تعهد الديموقراطي جو بايدن بعد إعلان وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى انتصاره في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السبت بأن يكون “رئيس جميع الأمريكيين”.
وأعلن الرئيس الأمريكي الجديد في بيان “إني أتشرف بالثقة التي وضعها الأمريكيون فيّ وفي نائبة الرئيس المنتخبة” كامالا هاريس مضيفا “مع انتهاء الحملة، حان الوقت لندع الغضب والخطاب المحتدم خلفنا ونتجمع كأمة”.
وتهافتت حشود السبت إلى محيط البيت الأبيض في وسط واشنطن مطلقين هتافات وأبواق السيارات للاحتفال بتحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية، على ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس.
وفاز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية على دونالد ترامب، حسب ما أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى السبت، في انتصار يشكل منعطفا تاريخيا لأمريكا والعالم بعد أربع سنوات من ولاية رئاسية صاخبة.
ورأى النائب السابق للرئيس باراك أوباما البالغ من العمر 77 عاما أن المشاركة القياسية في الانتخابات بالرغم من “العقبات غير المسبوقة” هي “دليل جديد على أن الديموقراطية تنبض بقوة في قلب أميركا”.
وقال “نحن الولايات المتحدة الأميركية. ليس هناك إطلاقا ما لا يمكننا القيام به، إذا قمنا به معا”.
وهتفت كامالا هاريس في مكالمة هاتفية بالفيديو مع بايدن نشرتها على تويتر “نجحنا، نجحنا جو” مضيفة ضاحكة وهي ترتدي ملابس رياضية في الهواء الطلق “ستكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة”.
وتدخل كامالا هاريس النائبة العامة سابقا والمتحدرة من عائلة مهاجرة التاريخ كأول امرأة تصل إلى هذا المنصب، وكأول شخص أسود متحدر من أصول هندية يتولى نيابة الرئاسة.
ووعدت في تغريدة بـ”بدء العمل” دون تأخر لترميم “روح أميركا”، في أول تصريح تدلي به بعد إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة.
وكتبت “ما هو على المحك في هذه الانتخابات يتخطى بكثير جو بايدن وأنا نفسي. الأمر يتعلق بروح أميركا وتصميمنا على الكفاح من أجلها. ثمة عمل هائل ينتظرنا، دعونا نبدأ العمل”.
من هو جو بايدن الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأمريكية؟
أصبح جو بايدن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن حسم نتيجة الانتخابات لصالحه، وفاز على الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وبعكس ترامب، الملياردير وقطب العقارات الذي يتحدث دائما بلغة المال والأعمال، فإن بايدن سياسي مخضرم يحفظ دهاليز السياسة الأمريكية منذ عقود، كما كان الرجل الثاني في الولايات المتحدة بعد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث عمل نائبا له بين عامي 2009 و2017 في فترة توطدت بها علاقتهما حتى على المستوى الشخصي.
ويمتلك بايدن ميزات نجحت في جذب مزاج الناخب الأمريكي، استطاع إبرازها في خطابه على مدار الأشهر التي سبقت الانتخابات، فهو متحدث فصيح وخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، كما أنه يعرف خبايا الداخل.
الرئيس الأمريكي الأكبر سنا
بعمر الـ “77 عاما” أصبح ممثل الحزب الديمقراطي الرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة، لم يكن غريبا على الحياة السياسية الأمريكية عندما اختير قبل أشهر ممثلا للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية، فقبل 47 عاما دخل مجلس الشيوخ الأمريكي، كما قاد أول حملاته لانتخابات الرئاسة قبل 33 عاما.
ولد جو بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا عام 1942، وفي بداية حياته المهنية عمل بالمحاماة عام 1969 ثم انتخب لمجلس مقاطعة نيوكاسل سنة 1970.
وبعدها بثلاث سنوات، أصبح لأول مرة في مسيرته السياسية عضوا بمجلس الشيوخ، وكان وقتها أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، ونجح في تثبيت نفسه بهذا الموقع 6 دورات متتالية.
ترشح بايدن عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 1988 لأول مرة، ثم ترشح مرة أخرى عام 2008، إلا أنه فشل في المرتين، وفي يناير 2017 أعلن نيته خوض السباق الثالث عام 2020.
وكلل بايدن، عمله السياسي من خلال 8 سنوات داخل البيت الأبيض نائبا لأوباما.