنطقة.

وكشف الخبير في اتصال هاتفي مع قناة الآن أن إيران أنشأت جيوشا موازية ، إذ تدعم وترعى 67 ميليشيا في العراق و 34 في سوريا وجيوش أخرى كحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن، دون الحديث عن الخلايا النائمة التي تنشطها إيران وكان يشرف عليها قاسم سليماني بشكل مباشر.

وصنف الباحث الضربة العسكرية بأنها رد فعل طبيعي أمريكي على دبلوماسية حافة الهاوية التي تتبناها إيران من خلال حرب الموانئ واحتجاز الناقلات والهجوم على أرامكو بالإضافة إلى إسقاط الطائرة الامريكية واستهداف المصالح الامريكية بشكل مباشر. 

بالأرقام، تحدث العتوم عن 13 هجمة على المصالح الأمريكية في العراق خلال 3 أشهر واستهداف السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وما يحمله ذلك من رمزية والذاكرة الأمريكية لا تزال تستحضر حادثة سفارتها في طهران سنة 1979، هذا بالإضافة إلى استهداف سفارتها في بنغازي.

ويعتقد أن هذه الحادثة تؤكد قدرة واشنطن على تبني أي خيار لمواجهة إيران في ظل معلومات استخباراتية عن تحضير قاسم سليماني وميليشيات الحشد الشعبي وميليشيات أخرى لهجمات ضد المصالح الأمريكية.

وعلى ضوء ذلك، يرى الخبير أن واشنطن تحركت بشكل مباشر، وقضت على سليماني ما يعكس رمزية مهمة جدا هو قائد لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وذراع إيران الخارجي للبلطجة وناشر العنف والإرهاب في العالم وهو المشرف والمستشار الدفاعي الأول للمرشد بالنسبة لإيران وأزماتها الأقليمية.

وخلص العتوم الى أن النظام الإيراني الدموي له القدرة على إنتاج النخب القادرة على قيادة فيلق القدس واستكمال مسيرته ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي للحد من قدرة الميليشيات والأذرع التي عاثت الخراب والفوضى.

 

إقرأ المزيد:

من هو قاسم سليماني قائد فيلق القدس؟