توجّه الناخبون في الشطر الهندي من كشمير إلى صناديق الاقتراع، وسط انتشار أمني مكثف، وذلك في أوّل انتخابات مباشرة في المنطقة المتنازع عليها منذ ألغت الحكومة الحكم شبه الذاتي العام الماضي.
وفي ظلّ حالة التأهّب القصوى لتفادي هجمات يشنّها مسلّحون إنفصاليون، حاصر عشرات من عناصر الشرطة والقوات شبه العسكرية المدججين بالأسلحة الرشاشة، كلّ مركز اقتراع بينما واصل الجيش الدوريات في الشوارع.
وتخضع المنطقة الواقعة في هيمالايا، التي تطالب بها باكستان أيضاً، لتدابير أمنية مشدّدة منذ فرضت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم حكماً مباشراً في أغسطس 2019.
وأفاد مسؤولون أنّ قرابة 52 بالمئة من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 700 ألف أدلوا باصواتهم، متحدين المخاوف المرتبطة بالأمن وفيروس كورونا والثلوج للمشاركة في انتخاب أعضاء مجالسهم المحلية. ومن المتوقع صدور النتائج في 22 يناير.
ووضعت ماسحات ضوئية حرارية في مراكز الاقتراع ووزع الموظفون كمامات ومعقم اليدين في إجراءات احتياطية ضد وباء كوفيد-19. وقال المسؤول الكبير في لجنة الانتخابات شارما للصحافيين إن الانتخابات كانت سلمية باستثناء “حادث صغير تضمن رشق الحجارة” من قبل المتظاهرين في وادي كشمير الجنوبي.
وفي مركز اقتراع في وادي كشمير قالت فايزي (70 عاماً) لوكالة فرانس برس إنّها صوتت “لتسهيل اعمال التنمية مثل تعبيد الطرق”.
ورغم أنّ المجالس المحلية تتمتع بسلطات محدودة فقط، شكلت العديد من الأحزاب السياسية في كشمير، بما في ذلك المؤتمر الوطني النافذ وحزب الشعوب الديموقراطي، تحالفًا لاستعادة الاستقلال السياسي للمنطقة. واتهم التحالف الحكومة بمضايقة مرشحيها بينما كانت تساعد أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا. لكنّ مفوضية الانتخابات المحلية نفت هذه المزاعم.
نزاع مرير
وعشية الاقتراع، فرضت السلطات الإقامة الجبرية على زعيمة حزب الشعوب الديمقراطي محبوبة مفتي في منزلها ومنعت الشرطة المراسلين من حضور مؤتمر صحافي دعت إليه.
وكانت محبوبة مفتي من بين عشرات القادة السياسيين الذين احتُجزوا رهن الإقامة الجبرية لشهور بعد حملة القمع التي أعقبت إلغاء الحكم الذاتي للمنطقة. ونفت الشرطة أن تكون اعتقلتها مجدداً.
ومنطقة كشمير مقسّمة بين الهند وباكستان منذ 1947، وتشهد بشكل دوري تبادلاً لإطلاق النار وإطلاق قذائف هاون بين شطريها. وفي الشطر الذي تديره الهند، أدى الصراع بين المتمردين الانفصاليين والقوات الحكومية إلى مقتل عشرات الآلاف منذ العام 1989، معظمهم من المدنيين. وتتّهم الهند باكستان بمساعدة فصائل مسلّحة تقاتل السلطات الهندية في كشمير، فيما تصرّ باكستان على أنّ دعمها للقضية الانفصالية يقتصر على النواحي الدبلوماسية.
وكانت كشمير محور حربين من الحروب الثلاث التي خاضتها الهند وباكستان.