بمهازل بالجملة.. وسيناريوهات فاشلة الإخراج…هكذا أنهى الدب الروسي عام 2020. وهو ما جعله محل سخرية داخليا وخارجيا.
لا يخجل أعضاء البرلمان الروسي أو مايعرف بالكرملين من تكرار الأكاذيب المضحكة وغير المتقنة لإخفاء أعمالهم القسرية والفظة..والمحرج أكثر من تلك الأخطاء هو عدم شعورهم بالندم، وإنما يقومون بتكرارها بجرعاتٍ مختلفة من عدم المهنية ما تعدّ مهزلة روسية بامتياز، وبدوره نشر موقع EU DiSinfo بعض السيناريوهات المكشوفة للكرملين تضع في موقف لا يحسد عليه.
الكرملين المضلل..لنستعرض وإياكم أبرز تلك الأخطاء
ولكن قبل ذلك، دعونا نتفق على أن للشعب الأحقية في التساؤل عن مضمون مايصدر عن الكريملن ومدى مصداقيته، والتدقيق فيه وفي تبعياته أيضاً!
اممم وما الهدف من ذلك؟ إذا ما كان الكريملن يشكل الحصن المنيع لروسيا!! فهل سيقوم الحصن بتضليل الناس بدلاً من حمايتهم من أي أساليب تضليلية؟
في حقيقة الأمر، ومن المضحك المبكي، فإن الإجابة هي نعم. الكرملين يعد مصدر تضليل أساسي في روسيا حيث يحقن السم في العسل لخلق جوٍ من الاستبداد غير المباشر.
وفي آخر إحصائيات تم الكشف عن 10,000 معلومة رسمية مضللة صادرة عن جهات رسمية حكومية وصحية في روسيا عن عام 2020 فقط!! 700 منها معلومات مغلوطة عن كورونا!
دعونا نوضح عمّا نتحدث هنا
تعد قضية المعارض الروسي نافالني مصدر إحراج كبير لروسيا، والذي اعترف أنه خدع ضابط أمن ليعترف بأن جهاز الأمن الفدرالي سعى لقتله هذا الصيف، ووضع السم في ملابسه الداخلية، وهذا شكل من أشكال ترك المجرم لدليل ساذج لفضح فعلته المشينة!
لم تنته القصة هنا فحسب! بل طال التضليل الإعلامي الروسي أيضاً قضية لوكاشينكو!
المخرج السينمائي الحائز على جائزة الأوسكار نيكيتا ميخالكوف يوضح كيف أن الصور التي أظهرت مظاهرات ضخمة ضد أليكساندر لوكاشينكا في بيلاروسيا كانت مجرد صور تم تصميمها عن طريق جهاز الكمبيوتر.
أما بالنسبة لوباء كورونا، قرر الحصن المنيع.. أو الكرملين.. أن يخوض منافسة غير شريفة، باتهامه العقار (البريطاني- السويدي) أسترازينكا المنافس القديم للعقار الروسي (سبوتنيك) بأنه يحول الناس إلى قرود! ولكن سرعان ما تبدلت تلك المعلومة بعد أن تقدمت أسترازينكا لحل تعاقد مع سبوتنيك الروسية في إصدار لقاح فعال لكورونا! حتى أعلن الكريملن أن العقار لا يحول البشر إلى قرود!
مخيلة واسعة للكريملن صحيح؟
ولكن حدود الابداع المضلل لم تنته هنا، لجأت هذه المخيلة الواسعة للحصن الروسي المنيع على يد فلاديمير سولوفيوف، أحد الشخصيات البارزة في البلاد لاستخدام لقطة من فيديو من لعبة الكترونية قديمة لحرب، وزعمت أنها صورا حقيقية من حربها في سوريا ضد المعارضة عام 2018 وفي الحرب على ناغورني قرة باغ أيضاً!
حتى عالم الفن لم ينجُ من الخداع الروسي حيال ذات الأمر، إذ استخدمت لقطات من فيديو كليب للمغنية الأمريكية ليدي غاغا لإظهار مشاركة المتنورين في حرب ناغورني قرة باغ.
بالعودة للهدف الرئيسي من نشر المعلومات المضللة، نجد أن الكرملين يسعى للسيطرة على مساحة المعلومات المقدمة للشعب، فإذا لم يكن هناك سبيل للتضليل بأنواعه الساذجة، يقوم الكرملين بتضييق الخناق على مساحة نشر وتداول المعلومات والتي طالت كافيه زوم مؤخراً الواقع في سانت بطرس بيرغ في شهر نوفمبر عام 2020 بحجة مخالفته الشروط الصحية، ولكن صاحب المقهى نفى ذلك وذكر وأن السبب الحقيقي هو تجنب الأحاديث والاجتماعات التي ربما تنتقد الكرملين داخل المقهى!
وبعد هذا السرد للتضليل الروسي الساذج المكشوف، هل سيستمر الكرملين في اتباع نفس الأساليب؟ أم سيبتكر أساليب أخرى بمناسبة العام الجديد؟