السابع عشر من نوفمبر، حالةٌ مرضية تشابهت أعراضُها مع أعراضِ الإنفلونزا الموسمية التي تظهر في الصين، اُكتُشف لاحقاً أنها كانت أعراضأً لأخطر أوبئة العصرِ الحديث..”فيروس كوفيد-19“
لنعيشَ بعد ذلك عاماً من الألم من دون أمدٍ محدد للتحررِ من قبضته.
لم يكن العالمُ أجمع يعلم أنه على موعدٍ مع جائحة أجبرت أكثرَ من ثلثي سكانِ الأرض على حجر صحي إجباري كان الأكبرَ في التاريخ.
وباء كوفيد-19
في اواخر ديسمبر ألفين وتسعة عشر أعلنت مستشفى ووهان يونيون التابعة لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا عن مصابين بالالتهاب الرئوي في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي تبينت لاحقاً إصابتُهم بفيروس كوفيد-19.
كوفيد-19 الذي تجاوز عدادُ إصاباتِه خمسة وخمسين مليونَ شخص ونحو مليون و300 ألف وفاة بات عدواً غيرَ مرئي لم يتراجع خطرُه بعد، رَغم إتمامِهِ عامهُ الأول.
وبين نشوة الحياة ومرارة الواقع تحوّلت الكمامات إلى جزء من الزي اليومي للبشرية.
علماء حائرون وتكهناتٌ وتناقضات وقلق وجهودٌ للشركات وللمختبرات في البحث عن لقاح على وقعِ تسارعِ وتيرةِ تفشي الفيروس وسط آمال بأن ينتهيَ هذا الكابوس العظيم.
باضطراد عدّاد الإصابات يرتفع ككرة ثلج تتدحرج ليصبحَ همّ العالم واحداً، الخوفُ من كورنا وكيفيةُ الحد من انتشاره.
مقابرُ تمتلئ بجثث ضحايا كوفيد-19، أشخاصٌ يودعون أقاربَهم من دون حتى إلقاء نظرة الوداع الأخير وطّواقم طّبيّة تقف عاجزة في مستشفيات تفيض بالمرضى.
أظهرت الجائحة تفاوتات في أنظمة التعليم والعمل فابتعد الطالبُ عن مدرستِهِ وجامعتِه وابتعد الموظفُ عن مكتبه وبات العملُ والعلم عن بعد، فكل شيء تغيّر.
الأوبئة في العادة تؤدي إلى الخوف وهي تقلصُ الحركة والنشاط التجاري، والمحصلة ركودٌ اقتصادي، وهذا ما حدث مع انتشار الوباء، إذ انكمشت اقتصادات البلدان في أنحاء العالم بأسرع وتيرة منذ عقود وهو الركود الاقتصادي الأكبر منذ ثلاثينات القرن الماضي، الأمر الذي دفع الدول إلى تطوير سياسات فعالة للتعامل مع الأزمة.
العزل الصحي، التباعد الاجتماعي، الحظر، معقّمات، كمامات، مصطلحات اعتادت عليها الآذان من هول الأحداث المتسارعة والمتبادلة، فمن يسلم من الوباء اليوم ربما يكون أحد المصابين غداً.
خيّمَ شبحُ كوفيد-19 على عواصمِ العالم ومضى قطار الفيروس في حصادِه للأرواح؛ ما حتّم على البشرية التعايش مع الوباء الذي لم يوفرْ بتداعياته وآثاره مختلفَ قطاعات الحياة.
لكن بعض الشركات العالمية أوقظت آمالاً في الخلاص من خلال العمل على عدد من اللقاحات المنتظرة؛ فمتى تحين اللحظة التي ننتزع فيها جميعاً الكمامة من على وجوهنا ويبقى كوفيد-19 جزءاً من التاريخ نبقى نستذكرُه ونرويه للأجيال القادمة؟