أخبار الآن | طهران – إيران (متابعات)
تعمد في نشر فيروس كورونا .. وتهديد للعاملين فيها .. رحلات متواصلة لدول الشرق الأوسط رغم الحظر المفروض عليها .. هذا أبرز ما أورده تحقيق أجرته ” بي بي سي” حول كيفية كيفية إسهام شركة طيران ماهان الإيراني في انتشار كوفيد-19 في أنحاء الشرق الأوسط، منتهكة بذلك قرارات حظر فرضتها دول عدة.
بي بي سي حللت بيانات تعقب الرحلات وتحدثت الى مصادر داخل شركة طيران ماهان، لايضاح كيفية تحدي هذه الشركة لمئات المرات لقرارات حظر حكومية بين أواخر يناير/ كانون الثاني ونهاية مارس/آذار، من خلال تسيير رحلات من وإلى إيران والعراق والإمارات العربية المتحدة وسوريا.
وبحسب التحقيق فيجب أن تكون جميع هذه الدول قد منحت طيران ماهان إذنًا بالهبوط، وقد فعلت ذلك في تحد للحظر المفروض على الشركة.
بعد ذلك، منعت دول عدة الرحلات القادمة من إيران في فبراير/ شباط، ومارس/آذار، بعدما أصبحت بؤرة وباء فيروس كورونا في الشرق الأوسط.
لكن شركة الطيران واصلت رحلاتها رغم ذلك، ما أدى لانتقادات لها بالمخاطرة بصحة المسافرين والطواقم الجوية. وأُسكت أفراد الطاقم بعد تهديدهم بالإحالة إلى القضاء، عندما عبروا عن مخاوفهم بشأن “نشر الفيروس إلى أحبائهم وبلدهم”.
وقال التحقيق ان شركة طيران ماهان لم تستجب لطلب بي بي سي للتعليق.
ما هي شركة طيران ماهان؟
طيران ماهان هي شركة خطوط جوية إيرانية يتولى القطاع الخاص تشغيلها.
تقول الشركة إنها تملك 55 طائرة، وتنقل سنوياً قرابة خمسة ملايين مسافر إلى 66 وجهة حول العالم.
ولدى الشركة ارتباطات بفيلق الحرس الثوري الذي يتمتع بنفوذ كبير في إيران، وهو فرع من القوات المسلحة الإيرانية.
وبالتالي فقد سبق وأن خضعت الشركة لمراقبة أمريكية انتهت بفرض عقوبات عليها، بعد اتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لصالح الحرس الثوري.
تدعم الشركة عمليات إيران في سوريا ولبنان والعراق – وهي دول ترتبط بعلاقات قوية مع الحرس الثوري الإيراني.
رحلات كانت السبب في نشر الفيروس في دول عربية
ووفقا للتحقيق، وانه باستخدام بيانات خطوط الرحلات والتحدث مع مصادر في لبنان والعراق، استطاع معدو التحقيق تأكيد أن أولى حالات الإصابة بكوفيد-19 في هذين البلدين كانت لمسافرين في رحلات طيران ماهان.
ففي 19 فبراير/ شباط الماضي، سافر طالب إيراني في رحلة طيران ماهان رقم W55062 من العاصمة الإيرانية طهران إلى مدينة النجف في العراق.
وقد سُجل كأول حالة رسمية للإصابة بكوفيد-19 في 24 فبراير/ شباط في البلاد.
وفي 20 فبراير/ شباط الماضي، عادت امرأة لبنانية في الحادية والأربعين من عمرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد زيارة مدينة قم، في رحلة طيران ماهان رقم W5112..
وفي اليوم التالي سُجلت كأول إصابة مؤكدة بالفيروس في لبنان.
ورغم هاتين الحادثتين اللتين أثارتا غضباً في البلدين كليهما، واصلت شركة طيران ماهان رحلاتها.
في 20 فبراير/شباط، علقت الحكومة العراقية رحلات الطائرات من إيران وإليها.
لكن التحقيق استطاع أن تكشف أن ما لا يقل عن 15 رحلة أخرى جرت بعد صدور قرار المنع. وأقلت العديد من تلك الطائرات زواراً من إيران إلى المدن العراقية المقدسة بموافقة الحكومه العراقيه.
وأفادت الحكومة العراقية أن الرحلات كانت رحلات عودة حصلت على موافقة هيئة الطيران المدني العراقي، وأن الرحلات الجوية من العراق إلى إيران ستستمر ، لكن المسافرين من إيران ممنوعون من دخول العراق.
قطاع النقل الجوي يترنح تحت وطأة ضربات كورونا ويلجأ للدعم الحكومي#فيروس_كورونا #حظر_السفر #أوروبا #الشرق_الأوسط https://t.co/Xcvm0HuK5f
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) March 26, 2020
طيران نشط في ذروة الوباء
ووفقا لما أورده التحقيق فقد تبين أن شركة طيران ماهان وفي ذروة انتشار كوفيد 19 في الصين، واصلت رحلاتها بين إيران والمدن الصينية الكبرى الأربع، وهي بيجين، وشنغهاي، وغوانزهو، وشينزين.
لا بد أن إيران منحت شركة ماهان إذنًا بخرق حظر السفر مع الصين الذي فرضته الحكومة الإيرانية ذاتها في 31 يناير/ كانون الثاني.
نشرت شركة طيران ماهان صوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية تظهر أن ستاً من رحلاتها بين أواخر يناير/كانون الثاني، والعشرين من أبريل/نيسان، قد استخدمت للإغاثة، وحددت أربعاً منها استخدمت لإجلاء مواطنين إيرانيين من الصين، وكان آخر تلك الرحلات في 5 فبراير/ شباط الماضي.
وبإجراء مزيد من التحليل لبيانات تعقب الرحلات ومراجعتها مع تصريحات مسؤولي طيران ماهان، يمكن لنا الكشف عن أن 157 رحلة للشركة قد أقلعت بعد ذلك التاريخ، في تحد لحظر الطيران الإيراني مع الصين.
كما استمرت الشركة في لعب دور رئيسي في نقل المسافرين من إيران إلى دول أخرى خلال ذروة انتشار الفيروس فيها.
وعلمت بي بي سي أنه رغم حظر الرحلات من إيران إلى الإمارات في 25 فبراير/ شباط، فقد سيرت شركة الطيران 37 رحلة أخرى حتى نهاية مارس/ آذار.
وفي 8 مارس/ آذار، علقت سوريا كافة الرحلات من إيران وإليها. لكن شركة طيران ماهان سيرت ثماني رحلات أخرى بعد دخول ذلك القرار حيز التنفيذ.
كما قامت شركة طيران ماهان أيضاً بتسيير 37 رحلة إلى دبي، و19 رحلة إلى تركيا، و20 رحلة إلى وجهات أخرى، بما فيها إسبانيا وماليزيا وتايلاند.
كانت هناك شركات طيران أخرى تقوم برحلات من إيران وإليها في الوقت نفسه. لكن شركة طيران ماهان كانت الوحيدة التي انتهكت قرارات الحظر على نطاق واسع بهذا الشكل.
ترهيب العاملين في ماهان
التحقيق الذي نشرته “بي بي سي ” حصل على دليل يؤكد أن أفراد طاقم الطائرات أُسكتوا رغم القلقٍ المتزايد بخصوص الدور الذي كانت تلعبه ماهان في نشر الفيروس.
وفي أواخر فبراير/شباط، ذكرت مصادر جيدة الاطلاع داخل شركة ماهان أن أعراض الإصابة بالفيروس قد بدأت تظهر على أكثر من 50 فرداً من أفراد طاقمها.
فلجأ أفراد الطاقم إلى وسائل التواصل الاجتماعي للشكوى من عدم منحهم معدات خاصة أو ملابس واقية.
وفي 27 فبراير/ شباط، تحدث العاملون في شركة الطيران لأول مرة.
ففي مقال نشرته صحيفة “روزنامة شرق”، عبر العاملون في طيران ماهان عن قلقهم من عدم السماح لهم بالعزل الانفرادي بعد عودتهم من الصين وأنهم أُجبروا على مواصلة العمل.
وفي 18 أبريل/ نيسان، وقع 1300 من العاملين في طيران ماهان على رسالة مفتوحة يتهمون فيها شركة الطيران بسوء إدارة الأزمة.
كما ذكرت الرسالة التي نُشرت في “أفيا نيوز” أن مطالبات العاملين بمعدات الوقاية الشخصية التي أوصى بها اتحاد النقل الجوي الدولي قد أهملت بصورة متكررة، وأنهم كانوا يلامون على نقل الفيروس إلى أحبائهم وإلى البلاد.
وحصل التحقيق على نسخة اتفاق التزام بالسرية وُزع على العاملين في طيران ماهان، يهددهم بمحاكمة جنائية إذا جاهروا بمخاوفهم.
وقالت بي بي سي ان شركة طيران ماهان، والدول التي سمحت بهبوط طائرات الشركة على أراضيها رفضت طلب التعليق على المعلومات الواردة.
للمزيد :