أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( متابعات )
بعد حوالى خمسة أشهر على ظهور فيروس كورونا في الصين في أواخر 2019، يبدو أن الوباء الذي أدى إلى فرض الحجر على أكثر من نصف البشرية وشل الاقتصاد العالمي، بات تحت السيطرة في عدد متزايد من البلدان.
فرنسا مناطق خضراء وأخرى حمراء
تعيش فرنسا وقسم من إسبانيا الأحد يومهما الأخير من العزل، وسط مشاعر “الفرح” إنما كذلك “التخوف” من موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد الذي حصد حتى الآن حوالى 280 ألف شخص في العالم، مع ظهور بؤر جديدة أبرزها في ووهان وسيول.
وفي فرنسا التي تشهد جدلا حول قرار الحكومة إعادة فتح المدارس، رصدت بؤرتا وباء في وسط البلاد، إحداها إثر اجتماع للتحضير لاستئناف الدراسة.
وبعد شهرين من الحجر الصارم، سيكون بوسع غالبية السكان استعادة بعض من حياتهم الاجتماعية , وحد أدنى من حرية التنقل، على غرار الصينيين والإيطاليين والألمان من قبلهم.
وقال كليمان داراس وأوليفيا غارينو وهما ثلاثينيان باريسيان “إننا نتأرجح بين المزيد من الحريات ما يجعلنا نشعر بالسرور، إنما كذلك الكثير من الغموض ما يمكن أن يولد توترا”.
وسيكون تخفيف القيود متفاوتا بين مناطق مصنفة “حمراء” وأخرى مصنفة “خضراء”. وتدعو السلطات إلى لزوم أعلى درجات الحيطة في باريس. وسيكون وضع الكمامات إلزاميا في وسائل النقل العام في جميع المناطق، وكذلك احترام التباعد الاجتماعي.
اسبانيا والقتال على جبهتين
سعيا للحد من مخاطر انتشار الوباء مجددا، سيتم تخفيف القيود في قسم فقط من اسبانيا، فيما تبقى مدن كبرى عدة منها مدريد وبرشلونة خاضعة لتدابير صارمة. وقال أوليغاريو يانيز، الذي يبلغ من العمر 41 عاما في مدينة ليناريس المشمولة بتخفيف القيود “أول ما سأفعله هو إقامة عشاء في المنزل مع أصدقائي”.
ومنذ انتشار الوباء، أصبحت حكومة الأقلية في اسبانيا مضطرة للقتال على جبهتين ضد فيروس كورونا المستجد وضد معارضة لا تهادن، خلافا للدول الأوروبية المجاورة، إذ تواصل أحزاب اليمين والانفصالية الكاتالونية انتقاداتها لرئيس الوزراء بيدرو سانشيز الاشتراكي الذي يحكم مع حزب اليسار الراديكالي بوديموس بسبب إدارته لأزمة تفشي الوباء.
ويهاجمونه تارة بسبب نقص معدات الوقاية للطواقم الطبية وطورا لشراء 650 ألف فحص لكشف المرض فيها أعطال ما اضطره لاعادتها. وتشكك الإدارتان الإقليميتان في مدريد وكاتالونيا بالحصيلة الرسمية للوفيات , وتؤكد أن هناك آلاف الوفيات الاضافية في دور المسنين.
ألمانيا نموذج في التصدي إلى الوباء
وفي ألمانيا، البلد النموذجي في تصديه للوباء، تخطت ثلاث كانتونات عتبة حرجة مع تسجيل خمسين إصابة جديدة من أصل مائة ألف نسمة.
وقبل أيام من استئناف دوري كرة القدم الألماني منافساته في منتصف مايو-أيار، أعادت الحانات والمطاعم فتح أبوابها السبت في مقاطعة مكلمبورغ فوربومرن بشمال شرق البلاد على بحر البلطيق.
لكن الأمور لم تعد كما قبل، وقال توماس هيلديبراند صاحب مطعم في شفيرين “على موظفينا أن يضعوا كمامات وعلى زبائننا احترام التباعد الاجتماعي”.
بريطانيا وخطة صحية للخروج من الحجر
وفي ظل هذه الظروف، عرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الناجي هو نفسه من مرض كوفيد-19، مساء الأحد خطته للخروج من الحجر في البلد الذي يسجل ثاني أعلى حصيلة في العالم تزيد عن 31500 وفاة.
لكن من المتوقع أن يقتصر الأمر على تليين طفيف للتدابير، وحذر جونسون في تغريدة “لا يمكننا المجازفة بذروة ثانية” من الإصابات.
وسبق أن كشف جونسون عن شعار جديد للمرحلة، إذ استبدل دعوته مواطنيه لـ”التزام المنزل” بـ”التزام اليقظة” من أجل “السيطرة على الفيروس”، ومع ذلك، طالب مواطنيه بالبقاء في منازلهم “قدر الإمكان” و”الحد من الاختلاطات”.
وتعمل الحكومة على تخفيف الحجر القائم منذ الـ 23 مارس-آذار على مراحل، مع إنشاء نظام إنذار يوفر معلومات للسكان حول مستوى الخطر الذي يمثله الوباء.
ويتزايد الضغط على رئيس الوزراء لتخفيف الإغلاق الذي خلّف تداعيات اقتصادية مهمة. وتوقع بنك إنكلترا حصول تراجع تاريخي بـ 14 في المائة للناتج المحلي الإجمالي هذا العام في المملكة المتحدة.
