أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ألفة الجامي)
أدان مجلس حقوق الإنسان عدم تعاون إيران مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان، وعدم سماحها للمقرر الأممي المعني بالأوضاع في إيران من زيارة البلاد لأداء مهمته.
واعتمد المجلس في ختام الدورة 43 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف قرارا بتجديد ولاية المقرر الأممي لمدة سنة جديدة، مطالبا إيران بالتعاون الكامل معه والسماح له بزيارة البلاد وتقديم جميع المعلومات اللازمة له لتنفيذ مهمته.
فما الذي تخفيه إيران وتخشاه؟ وكيف تتعامل مع الحريات داخل البلاد؟
تعيش إيران في الفترة الراهنة على وقع تداعيات فيروس كورونا المستجد..ولعل اهمها الانهيار التاريخي للعملة، وعجزها عن السيطرة عن الفيروس ورغم ذلك تجد طهران الوقت للتضييق على الحريات، وخاصة الشق المتشدد في البلاد .
بعد حظر فيسبوك يستخدم الإيرانيون إنستغرام كمنصة وحيدة يمكن الوصول إليها دون استخدام برامج كسر الحجب إلا أن فسحة الأمل هذه في طريقها للتلاشي بعد أن دعا
المتشددون مجددا وعلى لسان عضو البرلمان الإيراني عن التيار الأصولي حسن نوروزي بالعمل بجدية على إغلاق تطبيق إنستغرام، وذلك في إطار الحملة المستمرة لإغلاق هذا التطبيق الوحيد الذي لم يتم حظره بعد وأصبح الأكثر شعبية في البلاد بعد أن تم حظر تلغرام بموجب أمر قضائي في 30 أبريل 2018.
مخاوف تساور حكومة طهران خاصة في المرحلة الحالية التي تشهد ضغوطات دولية كثيرة، وهو ما جعل البرلماني الإيراني المتشدد يعتبر ان الفضاء المفتوح في إنستغرام وتلغرام تهديدًا للشباب، ویضر بالنظام.
ممارسات المراقبة الايرانية لم تقف عند مواقع التواصل الاجتماعي، وانما ركزت على كل ما له علاقة بالشباب والحريات.
إذ أغلقت إيران المكتب الرئيس لجمعية الإمام علي الطلابية غير الحكومية بالعاصمة طهران واعتقلت عددًا من أعضائها بعد أن كانت محل انتقادات متكررة من قبل المحافظين، خلال السنوات الأخيرة، إذ اتهموها بإساءة استغلال الجمعية في خدمة أغراض سياسية معنية، مع تشويه سمعة النظام الإيراني الحاكم في الداخل والخارج عبر تسليط المزيد من الأضواء على المشاكل الداخلية الإيرانية وفق اتهامات المتشددين.
وقبل شهرين، انتقد الرئيس حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي جمعيات خيرية من دون تسميتها.
ومن جهتها، هاجمت صحيفة كيهان المحافِظة التابعة لمكتب الولي الفقيه الجمعية واتهمتها بالترويج للخرافات الغربية وإهانة الإمام الخميني وأيديولوجيته الفكرية.
الجمعية، التي تُعدّ أكبر مؤسسة خيرية في إيران بدأت في استقطاب متطوعين جامعيين منذ 20 عاماً تقريباً، وكانت زميلة لفعاليات الأمم المتحدة في البلاد، وطوعت عدداً كبيراً من الشباب، خلال السنوات الماضية، لمساعدة الأطفال المشردين والفقراء وسواهم من المعوزين في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات التي تضرب البلاد.
لكن يبدو أن الباسيج، وهو الجهاز الحكومي الذي يتولى أمور الدفاع المدني في إيران، وجد الجمعية منافسة له بعد انضمام عدد كبير من الشباب إليها، وهو ما يرفضه المحافظون.
خاصة أن الجمعيات الخيرية الحكومية على كثرتها تواجه منذ أكثر من عقد نفوراً من العامة، في المقابل يفضل المشاهير جمع الأموال أو التبرع بها عبر منظمات غير حكومية.
قلق يساور إيران من عمل المؤسسات الخيرية غير الحكومية خاصة بعد الأحداث التي واجهت العراق ولبنان، والتي لعبت فيها دوراً لافتاً منظمات غير حكومية..فهل ستشهد ايران نفس مصير العراق ولبنان؟ أم أن الكلمة ستكون بيد المتشددين؟
(مصدر الصورة: رويترز)