خلال الشهر الجاري، حملت سفن البحرية في بنغلاديش حوالى 1600 من اللاجئين الروهينغا باتجاه جزيرة نائية في خليج البنغال، وذلك رغم شكاوى لاجئين وجماعات معنية بحقوق الإنسان من أن بعضهم ربما كان مرغماً.
وقالت السلطات البنغلاديشية أنها لا تنقل إلى جزيرة باسان تشار سوى اللاجئين الراغبين في الذهاب إليها، معتبرة أن هذا الأمر سيخفف التكدس الدائم في المخيمات بالداخل التي تأوي أكثر من مليون من الروهينغا المسلمين الفارين من ميانمار المجاورة.
وقال وزير خارجية بنغلاديش عبد المؤمن إن الحكومة “لا تأخذ أي شخص إلى باسان تشار غصباً عنه”، وأضاف: “نحن ملتزمون بهذا الموقف”.
في المقابل، قال لاجئون وعاملون في مجال حقوق الإنسان أنّ بعض الروهينغا يُنقلون قسراً إلى باسان تشار، تلك الجزيرة المعرضة للفيضانات والتي ظهرت قبل 20 عاماً.
وكان الروهينغا قد فروا من ميانمار (بورما سابقاً) بعد عملية قمع عسكرية بدأت قبل 3 سنوات قتل فيها، كما يقول محققون من الأمم المتحدة، ما يصل إلى 10,000 شخص وشُرد قسراً ما يزيد عن 730,000 شخص.
حقائق جديدة.. الروهينغا أمام مستوطنة ضخمة في باسان تشار
وبحسب التقارير، فإنّه في باسان تشار، فقد وجد الروهينغا مستوطنة ضخمة تمّ بناؤها حديثاً، إذ تتكون من مباني سكنية ومستشفيين وعيادات ومساجد ومراكز تعليمية وملاجئ من الأعاصير وملاعب ومركز للشرطة. وفعلياً، فإن هذه الجزيرة تشيرُ إلى أن أزمة الروهينغا ستطول، في حين أنّ عودتهم إلى ميانمار لن تكون قائمة في المستقبل المنظور، وقد لا تحصل على الإطلاق.
وأنفقت بنغلاديش نحو 350 مليون دولار أمريكي لتطوير المستوطنة في باشان تشار، وذلك لنقل حوالى 100 ألف لاجئ إلى الجزيرة من المخيمات المكتظة بالقرب من حدود ميانمار. وهناك، يعيشُ الروهينغا في ظروف مزرية، ولذلك فإن نقل البعض إلى أماكن تكون فيها الظروف المعيشية أفضل، يعتبرُ أمراً منطقياً من الناحية الإنسانية، وفق ما ذكرت صحيفة “asiatimes“.
ورغم ذلك، فإنه قد يكون لبنغلاديش أسباب أخرى لإعادة توطين أو تقسيم الروهينغا إلى مجموعات أصغر. ففي 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ذكرت صحيفة “ديلي ستار” أنّ الوضع الأمني المتدهور في المخيمات، بما في ذلك تورط بعض اللاجئين في “تهريب المخدرات والاتجار بالبشر والصراعات بين مجموعات اللاجئين”، أصبح مصدر قلق حكومي كبير.
ويريد المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة إعادة الروهينغا إلى ميانمار، وفقد أعربت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها بشأن ما إذا كان اللاجئون الذين تم إرسالهم – وسيجري إرسالهم – إلى باشان تشار قد قاموا بذلك طواعية.
وبصرف النظر عن وعود “العودة المبكرة إلى الوطن”، فقد أفيد عن أنه جرى منح اللاجئين 5000 تاكا بنغلاديشي (58 دولاراً أمريكياً) لكل منهم إذا وافقوا على الانتقال إلى الجزيرة التي قد تحتوي على مرافق أفضل بكثير من المخيمات، لكنها عرضة للأعاصير والفيضانات.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قالت رشيدة خاتون (55 عاماً) في تصريح لشبكة “BBC” إن أطفالها كانوا بين دفعة أولية من اللاجئين يبلغ قوامها 300 لاجئ أرسلوا إلى باسان تشار ضد رغبتهم في وقت سابق من هذا العام بعد أن أمضوا عدة أشهر في البحر يحاولون الفرار من بنغلاديش.
وخلال العام الجاري، نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً ينتقد الظروف التي يواجهها 306 أشخاص من الروهينجا يعيشون على الجزيرة. وتضمن التقرير مزاعم تتعلق بالاكتظاظ وظروف المعيشة غير الصحية وقلة الطعام ومرافق الرعاية الصحية وغياب الهواتف التي تمكن اللاجئين من الاتصال بعائلاتهم، بالإضافة إلى حالات التحرش الجنسي من جانب كل من البحرية والعمال المحليين المنخرطين في أعمال الابتزاز.
لكن العميد البحري عبدالله المأموم تشودري، وهو متحدث باسم البحرية البنغلاديشية، نفى هذه المزاعم، قائلاً: “إننا نعتني بهم كضيوف لدينا. يُقدم لهم الطعام اللائق، كما يتاح لهم الوصول إلى كافة المرافق”.
“أخبار الان” تدخل مخيم الروهينغا في بنغلادش “نحن بشر ولدينا أحلام أيضاً”
إنّه مخيم كاتوبولونغ في بنغلادش، واحد من المخيمات التي يتمّ فيها تجميع لاجئين من الروهينغا، وسط ظروف قاسية، وفي بيئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة. أخبار الآن دخلت إلى هذا المخيم، جالت في زواريبه وبين خيامه البائسة.