أخبار الآن | الولايات المتحدة – theguardian
تحدّث مقدّم البرامج البريطاني جون أوليفر ضمن برنامجه “الأسبوع الماضي هذا المساء” على قناة “HBO”، عن معاناة أقلية الإيغور في الصين، والظروف المروّعة التي يعيشون في ظلّها بسبب الإضطهاد التي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني ضدّهم.
وجمع أوليفر كماً هائلاً من المعلومات التي تكشف بالتفاصيل الفظائع التي تُمارس ضدّ شعب الإيغور، خصوصاً أن السلطات الصينية تحتجز أكثر من مليون منهم في معسكرات الاعتقال.
وقال خلال برنامجه: “إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها عن حوالى مليون شخص محتجزين في معسكرات الاعتقال، ومعظمهم من أقلية الإيغور وأقليات عرقيّة أخرى، فتأكد أنك لست وحدك ستعرف هذا الأمر لأوّل مرة. ربما لأن الصين بذلت قصارى جهدها لمنع هذه القصة من الخروج إلى العلن”.
وكانت التقارير كشفت أنه جرى نقل الكثير من الإيغوريين للعمل قسراً في مصانع بجميع أنحاء الصين، تنتج معدات حماية شخصية مثل أقنعة الوجه، وذلك استجابة لوباء “كورونا” في الولايات المتحدة. وقال أوليفر: “بعبارة أخرى، الأقنعة التي يعتبرها البعض في هذا البلد إنتهاكاً غير مقبول لحريتهم الشخصية، قد تكون من صنع أشخاص يحبون معاملتهم بطريقة حسنة لأنهم يتعرضون لأسوأ انتهاك”.
وازداد التوتر والتمييز الشديد بشكل كبيرٍ خلال الاضطرابات العرقية خلال العام 2009 في أورومتشي عاصمة منطقة سنجان في الشمال الغربي من الصين، وذلك بين الإيغور وقومية الهان. وحينها، أسفرت الأحداث عن مقتل أكثر من 150 شخصاً، وتتهم السلطات الإيغور بأعمال الشغب، فيما أكّد المسلمون تدخل قوات الأمن ضدّهم لصالح الهان. ومع ذلك، فقد حفزت الأحداث حملة قمع استمرّت 10 سنوات من قبل الحكومة المركزية في الصين. وفي العام 2014، أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ “حملة صارمة ضد الإرهاب العنيف”. وهنا، قال أوليفر: “فجأة، بدأت معاملة الإيغور على أنهم جميعاً بمثابة إرهابيين محتملين. ما يحدث للإيغور أمرٌ مروع”.
ولفت مقدّم البرامج إلى أنّ “تشينجيانغ هي الآن واحدة من أكثر المناطق التي تخضع لسيطرة شديدة في العالم، حيث تقوم السلطات بمراقبة الأشياء التي قد يجدها معظم الناس بلا معنى، مثل إطلاق اللحية أو التقدم للحصول على جواز سفر، فضلاً عن غسيل الدماغ الذي تعرّض له الكثير من الإيغور”.
وأشار أوليفر إلى أنه “خلال أزمة وباء كورونا، زادت الحكومة الصينية ترحيل العمال من الإيغور إلى خارج شينيجيانغ، وكما تتوقعون فأن هذا الأمر ليس عملاً خيرياً. الفكرة، كما قال أحد تقارير الحكومة المحلية، أن ارسال الإيغور بعيداً عن موطنهم سيسمح بإبعادهم عن وجهات النظر المتطرفة”.
وفي الحقيقة، فإن الصين أرسلت ما يصل إلى 80 ألف من الإيغور إلى المصانع التي تستفيد منها شركات متعدّدة الجنسيات مثل “Nike” لمدة أكثر من عامين، وتقول التقارير أنّ ظروف قاهرة جداً. ومع هذا، فإن “Nike” زعمت أن “المصنع لم يعد يعمل بالعمال الإيغور”.
ودعا أوليفر الأمم المتحدة إلى تعيين محققين مستقلين للنظر في انتهاكات الصين في شينجيانغ، مطالباً الحكومات بالتحدث من دون الإنحناء للتأثير الإقتصادي للصين، كما دعا شركات مثل “Nike” لتنظيف سلاسل التوريد الخاصة بها، مع استخدام نفوذها المالي للضغط على الحكومة الصينية لإنهاء هذه الانتهاكات”.
انتقادات للصين بسبب سوء تعاملها مع تفشي كورونا في إقليم شينجيانغ
بالرغم من تفاخر الصين بأنها استطاعت القضاء على جائحة كوفيد-19، إلا أنه برز جليا عدمُ التعامل الناجح مع تفشي الوباء في إقليم شينجيانغ، حيث تمارِّس الصين سياساتِها القمعية تجاه مسلمي الإيغور.