وقد تراجع بالفعل التزام الناس بالقواعد الصحية، اذ شهدت بعض المنتزهات ازدحاما نهاية الأسبوع الذي كان الطقس خلاله مشمسا.
حاليا، لا ينتظر إقرار أكثر من تعديلات طفيفة على غرار فتح متاجر البستنة وإمكانية مغادرة المنزل لإجراء تمارين رياضية أكثر من مرة يوميا.
اسكتلندا وسياسة “ابق في المنزل”
وقالت رئيسة حكومة اسكتلندا نيكولا ستورجن على تويتر “بالنظر إلى اللحظة الحساسة في مكافحة الفيروس تبقى رسالة اسكتلندا حاليا “ابق في المنزل، أنقذ أرواحا”.
من جهته، اعتبر حزب العمال البريطاني المعارض أن شعار “ابق يقظا” سيجعل الناس “حائرين”.
ولمنع حصول طفرة في العدوى، تدرس الحكومة إجبار المسافرين القادمين إلى المملكة المتحدة على قضاء أسبوعين في الحجر، وهو ما يثير مخاوف قطاع الطيران المتضرر من الوباء.
واستعدادا لتخفيف الحجر، رفعت الحكومة قدرتها على إجراء الفحوص وتتبع المصابين، وترغب في الوصول إلى 200 ألف اختبار يوميا بحلول نهاية الشهر.
وعلى غرار دول عدة ، ستعتمد المملكة المتحدة على تطبيق يتتبّع المصابين ومخالطيهم، يتم حاليا اختباره في جزيرة وايت قبل تعميمه في الأسابيع المقبلة.
وأفادت الحكومة بأن التطبيق الذي يحذّر الناس في حال اختلاطهم مع مصاب بكوفيد-19 تم تحميله من طرف 50 ألف شخص خلال أسبوع واحد.
سويسرا والتصدي لكورونا
وكشف فيروس كورونا المستجد في سويسرا، إحدى الدول الأكثر ثراء في العالم، بؤس الشرائح الأكثر هشاشة. وقالت سيلفيا التي تبلغ من العمر 64 عاما، والتي تنتظر مع آلاف آخرين للحصول على حصة غذائية “كل شيء بات أصعب بكثير منذ بداية الأزمة”.
أعلن رئيس البنك المركزي السويسري توماس جوردان في مقابلة نشرتها وسائل إعلام سويسرية عدة الأحد أن فيروس كورونا المستجد يكلف الاقتصاد السويسري نحو 16 مليار يورو شهريًا، معتبرا أن تاثير التدابير المتخذة للحد من انتشار الفيروس ينطوي على تكاليف “باهظة” بقيمة “من 11 إلى 17 مليار فرنك سويسري شهريا”.
وحذر جوردان من تضخم الدين العام وتكاليف التأمين ضد البطالة والمنح المقدمة للشركات من اجل مساعدتها على الاستمرار بنشاطها، ما دفع سويسرا للوقوع في عجز كبير هذا العام.
وقدرت صحيفتا “لوماتان دو ديمانش” و “سونتاغز زيتونغ” الأحد أن سويسرا ستضطر إلى إنفاق ما مجموعه 100 مليار فرنك سويسري للتخفيف من آثار الأزمة الصحية.
وأشارتا إلى أن البطالة في أبريل-نيسان زادت بنسبة 43 في المائة بالمقارنة مع الشهر نفسه من عام 2019، وأن حوالي مليوني شخص من أصل 8.5 مليون نسمة يتلقون منحة البطالة الجزئية.
ولم تفرض سويسرا العزل الكامل على سكانها , لكنها اتخذت عددا من تدابير الطوارئ في منتصف مارس-آذار من بينها إغلاق مطاعم ومعظم الانشطة التجارية للحد من تفشي الوباء.
وبدأت البلاد الغنية التي سجلت حتى الآن وفاة أكثر من 1500 شخص واصابة أكثر من 30 الفا، برفع القيود تدريجيا، ومن المقرر إعادة افتتاح المطاعم والمتاجر والمدارس الاثنين.
بلجيكا نحو تخفيف القيود
وبات بإمكان البلجيكيين اعتبارا من الأحد استقبال أربعة أشخاص في منازلهم. وقال باتريك رودريغيز بائع الصحف في بروكسل “نصبنا أكبر طاولة لدينا في الحديقة حتى نتمكن رغم كل شيء من الحفاظ على التباعد الاجتماعي المفروض بين المدعوين”.
وقد عادت الحركة بشكل خجول إلى بلجيكا في اليوم الأول من الرفع البطيء لتدابير الحجر، لكن الأجواء ظلّت كئيبة وسط حركة سير خفيفة وإقبال ضئيل على وسائل النقل العام من قطارات ومترو وحافلات, حيث الركاب ملزمون بوضع كمامات.
وفي بروكسل، بقيت بعض محطات المترو التي تشهد عادة ازدحاما خانقا في ساعات الذروة، شبه مقفرة. وفي الحافلات، يصعد الركاب من الباب الخلفي , فيما يمنع الجلوس في الصف الأول لعزل السائق الذي يضع كمامة، كما مُدّت سلسلة ووضعت إشارة تمنع المرور لإبقاء الناس على مسافة منه. أما في حي المؤسسات الأوروبية من العاصمة، فبدت الشوارع شبه مقفرة.
للمزيد :
شاهدوا.. باريس في يومها الأخير بعد 55 يوما من الإغلاق والحجر بسبب كورونا