في موقف إيراني جديد بشأن اغتيال محسن فخري زاده، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني، إنّ عملية اغتيال فخري زاده كانت معقدة واحترافية، ونفذت بأسلوب جديد بالكامل، استخدمت فيها أجهزة الكترونية. وأوضح شمخاني أنّ مكان الاغتيال الذي نفذ قرب طهران، لم يكن فيه أيّ شخص، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن ذلك. واتهم منظمة “مجاهدي خلق” بالضلوع في عملية الإغتيال، إضافة الى إسرائيل.
متى ظهر أسم محسن فخري زاده؟
وشحيحة هي المعلومات عن العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي قضى بعد استهدافه قرب طهران الجمعة، وهو ينتمي إلى مجموعة من الشخصيات الإيرانية التي أمضت حياتها في الظل، وخرجَ اسمُها الى العلن بعد الوفاة. فأيّ دور أدّاه فخري زاده، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية؟
شغل فخري زاده رسمياً منصب رئيس منظمة الأبحاث والابداع التابعة لوزارة الدفاع. وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إنّ فخري زاده كان معاوناً له وأدّى دوراً مهماً في الإبتكارات الدفاعية وفي الدفاع النووي.
بالنسبة الى الباحث في مركز كارنيغي كريم سجادبور ثمّة حاجة على الأرجح إلى أشهر، بل حتى أعوام لتقدير كل تبعات وفاته. وكتب الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية عبر تويتر من كانوا يفهمون حقاً دوره الدقيق اليومي في النشاطات النووية لإيران لا يتحدثون ومن يتحدثون لا يعرفون. وعدّت وسائل إعلام أمريكية فخري زاده بمثابة الهدف الأوّل للموساد والعقل المفكر للبرنامج النووي الإيراني، وقال وزير الدفاع الإيراني إنّهم كانوا يعلمون أنّه كان مهدّداً بالاغتيال وأنّه كان مراقباً.
عقوبات على فخري زاده من مجلس الأمن وأمريكا
قبل ثلاثة أعوام من ذكر اسمه على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين تننياهو ظهر اسم فخري زاده في تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ديسمبر العام ألفين وخمسة عشر. وتحدثت الوكالة أنّ فخري زاده أشرف اعتباراً من مطلع الألفية الثالثة على نشاطات ترتكز على بعد عسكري محتمل ضمن البرنامج النووي بدأت في أواخر الثمانينات قبل أن تُجمع تحت إدارته ضمن برنامج مكنّى آماد ويتم التخلي عنها في أواخر العام ألفين وثلاثة لكنّ طهران كانت تنفي مراراً وجود زاده على رأس برنامج نووي عسكري.
في مارس 2007 ورد اسم فخري زاده ضمن مجموعة من الأشخاص الذين فرض عليهم مجلس الأمن عقوبات على خلفية دورهم المفترض في البرنامج النووي أو برنامج الصواريخ البالستية في إيران. ووقد طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لقاءه لسؤاله عن أنشطة المركز لكن إيران رفضت ذلك.
وبعد عام من قرار مجلس الأمن أدرجت الولايات المتحدة اسم فخري زاده عام ألفين وثمانية على اللائحة السوداء للأشخاص الذين تفرض عليهم عقوبات على خلفية نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي الذي كان في حينه تحت العقوبات الأممية.
هذه العقوبات رفعت مع بدء تنفيذ الاتفاق حول برنامج إيران النووي الذي أبرم في العام ألفين وخمسة عشر وبعد انسحاب ترامب أحادياً من هذا الاتفاق العام ألفين وثمانية\ أعادت واشنطن تطبيق العقوبات التي كان مفروضة على فخري زاده.
وأفاد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي عن تعاون جيد مع فخري زاده في مجال الدفاع النووي، مشيراً إلى أنّه كان يحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية والهندسة وعمل على أطروحته مع الرئيس السابق للمنظمة الإيرانية الذي اشار إلى أنّ فخري زاده عمل في كل مجالات دعم النشاطات النووية لإيران لا سيما تلك منها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.