أخبار الآن | الصين – asiatimes
يعتمد الحزب الشيوعي الصيني على تكتيكٍ مكشوف، يقوم على إطلاق كبار القادة فيه تصريحات عبر وسائل الإعلام يُسيطر عليها الحزب، ولكن من دون ذكر أسمائهم، وذلك بهدف الترويج لموقف بكّين بشكل غير مباشر.
وكتبت صحيفة “غلوبال تايمز” في تعليق يوم 17 يونيو/حزيران، أنّ “الهند ستدفع ثمناً باهظاً وستواجه ضغوطاً عسكرية على جبهتين أو حتى 3 جبهات، إذا ردّت على حادثة مقتل 20 جندياً على الأقل إثر اشتباكات اندلعت مع القوات الصينية في منطقة متنازع عليها في جبال الهمالايا”.
وفعلياً، فإنّ ما كتبته الصحيفة كان يُعبّر عن رأي بكين، لكن المسؤولين لا يريدون الإفصاح عن ذلك صراحة. ومع هذا، فقد كتبت الصحيفة أن “باكستان شريك استراتيجي موثوق للصين ونيبال، ولديها أيضاً علاقات وثيقة مع الصين، وكلاهما شريك في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين”، وهو تلميح إلى أن الهند يمكن أن تجرّ جيرانها إلى صراع ضدّها في حال تصاعدت التوترات.
ونقلت صحيفة “غلوبال تايمز” عن مسؤول آخر في شنغهاي قوله أن “الهند يجب أن تعتقد أن تدهور العلاقات الصينية الأمريكية سيتيح فرصة لها لتحدي الصين”، في حين تشير إلى أن “أي تحركات غير حكيمة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على الهند”.
وعندما اندلعت المواجهة الحدودية في وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت “غلوبال تايمز” تهديد بكين بالصراع المسلح في 7 يونيو/حزيران، وذلك من خلال الإشارة إلى أن الصين “نظمت عملية مناورة واسعة النطاق تضم الآلاف من المظليين بالإضافة إلى المركبات المدرعة ودفعات ضخمة من الإمدادات”.
وواقعياً، قد يبدو مبالغاً فيه إذا كانت القضية التي تقلق الصين تتعلق فقط بتشييد الهند مؤخراً طريقاً جديداً في المنطقة عند خط الحدود في لاداك لتعزيز البنى التحتية. فالرسائل غير الرسمية كانت واضحة. إن الصين تقوم ببناء تحالفات مع جيرانها لمواجهة ما تعتبره تحالفاً هندياً – أمريكياً جديداً يهدف إلى تطويقها ومحاصرتها بشكل متزايد.
ومع ذلك، إذا كان “استعراض عضلات” بكين في جبال الهملايا يهدف إلى تعزيز موقعها في المنطقة على حساب الخصوم، فإن سياساتها العدوانية المتزايدة في الأشهر الأخيرة يبدو أنها تخلق خصوماً أكثر من الأصدقاء، خصوصاً بين أولئك الذين يرون طموحات الصين الإقليمية بمثابة تهديدٍ لمصالحهم الوطنية. ولهذا، فإنّ ما قامت به الصين على الحدود مع الهند يُعتبر خطوة ساقطة ومقتلاً كبيراً لبكّين، ويساهم في تعزيز العداء لها أكثر فأكثر.
ومع ذلك، فإن الصين تواجه العديد من الدول، لا سيما بعد إغراقها قارب صيد فيتنامي، كما واجهت سفية ماليزية للتنقيب عن النفط خلال الأشهر الماضية. وما يزيدُ العداء أكثر هو الواقع الذي يعيشه العالم بسبب أزمة فيروس “كورونا”، الذي انتشر من مدينة ووهان الصينية، وقد كان معروفاً منذ بدء تفشيه لدى قادة الصين. كذلك، استفزّت الصين الدول من خلال مشروع قانون الأمن القومي في هونغ كونغ.
وحالياً، فإن الصين تواجه أستراليا في حرب تجارية، مع العلم أن الأخيرة أكّدت أن “الهند هي صديقة موثوقة لأستراليا”، وهو أمر قد تعتبره الصين تحدياً لها. ولهذا، فإنّ السلوك الصيني على الصعيد الدولي، وخصوصاً في محيطها يشكّل تحدياً للدول الأخرى، وهو الأمر الذي سيقوّض طريقها نحو تحقيق أهدافها، وكل ذلك يكشف عن تخبّط كبير، وما اللجوء إلى هذا الأسلوب إلا دليل ضعف.
كوريا الشمالية تحت المجهر الدولي.. تصعيد ومحاولة التفاف على العقوبات
وضع سيئ يتصاعد يوماً بعد يوم، هو حال الجارتين اللدودتين كوريا الشمالية والجنوبية، بعد تفجير بيونغ يانغ لمكتب الارتباط على الحدود بينهما والذي شكل نتاج جهود مضنية للوصول إلى سلام بين الدولتين المتحاربتين منذ أكثر من نصف قرن.
مصدر الصورة: getty
للمزيد: