على وقع حبس الأنفاس، تعدّ البشرية الأيّام للإعلان عن اللقاح المضاد لفيروس كورونا، رسمياً، في أمل للخلاص من العبء الكبير الذي فرضته هذه الجائحة على العالم. وفي جديد مسار اللقاح، فقد أعلنت بايونتيك الألمانية وشريكتها فايزر الأميركية، تقديم طلب للحصول على ترخيص للقاح في الاتحاد الاوروبي، ما يعطي الأمل بتوفر أولى اللقاحات في ديسمبر الجاري.
وقالت المجموعتان في بيان إنّهما تقدمتا بطلب من الوكالة الأوروبية للأدوية للحصول على ترخيص مشروط لتسويق لقاحهما، بعدما أظهرت الإختبارات أنّه فعّال بنسبة خمسة وتسعين في المئة، ولم تنجم عنه أعراض جانبية خطيرة.
وفي حال صادقت الوكالة الأوروبية للأدوية على اللقاح، سيكون متوفرا في أوروبا قبل نهاية 2020، وكانت المجموعتان تقدمتا بطلب للحصول على ترخيص من الوكالة الأميركية للدواء والغذاء في 20 نوفمبر. وفي حال وافقت عليها الوكالة الأمريكية، ستبدأ حملة تلقيح الأمريكيين منتصف ديسمبر.
إجتماع إستثنائي
رئيس مجلس إدارة فايزر ألبرت بورلا، قال إنّ الشركة على استعداد لإرسال شحنات من جرعات لقاح كوفيد-19 فور حصولنا على الترخيص اللازم للقاح، الذي تدرسه بريطانيا أيضاً تمهيداً لترخيصه. وأعلنت فايزر وبايونتيك سابقاً أنّهما تنويان إنتاج 50 مليون جرعة هذا العام وحتى 1,3 مليون جرعة بحلول نهاية 2021.
وتجنّباً لزايد التدهور الصحي وانعكاساته، أعلنت وكالة الدواء الأوروبية أنّها ستعقد اجتماعا إستثنائيا أواخر ديسمبر، كموعد أقصى، للنظر في موافقة عاجلة لتسويق لقاح فايزر.
وفي المحصلة، يمكن القول إنّه تمّ تطوير اللقاحين بسرعة فائقة، في جهود ترمي لوقف تفشي الفيروس، الذي أصاب أكثر من 63 مليون شخص في العالم، وأدى إلى وفاة أكثر من واحد فاصل أربعة مليون شخص.
أسباب للقلق
إلّا أنّ التقدم الحاصل على جبهة اللقاحات لا يبدد القلق من الأزمة الناجمة عن الوباء. وقد حذّرت الأمم المتحدة من أنّ الجائحة ستؤثر سلباً على معيشة ملايين الأشخاص في 2021، مشيرةً إلى الحاجة لمساعدات إنسانية تقدر بنحو 35 مليار دولار.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة مارك لوكوك في مؤتمر صحافي، إنّ “الصورة التي نعرضها هي الأكثر كآبة وقتامة على الإطلاق حول الإحتياجات الإنسانية في الفترة القادمة”.
وسيرتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في العالم عام 2021 إلى عدد قياسي جديد ليبلغ 235 مليون شخص، أيّ سيزيد بنسبة 40 بالمئة مقارنة بعام 2020، وفق خطط الإستجابة الإنسانية التي تنسّقها الأمم المتحدة.
من جهتها، قدّرت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في توقعاتها الأخيرة تراجع الناتج العالمي بنسبة 4,2 بالمئة بسبب أشهر من الإغلاق نجح في الحد من تفشي الفيروس لكنه أوقف عجلة الاقتصاد العالمي. وتوقعت عودة الاقتصاد العالمي لتسجيل نمو بنسبة 4,2 بالمئة بنهاية 2021.
وقالت كبيرة الخبراء الاقتصاديين في المنظمة لورنس بون في تقديمها لتقرير المنظمة حول آفاق الاقتصاد العالمي: “للمرة الأولى منذ تفشي الجائحة، هناك أمل بمستقبل أكثر إشراقاً”. وأضافت: “التقدم المحرز مع اللقاحات والعلاج أدّى إلى رفع التوقعات وانحسار الإرباك”.