أخبار الآن | المملكة المتحدة – nationalinterest
وجّه الباحث في جامعة نوتنغهام البريطانية سومانترا ميترا، انتقاداً لاذعاً إلى العالم، بسبب صمته المريب إزاء الممارسات التي ترتكبها الصين ضدّ أقلية الإيغور المسلمة.
وفي مقال منشور في مجلة “ناشونال إنترست”، سلّط ميترا الضوء على مجموعة من النساء الإيغوريات اللواتي واجهنَ التعقيم القسري”، وقال: “تفكَّر للحظة لو أن أمراً مشابهاً حدث في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو الهند أو أستراليا، وتخيل حجم الغضب الذي كان سيثيره هذا الأمر”.
وقال: “أضف إلى ذلك مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لآلاف الرجال المقيدين بسلاسل، ويحرسهم رجال يرتدون الزي الرسمي وهم يُنقلون في قطارات إلى وجهات مجهولة. هنا الصمت يبدو أكثر إثارة للحيرة”.
ومع هذا، فقد أشار ميترا إلى أنّ “الصين ما زالت تتبع قواعد ما قبل الحرب العالمية الثانية، بمعنى أن حروبها عقابية وهيمنتها إمبريالية”. في غضون ذلك، يجادل تحليل حديث للباحثين في معهد هدسون، مايكل دوران وبيتر روغ، بأن “الهيمنة الصينية في الشرق الأوسط، ينبغي أن تكون مصدراً كبيراً لقلق الغرب”.
ويلفت الخبيران إلى أن “الصين مصممة بلا هوادة على ضرب نفوذ الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، وقد صاغت ورقة إستراتيجية حول العلاقات الصينية العربية وأقامت قاعدة بحرية في جيبوتي”.
ولفت الباحثان إلى أن “هذه الإبادة في فترة ما بعد الحداثة هي أيضاً توسع استيطاني حيث يسكن الهان الصينيون أراضي الإيغور التقليدية”. ومع ذلك، فقد رأى دوران وروغ أنّ “كل ذلك مرتبط بمشروع جوهرة التاج الصيني للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهذا بدوره سيمنح الصين بوابة لاستعراض القوة في الشرق الأوسط”.
وقال الباحثان: “إذا خلفت الصين الولايات المتحدة على أنها القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، فسيؤدي ذلك إلى تحول كبير في ميزان القوى العالمي، مما يقلل بشكل كبير من نفوذ الولايات المتحدة، حتى إلى درجة تقويض السيطرة التي يمارسها الأمريكيون كشعب حر على مصيره”.
وتعدّ ممارسات الصين ضدّ أقلية الإيغور، انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان، خصوصاً أنها تمارس أبشع أنواع القمع، كما أنها تسعى إلى ضرب جذور الأقليات العرقية.
وكشفت العديد من التقارير أنّ بكين قامت بإنشاء معسكرات اعتقال تضم أكثر من مليون شخصاً من سكان من الإيغور وتعريضهم للتعذيب والإيذاء النفسي، كما ظهرت تقارير عن التعقيم القسري.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية فرضت عقوبات على الصين في نهاية يوليو/تموز الماضي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنّ “انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الحزب الشيوعي الصيني في شينجيانغ والصين ضد الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى تعتبر وصمة عار القرن”.
كذلك، اتهم وزير خارجية المملكة المتحدة دومينيك راب الصين بارتكاب انتهاكات “جسيمة وشنيعة” لحقوق الإنسان. من جهتها، قالت لجنة نقابة المحامين لحقوق الإنسان في إنكلترا وويلز (BHRC)، وهي جماعة معنية بحقوق الإنسان، في تقرير صدر هذا الصيف: “يجب على المملكة المتحدة أن تتخذ جميع الإجراءات المتاحة لمنع انتهاكات حقوق الإنسان والسعي إلى إنهائها”.