اعترف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأن الخطة الخمسية للاقتصاد في بلاده، قد فشلت في تحقيق أهدافها في جميع القطاعات تقريباً، ولهذا قرر المضي في خطة جديدة للسنوات الـ5 المقبلة، ويدّعي أنها باستطاعتها تطوير الاقتصاد المحطّم في بلاده.
كيم جونغ أون لن يتمكن من الوفاء بوعوده
غير أن مقترحات الخطة قد تتعثر في مواجهة الأزمات الكبرى. ففي تصريحات نُشرت في نهاية الأسبوع، ألقى كيم جونغ أون باللوم على العقوبات الدولية وكذلك الأزمات غير المتوقعة بما في ذلك جائحة فيروس كورونا والكوارث الطبيعية، في منع الحكومة من تحسين حياة الناس، منتقداً المسؤولين بسبب الأخطاء التي يجب إصلاحها.
واقترح جونغ أون أن تصبح بلاده أقل اعتماداً على الواردات مقترحاً تنمية كل صناعة تقريباً وإصلاح طريقة عمل المسؤولين.
وقال تشاد أوكارول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “كوريا ريسك غروب” للبيانات والتحليلات، أنّه من غير المرجح أن تعمل الخطة الجديدة على تجاوز التدهور المتزايد للاقتصاد الكوري الشمالي، مما يجعل من الصعب على كيم جونغ أون الوفاء بوعوده. وأضاف أوكارول: “لا يوجد اهتمام واضح بالاصلاح أو تخفيف العقوبات أو انفتاح الاقتصاد”.
وحالياً، فإنّ كوريا الشمالية تواجه أصعب الظروف منذ المجاعة في التسعينيات، ويبدو أن مشاريع مثل المنتجعات السياحية والمناطق الاقتصادية متوقفة.
من جهته، قال ليف إريك إيسلي، الأستاذ في جامعة إيها في سيول، إن “الظروف الاقتصادية والاجتماعية للبلاد أسوأ مما يتوقعه الآخرون. إنّ كيم يخبر شعبه عن النواقص المحلية ويعد بإدخال تحسينات ولكن من غير المرجح أن يعدل السياسات لتلقي المساعدة”.
وتتضمن الخطة الخمسية الجديدة قائمة طويلة من الخطوات لتوسيع كل فئة من الصناعات تقريباً، من إنتاج المعادن والكيماويات إلى تعدين الفحم، السياحة، السكك الحديدية الحديثة، وتعزيز النقل العام.
وتخطط كوريا الشمالية للاستثمار في محطات المد والجزر والطاقة النووية بالإضافة إلى “المباني الخالية من الكربون والمباني الخالية من الطاقة بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية للتنمية المعمارية”. كذلك، سيتم بناء ما لا يقل عن 50000 شقة في العاصمة بيونغ يانغ، و 25000 مسكن آخر في منطقة كومدوك، التي تضم عمليات التعدين الرئيسية.
كذلك، طالب كيم جونغ أون بقدرة إنتاج 8 ملايين طن من الأسمنت لدعم مشاريع البناء الكبيرة.
وتراجع اقتصاد كوريا الشمالية بشكل كبير بعد العقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ بسبب برنامجيها النووي والصاروخي الذين شهدا تطوراً سريعاً خلال إدارة كيم.
كذلك، زادت من الوضع سوءاً جائحة كوفيد-19 التي دفعت البلاد إلى إغلاق حدودها منذ عام لحماية نفسها من فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر في الصين، البلد الجار والحليف الأبرز.
كوريا الشمالية.. كورونا وقرارات كيم جونغ أون المتهورة يقودان إلى المجاعة التي لم تنتهِ أصلاً!
المجاعة في كوريا الشمالية.. هل تعرف عنها شيئاً؟ قد تستغرب هذا المصطلح لأنّ ما يأتي من هناك شحيح إلى حد كبير، نتيجة التضييق الإعلامي في ظل سطوة الحزب الحاكم وبطشه.