أخبار الآن | طهران – إيران (وكالات)
منذ اللحظة الأولى، وإيران تلجأ إلى الأكاذيب لتغطية فضيحتها في إسقاط الطائرة الأوكرانية، قبل أن تجد نفسها محاصرة تحت ضغط دولي رهيب ومضطرة للاعتراف.. طهران تغير مجددا رواية إسقاط الطائرة الأوكرانية..
يوما بعد يوم تتكشف حقائق جديدة.. تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيراني أقر إن خطأ بشريا في ضبط الرادار تسبب في إسقاط الطائرة وأعاق قدرتها على تعرف مسار الأشياء في مجالها.
إيران: خطأ في ضبط ”الرادار“ أدى إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية
#إيران: خطأ في ضبط ”الرادار“ أدى إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية
كشف تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيراني، أن "خطأ بشرياً مرتبطاً بضبط الرادار، كان السبب الأساسي وراء حادث إسقاط طائرة بوينغ الأوكرانية في 8 يناير قرب #طهران أودى بحياة 176 شخصا.#أخبار_الآنhttps://t.co/bt0H8cIjgt pic.twitter.com/dVMOZUPQr4
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) July 12, 2020
اعتراف جديد لطهران بأنها مذنبة.. يأتي بعد أيام من نشر تسريب مقطع صوتي لمسؤول إيراني اعترف فيه بتورط مجلس الأمن القومي في إسقاط الطائرة ورغم ادعاءات إيران بمحاسبة المسؤولين الا انها عزلت رئيس لجنة التحقيق من منصبه بعد تسريب التسجيل.
شبكة “سي بي سي” الإخبارية الكندية، قالت إنها حصلت على هذا التسجيل الصوتي الذي يشير إلى أن السلطات الإيرانية لم تغلق المجال الجوي فوق طهران في 8 يناير الماضي يوم سقوط الطائرة، وذلك من أجل إخفاء خططها لضرب قواعد عسكرية أمريكية في العراق.
معلومات مضللة
التطور الحاصل الآن مغاير تماما للرواية الإيرانية الأولى حينما قالت ان اسقاط الطائرة حدث نتيجة خلل فني قبل ان تتراجع وتعترف بان سقوط الطائرة تم بصواريخ من دفاعات الحرس الثوري. فالتقرير في كل مرة يلقي باللوم على خطأ بشري وعلى بعض المعدات التي بها خلل او عطب لتقع مسؤولية كليهما على عاتق قيادة الحرس الثوري الإيراني الذي يتدخل في شؤون الدولة، وبالتالي فلن يكون هناك ضمان بأن هذا الحادث لن يتكرر مجددا.
خسائر بشرية
الطائرة الأوكرانية تحطمت في الـ 8 من يناير الماضي بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة الإيرانية طهران، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرة البالغ عددهم 176 شخصا كانوا من أفضل وألمع الإيرانيين، ومن بينهم علماء وأطباء، والعشرات من أفضل الباحثين الشباب وخريجي جامعات النخبة، وستة من حملة الميداليات الذهبية والفضية في الأولمبياد الدولي للفيزياء والرياضيات فالنظام الايراني خسر عدد كبير من الايرانيين التقدميين والأكفاء ولن يستطيع ان يخلفهم.
مسؤولية الحرس الثوري الإيراني
الكارثة وقعت بعد ساعات قليلة من القصف الذي شنه الحرس الثوري لاستهداف قاعدتين في العراق حيث كانت الدفاعات الجوية الإيرانية في حالة تأهب قصوى. وأطلقت خلالها عدة صواريخ باليستية على قاعدتين أمريكيتين في العراق ردا على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد.
ومباشرة بعد وقوع الحادث، بدأت سلسلة الأكاذيب الإيرانية للتنصل من المسؤولية، وأعلنت إيران ان السبب كان “مشكلات فنية”. ليصرح بعد ثلاثة أيام الحرس الثوري الإيراني أنه يتحمل كامل المسؤولية في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.
حوادث مستقبلية
التقرير يلقي باللوم على خطأ بشري وعلى بعض المعدات التي بها خلل او عطب لتقع مسؤولية كليهما على عاتق قيادة الحرس الثوري كما ان هذا التقرير يبرر إمكانية حدوث المزيد من الأكاذيب في الحالات المستقبلية.
وفي خضم التوتر الحاصل وتضارب الأنباء، أعلنت السلطات الايرانية عثورها على الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، لكنها رفضت تسليمهما إلى شركة “بوينغ” الأمريكية المصنعة لمعرفة سبب التحطم، وهو ما يؤكد رغبة المسؤولين في طهران في إخفاء أسباب الحادث مما جعل عددا من الدول تدخل على الخط، من بينها أمريكا وأوكرانيا وكندا، للدعوة إلى التحقيق في الحادث.
إيران نفت في البداية مسؤوليتها عن الحادث، لكن بعد أن قال مسؤولون في المخابرات الغربية إن الأدلة تشير إلى تورط إيراني، اعترفت الدولة بالخطأ، قائلة إنها أخطأت في اعتبار الطائرة أنها صاروخ كروز. ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني ذلك بأنه “خطأ لا يغتفر”.
طهران ماضية في التمسك برواياتها المتعددة والمختلفة عن سقوط الطائرة الأوكرانية لكن مسؤولون أمريكيون يشددون على ان اسقاط الطائرة تم بصاروخ.. فيما دعت كييف من جهتها إلى مواصلة التحقيق في الحادثة.
الاعتراف فضيلة لكنه ليس كافيا من وجهة نظر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، يريد ترودو محاسبة المسؤولين عن قتل 57 كنديا كانوا على متن الطائرة وأيضا تعويضات لأسر الضحايا محملا طهران المسؤولية الكاملة لأنها لم تقدم أي تحذير للطائرة بوجود تهديد محتمل.
من جانبه يضع الرئيس الأوكراني شروطا أربعة إن ارادت طهران طي القضية، اعتذار رسمي وإحالة المذنبين الى القضاء و إعادة جثامين الضحايا و دفع تعويضات لذويهم يأتي ذلك في وقت تكابد فيه ايران أزمة اقتصادية خانقة.. والى جانب الفاتورة الاقتصادية للحادثة يطرح تساؤل عن الفاتورة السياسية التي قد تتحملها طهران أيضا فواشنطن اول من ادانها بأسقاط الطائرة.
“خطأ بشري” يشعل غضبا دوليا ضد إيران فبعد أن أعلن الحرس الثوري أنه يتحمل المسؤولية كاملة في حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية، تخرج طهران في كل مرة عن صمتها وتبرر.. فتارة تقول إن ما دفعها لإسقاط الطائرة هو الاشتباه بصاروخ كروز معاد دخل أجواءها.. وطورا تقول ان مشكلات فنية وراء الحادثة.. روايات لم تثن الدول الغربية عن تحركاتها لاستكمال التحقيق.
فما الذي جعل الاعتراف الإيراني متذبذبا بين الحين والاخر؟ وما هي أوراق طهران لمواجهة تبعات الحادث داخليا ودوليا؟
مصدر الصورة:REUTERS
إقرأ أيضا:
هل باع النظام الإيراني بلاده عبر اتفاقية غامضة طويلة الأمد مع الصين؟