أوردت شبكة “بي بي سي” أنّ الولايات المتحدة ألأمريكية تستعد لأكبر حملة تحصين ضدّ وباء كورونا، مستخدمة لقاح فايزر.
وأشارت إلى أنّه من المعتقد أن ساندرا ليندسي، الممرضة في قسم العناية المركزة في ولاية نيويورك، كانت أوّل شخص يحصل على حقنة من هذا اللقاح.
وذكرت أنّ ما يجري هو أنّه يتم توزيع ملايين الجرعات من لقاح فايزر بايونتيك، والذي من المتوقع أن تتلقى 150 مستشفى في الولايات المتحدة جرعات اليوم، وذلك في إطار برنامج التطعيم الأمريكي الذي يهدف للوصول إلى 100 مليون شخص بحلول أبريل.
وتجدر الإشارة إلى أنّ لقاح فايزر\ بايونتيك كان حصل على تصريح للاستخدام في حالات الطوارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) يوم الجمعة الفائت، فيما يقترب عدد وفيات فيروس كورونا من 300000 حالة في الولايات المتحدة، وهي الدولة التي تسجل أعلى عدد من الوفيات في العالم حتى الآن.
“أوّل لقاح يعطى.. مبروك الولايات المتحدة الأمريكية! تهانينا للعالم”! هكذا غرّد الرئيس دونالد ترامب صباحاً بعد ورود هذه الأخبار من ولاية نيويورك. ويأتي إطلاق اللقاح في الوقت الذي يستمر فيه الوباء في تدمير البلاد. وقد ارتفع عدد الوفيات بشكل حاد منذ نوفمبر، كما استمر عدد الأشخاص في المستشفيات المصابين بالمرض في النمو بشكل مطرد.
ساندرا ليندسي
وتلقت ساندرا ليندسي، الممرضة في مركز لونغ آيلاند الطبي، اللقاح على الهواء مباشرة، وتمّ بثّ مقطع فيديو على تويتر لحاكم نيويورك أندرو كومو، الذي كانت ولايته بؤرة الوباء في البلاد إبّان الموجة الأولى في وقت سابق من هذا العام. وقالت ليندسي: “لم أشعر بأيّ اختلاف عن أخذ أيّ لقاح آخر.. آمل أن يكون ذلك بداية لنهاية فترة مؤلمة للغاية في تاريخنا. أريد أن أجعل الناس يثقون بأنّ اللقاح آمن.. إنّنا في ظلّ جائحة كبرى، ولذا علينا جميعاً القيام بدورنا”.
نسبة فعالية بـ95 %
ولقاح فايزر\ بايونتيك هو تعاون بين شركة الأدوية الأمريكية العملاقة وشركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية، اثبتت الدراسات أنّه يوفّر حماية تصل إلى 95 %، وهو أول لقاح لفيروس كورونا يتمّ اعتماده من قبل المنظمين الأمريكيين. ويتم طرحه بالفعل في المملكة المتحدة، في حين أنّ كندا بدأت أيضاً برنامج التلقيح يوم الاثنين، مع إرسال 30 ألف جرعة أولية إلى 14 موقعاً في كلّ أنحاء البلاد. كما يتمّ توزيع أوّل ثلاثة ملايين جرعة في الولايات المتحدة على عشرات المواقع في كلّ الولايات الخمسين.
ونظراً لكون أنّ اللقاح يجب أن يحفظ في درجات حرارة منخفضة للغاية، يتمّ تخزين القوارير في عبوات مبرّدة بالثلج الجاف أثناء نقلها في كلّ أنحاء البلاد. كما أنّه تُستخدم أيضاً أجهزة الإستشعار الحرارية التي تدعم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتتبع درجة حرارة الشحنات عند تسليمها.
وأشارت “بي بي سي” إلى أنّه لن يتمكن معظم الأمريكيين من الحصول على اللقاح حتى العام 2021، ولكن يُنظر إلى بدء تطبيقه هذا الأسبوع على أنه نقطة تحوّل رمزية رئيسية في معركة الأمة ضدّ الوباء، وسط أمل أن يكون الإقبال عليه مرتفعاً.
“متى يمكنني الحصول على اللقاح في الولايات المتحدة”؟
“أعتقد أنّه ربما كان اصعب شهر ديسمبر على الإطلاق هنا…فاعتباراً من الأسبوع الماضي، كان كورونا السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، حتى أكثر من مرض السرطان وأمراض القلب”.. هذا ما قالته الطبيبة دورا ميليس، التي اضافت: “إنّه موسم مظلم جداً بالنسبة لنا، ولكن من غير العادي أيضاً أن يكون لدينا لقاح بعد أقل من عام من ظهور هذا الفيروس. إذا استمرت بيانات الفعالية والسلامة، فمن المحتمل أن يكون هذا أعظم إنجاز صحي في حياتنا”.
ومن المتوقع أن تُعطى الجرعات الأولى للعاملين في الرعاية الصحية وكبار السن الذين يعيشون في دور الرعاية. كما كان من المقرر أن يكون كبار أعضاء إدارة ترامب من بين الأوائل في تلقي هذا اللقاح، لكن الأخير يقول راهناً إنّه بدّل الخطة. وغرد الأحد أنّ العاملين في البيت الأبيض “يجب أن يتلقوا اللقاح في وقت لاحق… ما لم يكن ذلك ضرورياً على وجه التحديد”.
وحدّد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي سيتمّ تنصيبه كرئيس في 20 يناير المقبل، هدف 100 مليون لقاح كوفيد في أوّل 100 يوم له في منصبه، ويمثل هذا ما يقارب ثلث إجمالي سكان الولايات المتحدة الأمريكية، التي وافقت شركة فايزر على صفقة لتزويدها بـ 100 مليون جرعة من اللقاح بحلول مارس.
وسيتم توفير 200 مليون جرعة إضافية من اللقاح الثاني، الذي طورته موديرنا والمعاهد الوطنية للصحة، بحلول شهر يونيو المقبل، إذ لم تتم الموافقة على اللقاح بعد من قبل المنظمين، ولكن ستتم مراجعته من قبل لجنة خبراء في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
بريطانيا تؤخر لقاح العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا