أخبار الآن | بكين – الصين ( متابعات )
الأقليات العرقية في الصين تعتبر حالة خاصة مميزة عن نموذج الأقليات في العديد من دول العالم، ليس فقط للتعدد العرقي الهائل في الصين، بل أيضاً في الانتهاكات وسياسات القمع التي تتعرض لها هذه الأقليات من قبل السلطات الصينية والحزب الشيوعي الحاكم. وبعد قمع واضطهاد أقلية الإيغور ها هي اليوم تستهدف المسيحيين أيضا.
لا تضيع السلطات الصينية أية فرصة لتضييق الخناق على الأقليات الدينية في البلاد، في محاولة لطمس حرية الدين والمعتقد لديهم، لصالح تعميم المبدأ الشيوعي. أساليب الحزب الشيوعي الحاكم في القمع والاضطهاد متنوعة..بين الترغيب والترهيب ..ولعل الجديد في انتاهاكات الصين للأقليات الدينية، ما كشفه موقع مجلة “Bitter Winter”، عن استغلال بكين لتفشي فيروس كورونا، لتحكم قبضتها على الأسر ذات الدخل المتدني، وتقايضهم للحصول على الغذاء والمعونات المالية مقابل التخلي عن معتقداتهم الدينية وأيضاً تجبرهم عنوةً على ذلك.
بعد الإيغور..جاء دور المسيحيين هذه المرة ، الحزب الشيوعي الحاكم يستهدف المسيحيين، تحديدا سكان مقاطعة شانشي شمالي الصين التي تضم الأقلية المسيحية في البلاد
ففي أبريل الماضي، دعت حكومة بلدة لينفن، في مقاطعة شانشي شمالي الصين، المسؤولين من كافة القرى التابعة لها، بإزالة الصلبان والرموز الدينية والصور من بيوت الأشخاص الذين يحصلون على الرعاية الاجتماعية من الدولة ووضع صور الزعيم الشيوعي “ماو تسي تونغ” والرئيس الصيني “شي جين بينغ” عوضاً عنها، وقد صدر إيعاز بإلغاء المساعدات لأولئك الذين يبدون عدم رضاهم عن الأمر.
وذكر عضو في كنيسة بإحدى القرى، أن المسؤولين المحليين قاموا بتمزيق كافة الأثواب الدينية وروزنامة تحمل صورة “يسوع” في منزل عضو الكنيسة وعلاوة على ذلك، قاموا بوضع صورة لـ “ماو تسي تونغ” زعيم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بدلاً من ذلك، وأخبره المسؤول، “أن السلطات الصينية لا تعطي الأموال مقابل لا شيء، فعلى الأسر المتدينة المعدومة السمع والطاعة للحزب الشيوعي مقابل الأموال التي تتلقاها هذه الأسر”.
ونوه الموقع المعني بالدفاع عن الحرية الدينية وحقوق الإنسان في الصين، إلى أنّه يتم تطبيق هذه السياسة في مناطق أخرى في الصين، ففي أبريل، قطعت حكومة مدينة “شينيو” في مقاطعة “جيانغشي” الجنوبية الشرقية الحد الأدنى للمساعدات التي يتلقاها المسيحيون من ذوي الإعاقة، والبالغة 100 يوان صيني أي حوالي 14 دولارًا.
وكشفت زوجة أحد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنّ المسؤولين أبلغوها أن السلطات ستعاملهم كأعداء للحزب الشيوعي إذا ما استمرا بإقامة الصلوات.
هذا وتم حذف اسم عضوة في الكنيسة من مقاطعة بويانغ في جيانغشي، في الثمانينيات من عمرها، من قائمة المساعدات الحكومية لأنّها شكرت الرب عند تلقي دعمها الشهري البالغ 200 يوان حوالي 28 دولارًا في منتصف يناير.
وفي منتصف مايو، اقتحم مسؤول من قرية تابعة لمدينة “هيزي” في مقاطعة “شاندونغ” الشرقية، منزلاً لرجلٍ مسيحي وعلقوا صورًا لـ “ماو تسي تونغ وشي جين بينغ”، وقال له “هؤلاء هم الآلهة العظماء”.
كما ألغيت مساعدات سيدة مسيحية من مدينة “ويهوي” في مقاطعة خنان الوسطى تقوم على عناية طفلين اثنين ، بعد وفاة زوجها قبل أكثر من عشر سنوات، وذلك لرفضها التوقيع على قرار يقضي بتدمير كافة الرموز المسيحية في منزلها.
وفي وقت سابق، سلطت صحيفة “الغارديان البريطانية”، الضوء على الاضطهاد الذي يعاني منه المسيحيون في الصين، وأشارت في تقريرها، إلى تعرض كنيسة تقع في جنوب غربي الصين للإغلاق وملاحقة أتباعها.
وقالت الصحيفة، إن الشرطة قامت بإغلاق كنيسة “إيرلي رين” الواقعة في مدينة “تشنغدو” واعتقلت العشرات من أتباعها في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
والجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت الأسبوع الماضي، عقوبات على ثلاثة مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان تستهدف الأقليات العرقية والدينية، والتي تحتجزها السلطات الصينية غربي البلاد.
فهل يرتدع الحزب الشيوعي الحاكم ويقلع عن اضطهاد الاقليات؟
مصدر الصورة: REUTERS
إقرأ أيضاً:
حقائق ثابتة عن ”إبادة“ الإيغور في شينجيانغ.. رقابة شديدة وفظائع لا تنتهي