أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص)
طرحت الصفقة التي عقدت بين إيران والصين والتي تقدر بمئات مليارات الدولارات، طرحت العديد من الاستفهامات، إذ تأتي في وقت يبدو حاسماً بالنسبة لطهران التي تعاني من أزمات متتالية..لتكون هذه الصفقة بمثابة طوق نجاة قد تنقذ النظام الايراني المتعثر، كما بإمكانها تأمين السلع الحيوية لها وتوسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط..متحدية مرة أخرى واشنطن، وتمشي طهران قدماً وراء الصين اقتصادياً من خلال هذه الصفقة….لكن ما الثمن الذي ستدفعه إيران في المقابل.
خرجت بنود صفقة الاستثمار الضخمة بين إيران والصين إلى العلن , والتي أثارت الكثير من التكهنات حول مسار العلاقة بين بكين وطهران في فترة تاريخية حرجة بالنسبة للبلدين.
الصين تريد الوصول إلى منطقة الشرق الأوسط بأي ثمن من خلال إحياء مبادرة “حزام واحد طريق واحد”، ووصولها إلى مياه الخليج العربي يعني بالضرورة عقد اتفاقيات مع إيران.
في مقابلة خاصة مع أخبار الآن يقول الدكتور أيمن أبو رمان خبير التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات إن الصين تريد وضع قدم في الأراضي الإيرانية وبالتالي الهيمنة التدريجية عليها سواء من خلال الاتفاقيات الاقتصادية أو ربما العسكرية.
إيران تسعى للتهرب من العقوبات الأمريكية والعقوبات الغربية لذلك لجأت للصين، لكن المشكلة أن هذه الاتفاقية ستضع الصين في الواجهة مع الوطن العربي وبالأخص دول الخليج.
ويرى الدكتور أبو رمان أن التفوق الاقتصادي الصيني قد ينعكس على الأرض من خلال الهيمنة الصينية سواء العسكرية أو الأمنية في المنطقة, وهذا ما قد يضر بالمصالح الغربية.
وبما أن إيران اليوم وبسبب العقوبات الدولية وخاصة الأمريكية منها محصورة في زاوية الدبلوماسية والتجارة الدولية, فإن النظام الإيراني سيرى في هذه الاتفاقية وسيلة للتهرب الاقتصادي وتنفس الصعداء من خلال حجم الاستثمارات الكبير الذي تريد الصين ضخه في الأسواق الإيرانية، أيضاً لإيران مصلحة في التعامل مع الصين لتنفيذ مخططها التآمري سواء في المنطقة أو العالم.
وتعتقد إيران أنه من خلال إبرام العقود والصفقات التجارية مع الصين أنها ستستطيع التهرب من العقوبات الاقتصادية لكنها ستنكشف على المدى القصير وسيتم التعامل معها دولياً من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبالتالي لن تستطيع إيران الاستمرار في هذه الصفقات ويجب عليها أن تحسن من سلوكها وعلاقاتها وسياستها الخارجية والتقليل من العداء للآخرين.
إيران تسعى لامتلاك الأسلحة النووية لاعتقادها بأن هذه الأسلحة قد تمنحها الحصانة والحماية من الآخرين ومن أجل ذلك تسعى للتحالف مع الصين وكوريا الشمالية، وهذه الصفقات ما هي إلا غطاء لإنتاج مزيد من الأسلحة المحرمة دولياً . لكن هذه العقود برأي الخبير أبو رمان لن تستمر طويلاً وستقابل برفض كبير بين الغرب والدول المجاورة لإيران.
مصدر الصورة: GETTY IMAGES
اقرأ المزيد:
انفجارات إيران.. انهيار أمني أم خلل استخباراتي