نشرت شبكة “nbcnews” تقريراً جديداً سلطت فيه الضوء على أطفال الروهينغا اللاجئين ضمن مخيم كوكاس بازار في بنغلاديش.
وبحسب التقرير، فإنّ الأطفال ضمن المخيم، ورغم مآسيهم، يفرحون مع دمى متحرّكة على نسق شخصيات برنامج “شارع سمسم”.
ويندرج هذا الأمر في إطار مشروع تنفذه مؤسسة “ورشة سمسم” التي تقوم بطرح أول دمى متحركة من الروهينغا، وهي تهدف من خلالها إلى تعزيز التعليم المبكر للأطفال داخل المخيم، ومساعدتهم في التغلب على معاناتهم التي يعيشونها خصوصاً بعد فرارهم من العنف في ميانمار.
وتقول شيري ويستن، رئيسة التأثير الإجتماعي في “ورشة سمسم”: “إذا استطعنا مساعدة هؤلاء الأطفال على الانطلاق في البداية الصحيحة، حيث يمكنهم الازدهار، فستكون لديهم فرصة أكبر للنجاح لاحقاً”. وقالت: “لقد عانى العديد من هؤلاء الأطفال من أهوال لا يمكن تصورها. لديك علم الأعصاب لإثبات أنه إذا تعرض الطفل لتجارب مؤلمة وضغط مطول، فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف نمو الدماغ”.
وابتكرت “ورشة سمسم” دميتين متحركنين من الروهينغا تحملان اسم “نور ياسمين” و “عزيز”، وهما جزء من جهد بقيمة 200 مليون دولار للتوسع في شكل مبتكر للتعليم في المخيم.
The new characters, Noor Yasmin and Aziz, are part of an effort to boost early education for children inside the world's largest refugee camp in Bangladesh. https://t.co/OPw8LRtSP1
— WNDU (@16NewsNow) December 18, 2020
تعليم أطفال الروهينغا.. أساس لتحسين وضعهم في الحياة
وتعيش جدة تُدعى ميرولا في المخيم مع ابنتها وحفيديها الصغيرين اللذين يتراوح عمرهما بين 2 و 4 سنوات. وقالت ميرولا إن عائلتها هربت للنجاة بحياتها عندما ظهر أفراد من جيش ميانمار في قريتهم وأشعلوا فيها النار.
ويشارك الطفلان إسمابيلا وبيبيجان في برنامج تعليمي في المخيم يُعرف باسم مختبر اللعب الإنساني طوّرته مجموعة “BRAC” الإنسانية.
ويستخدم المختبر اللعب لمساعدة الأطفال الصغار على التعلم والتعافي من الصدمات. وقالت ميرولا عن إسمابيلا: “لقد أصبحت ذكية”.
ومع هذا، يرى العديد من الآباء ومقدّمي الرعاية أن التعليم هو السبيل الوحيد للأطفال لتحسين وضعهم في الحياة. وقالت إحدى الأمهات في خيمة مؤقتة خلال اجتماع لمجموعة دعم للنساء فقط: “بدون تعليم، هم عمياء”.
وتدفق مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا إلى بنغلاديش في أغسطس/آب 2017 هرباً من حملة قمع وحشية من قبل جيش ميانمار.
وقُتل ما لا يقل عن 6700 من الروهينغا، بينهم ما لا يقل عن 730 طفلاً دون سن الـ5، في الشهر الذي تلا اندلاع العنف، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية. وعلى مدار العامين التاليين، تم تدمير ما يقرب من 200 قرية من قرى الروهينغا، وفقاً للأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، يعيش معظم الذين فروا من العنف في مخيم كوكس بازار في بنغلاديش.
الروهينغا تلقوا تهديدات لنقلهم مرغمين إلى الجزيرة النائية وبنغلادش تنشر معلومات مضللة
يبدو أنّ كلّ ما واجهه الروهينغا خلال الفترة الماضية من اضطهاد من قِبل حكومة ميانمار لن ينتهي قريباً، خصوصاً أنّ تحرك بنغلاديش لاختيار جزيرة غير مأهولة في خليج البنغال لتكون موطنهم الجديد، يمكن أن يعرضهم لمشاكل من نوع آخر.