تحدّث الصحافي البلجيكي دوغلاس دي كونينك لـ”أخبار الآن” عن مسار محاكمة الديبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، الذي أنزل بحقّه عقوبة لمدّة 20 عاماً على خلفية محاولته تنفيذ هجوم بالقنابل على “تجمع إيران الحرة” بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس في 30 يونيو 2018.
وقال دي كونينك إنّه “بعد النظر في القضية، توصل المدعي العام إلى أنّه وبغض النظر عمّا إذا كان ذلك الشخص ديبلوماسياً أم لا، فلا يحقّ له أن يقوم بنقل القنابل من دولة إلى أخرى. وبحسب ما قال المدعي العام، فإنّ هؤلاء الشخصين يعتبران عملاء لجهاز المخابرات السرّية الإيرانية.
واضاف دي كونينك أنّ المدعي العام البلجيكي والمحامين الذين يمثلون الأشخاص المستهدفين في ذلك الهجوم، والذين كانوا من الممكن أن يصبحوا ضحايا لولا تدخل أجهزة الأمن البلجيكية، قاموا بالإدلاء بشهاداتهم في المحكمة، وقالوا إنّ الزوجين الإيرانيين اللذين يقيمان في بلجيكا، قاما بنقل القنبلة من فيلبينت إلى باريس، وقد قاما بفعل ذلك من أجل المال فقط. وأشار إلى أنّ المحاكمة ركّزت على أسدي، وطالب المدعي العام بسجنه لمدة 20 عاماً، وسجن عارفاني لمدّة 15 عاماً، وسجن الزوجين الإيرانيين لمدة 15 عاماً.
هل تمنع الحصانة العقاب عنه؟
ويقول أسدي إنّه لا يزال يتمتع بالحصانة الديبلوماسية، فهل يمكن أن يجعله بمنأى عن العقاب أو أن يمنع صدور أي اتهامات ضده؟ في هذا السياق، يقول دي كونينك: لا على الإطلاق، لأنه قد تمّ صدر قرار من قبل المحكمة في بلجيكا بشأن هذا الأمر، بالإضافة إلى أنّه تمّ إصدار قرار من المحكمة في ألمانيا حيث تمّ إعتقاله، ولذلك فإنّ الدولتين معاً توصلتا لقرار ينصّ على السماح باعتقاله والاستمرار بهذه الدعوى القضائية ضد الأسدي.
المدعي العام البلجيكي قال إنّ الهجوم الذي تمّ إحباطه كان بدافع من إيران بعدما خططت له، فكيف يمكن أن يؤثر ذلك على النظام الإيراني؟
يجيب دي كونينك بالقول: لا أعلم بالتحديد ما يمكن أن يكون تأثير ذلك على العلاقة الديبلوماسية بين بلجيكا وإيران، لكنّهم وجهوا إتهاماً مباشراً لإيران بأنّها أرسلت واحداً من عناصرها إلى أوروبا بعدما أعطته جوازاً ديبلوماسياً، وراح يرسل قنبلة إلى بلجيكا لكي ينفذوا هجوماً في فرنسا، فهذا إرهاب دولة. لم يقم المدعي العام باستخدام هذه الجملة حرفياً، لكن المحاميين الذين يمثلون الأشخاص المستهدفين قالوا ذلك بصوت بوضوح.
صدمة في بلجيكا
أمّا عن كيفية تعامل الإعلام البلجيكي مع هذه المحاكمة، وعمّا إذا كان هناك أيّ تعليق من قبل النظام الإيراني، قال دي كونينك إنّ النظام الإيراني لم يعلّق على هذا الأمر حتى الآن، و لكنّ الأمر الأكثرَ صدمةً لبلجيكا، هو أنّنا نعلم الآن أنّ هؤلاء الزوجين كانا آداة بيدِ جهاز المخابرات الإيراني السري. وأوضح أنّ الإعلام البلجيكي يتحدّث الآن عن بروفيسور إيراني يحمل الجنسية البلجيكية، تمّ إعتقاله في إيران في العام 2017 بعدما تمّت إدانته، وقبل يومين من بدء المحاكمة هنا في بلجيكا، أعلنت إيران أنّها قامت بنقل هذا البروفيسور إلى المكان الذي سوف يتم إعدامُه فيه. وكان ذلك بمثابة صدمة كبيرة للناس في بلجيكا.
المحاكمة تستكمل الخميس المقبل
وكانت بلجيكا بدأت الجمعة محاكمة لأسد الله أسدي الذي كان يعمل في سفارة غيران في فيينا، و3 شركاء مفترضين له، بتهمة التخطيط لاستهداف تجمّع لمعارضين إيرانيين قرب باريس في العام 2018. وقد رفض أسدي حضور جلسة الأمس. ومن المقرر عقد الجزء الثاني من المحاكمة الخميس المقبل، لتختتم المحكمة الجلسات بعده وتصدر الحكم مطلع العام المقبل.
ويتهم أسدي بالتحضير لهجوم أحبطته السلطات البلجيكية، ضدّ لقاء سنوي لتجمّع من المعارضين الإيرانيين في الخارج، في 30 يونيو 2018 في فيلبانت بالقرب من باريس. وحينذاك وجهت باريس في أكتوبر 2018، اتهامات لوزارة الاستخبارات الإيرانية، بالوقوف خلف الهجوم المفترض.