أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (north 38)
يدعي زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن بلاده سجلت أفضل محصول لديها عام 2019، لكن الحقيقة غير ذلك.. إذ تتراجع محاصيل كوريا الشمالية بشكل ملحوظ..
في خطابه السنوي أمام الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية، ادعى كيم جونغ أون أن بلاده سجلت أفضل بيانات عن المحاصيل الزراعية عام 2019، لكن الحقيقة مغايرة تماماً.. والسبب أنه منذ عام، أي في الربيع والصيف الماضي ، أطلقت كل من كوريا الشمالية وأجهزة الأمم المتحدة أجراس الإنذار بأن حصاد كوريا الشمالية كان كارثياً لدرجة أنه يوحي بأن المجاعة قد تلوح في الأفق.
ما الذي يحصل إذاً؟
لا بد من الإشارة إلى ضرورة توخي الحذر الشديد عند دراسة البيانات المتعلقة بأي شيء متعلق باقتصاد كوريا الشمالية، لا سيما وأن هذه البيانات قد تكون صادرة عن حكومة كوريا الشمالية، حتى وإن صدرت عن منظمة الفاو العالمية فإنها تكون استناداً إلى تقارير صادرة عن كوريا الشمالية.
قد يكون حصاد كوريا الشمالية نما بنحو 2 في المائة في عام 2019 زيادة عن عام 2018، وربما يبدو هذا معقولاً إلى حد ما، ويمكن تفسيره بظروف الطقس التي تحسنت بشكل غير متوقع، أو تبرعات الأسمدة من الصين، وما شابه ذلك.. ولكن الثابت أنه توقعات الحكومة في كوريا الشمالية والفاو خاطئة كانت منذ البداية.
حتى نَصِفَ حصاد كوريا الشمالية بأنه الأفضل على الإطلاق يجب أن نتحقق من سجلات الحصاد الموجودة لديها، لكن حتى هذا الامر غير ممكن في ظل تكتم حكومة كوريا الشمالية عن هذا الأمر، فأرقام الحصاد هناك بين عامي 1990 و 2017 ، كما سجلتها الفاو لم يتم التحقق منها بشكل مستقل، بل تم إنشاؤها بواسطة المنظمة بالتعاون مع حكومة كوريا الشمالية، أو تم توفيرها مباشرة من قبل الحكومة، وهذا يقودنا إلى نتيجة مفادها أن هناك تلاعباً بالأرقام من قبل حكومة كوريا الشمالية.
ولأي سبب من الأسباب، لا يستطيع أحد الوصول إلى البيانات على موقع الويب الخاص بحكومة كوريا الشمالية للتحقق فيما إذا كانت تقاريرها صحيحة أم لا، عدا عن ذلك فإن تلك البيانات تختلف عن بيانات برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة.
خلال السنوات القليلة الماضية ، كانت المحاصيل المقدرة ما بين أربعة وخمسة ملايين طن من الأرز المطحون، في عام 1993 ، كان سجل الحصاد في كوريا الشمالية 7.5 مليون طن، ولكي يكون ادعاء “كيم” صحيحاً ، كان يتعين على حصاد العام الماضي أن يرتفع من حوالي خمسة ملايين طن في عام 2018 ، ليتجاوز ثمانية ملايين طن في عام 2019، وهنا لا بد من حصول معجزة في كوريا الشمالية بحسب خبراء كي يرتفع هذا السجل، والسبب الطبيعي لقول ذلك هون أنه كي تتضاعف هذه المحاصيل يجب أن تتضاعف مساحة كوريا الشمالية أيضاً وهذا مستحيل.
إذاً يبقى ادعاء كيم عار عن الصحة، سيما وأن وسائل الإعلام الكورية الشمالية صريحة للغاية في وصف الصعوبات والأضرار الناجمة عن الفيضانات والطقس القاسي، فيما تبدو كوريا الشمالية ضعيفة في مواجهة العقوبات، لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تكذب فيها حكومتها لأغراض دعائية استراتيجية، ويبقى ادعاء كيم هو مجرد مبالغة قوية.
مصدر الصورة: REUTERS
اقرأ المزيد: