مجدّداً عاد آلاف المحتجين إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بعنف القوى الأمنية وكذلك رفضاً لخطط السياسة الأمنية التي يطرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاعتبار المتظاهرين إنّها تقوض الحريات المدنية.
المشهد لم يعد غريباً على العاصمة الفرنسية، فهنا غاز مسيل للدموع في إطار الرد على المفرقعات النارية التي يطلقها المحتجون حطّم بعضهم نوافذ متاجر فيما أضرم آخرون النار في عدد من السيارات.
وأقام بعض المتظاهرين حواجز موقتة باستخدام أغراض تركت في الشارع قبل أن يضرموا النيران فيها. وهتف المتظاهرون الذين أطلق بعضهم قنابل دخانية شعارات عديدة بينها الجميع يكرهون الشرطة.
وفي السياق قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إنّ الشرطة اعتقلت إثنين وعشرين شخصاً في باريس مشيراً إلى أنّ عناصر الأمن يواجهون أفرادا عنيفين للغاية. وأضاف أنّ “المخرّبين يخرّبون الجمهورية”. وأعرب في تغريدة على حسابه في موقع تويتر عن “الدعم إلى أفراد شرطتنا ودركنا الذين جرى استهدافهم مجدداً”، مع الإشارة إلى أنّ عناصر الشرطة كانت انتشرت بكثافة لتفادي الاضطرابات بعد الصدامات العنيفة التي اندلعت خلال تظاهرة في باريس قبل أسبوع وأسفرت عن إصابة العشرات.
وتحوّلت التظاهرات الأسبوعية التي تخرج في أنحاء فرنسا إلى مصدر أرق لحكومة ماكرون إذ ارتفع منسوب التوتر مع الكشف عن ضرب عناصر شرطة لمنتج موسيقي من اصول أفريقية الشهر الماضي. ويلعب أعضاء حركة السترات الصفر التي نظّمت تظاهرات ضد انعدام المساواة في فرنسا في الففترات السابقة دوراً بارزاً في الاحتجاجات الحالية.
وشكّلت التحركات في باريس واحدة من نحو 100 تظاهرة تم التخطيط لها في كل أنحاء فرنسا ضد اقتراح القانون الأمني الجديد.