الدعم الإيراني لداعش يعد واحداً من أبرز العناوين التي تتصدر وسائل الإعلام المختلفة منذ نشوء التنظيم المتطرف، لا سيما وأن المتتبع لمسيرة إيران في دعم التنظيم الإرهابي يلحظ أن طهران وجهت انتقادات لاذعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عندما بدأ التحالف الدولي بشن هجمات ضد مواقع التنظيم الإرهابي في كل من العراق، وسوريا.
الدعم الإيراني لتنظيم داعش دفع طهران – بحسب محللين – إلى اتخاذ وسائل مختلفة لنفي التهمة عن نفسها، كان آخرها بث فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقوم فيه إيرانيون بمهاجمة أشخاص ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، ظناً من نظام خامنئي بأن حقيقة التنظيم غير مكشوفة حتى الآن، كما لجأ نظام طهران إلى مراكز بحثية لإعداد أوراق عمل تشير إلى العلاقة المتضاربة بين طهران وتنظيم داعش الإرهابي، ونفي أي ارتباط بينهما.
دعم خفي وعمليات نقل مسلحين
كشفت معلومات استخباراتية عن أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قام مرات عديدة بنقل مقاتلين من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق مع تزويدهم بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمفرقعات، ضمن الدعم الإيراني لداعش ورغبة من نظام طهران في إعادة الحياة إلى التنظيم المتطرف، مرة أخرى بعد خفوت ضوءه.
وشهدت محافظات عراقية، ومناطق سورية، وكذلك مناطق أفريقية يتمدد فيها تنظيم داعش الإرهابي، تزايداً واسعاً في انتشار الأسلحة التي يستخدمها تنظيم داعش الإرهابي هناك، بحسب شهود عيان. كما تتعدد الهجمات الإرهابية بين العصابات المسلحة، وعمليات نصب كمائن وخطف مقاتلين، وكل ذلك يأتي في إطار الدعم الإيراني لداعش.
اتهامات
الاتهامات الواسعة لتنظيم داعش الإرهابي، دفعت عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى اتهام إيران بالتنسيق مع التنظيم المتطرف، كان آخر هذه الاتهامات، تأكيدات جويل رايبورن، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا أن الولايات المتحدة رصدت تعاوناً ما بين إيران وتنظيم داعش الإرهابي بقصد تمكين التنظيم من مهاجمة بعض المناطق التي لا يسيطر عليها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
في الأثناء، تشدد العراق حالياً من تطبيق إجراءات أمنية صارمة وتنظيم حملات أمنية عسكرية لمواجهة فلول تنظيم داعش الإرهابي في العديد من المحافظات ومنها ديالى العراقية شرق شمال بغداد، ومعابر مندلي والمنذرية العراقيين، فضلاً عن الحملات الأمنية الواسعة لمطاردة فلول التنظيم في إطار مواجهة الدعم الإيراني لداعش.
ويقارن محللون وخبراء بين العقوبات التي تنفذها إيران من جهة، وتلك التي ينفذها تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث تتشابه ذات الإجراءات، والتي يمكن من خلالها الحكم بالإعدام على أطفال قد لا تتجاوز أعمارهم عشرة سنوات، كما ارتكب التنظيم المتطرف عمليات إعدام وإحراق وقتل للعديد من الأشخاص الذين لا تتفق آرائهم أو تصرفاتهم مع آراء التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.
الدعم الإيراني لتنامي داعش في أفريقيا
وتشهد دول أفريقية تناميا كبيرا لتنظيم داعش الإرهابي، والتنظيمات المتطرفة هناك؛ حيث تشير المعلومات إلى أنّ من الجماعات التي بدأت تنشط هناك جماعة أنصار السنة، والجماعة التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي، والتي تتوافق مع أفكار حركة الشباب الصومالية التي تعد واحدة من أخطر التنظيمات المتطرفة في أفريقيا.
وفي إطار الدعم الإيراني لداعش، أعلنت السلطات الرسمية في موزمبيق العام الماضي عن إلقاء القبض على 12 إيرانياً في منطقة خليج بيمبا، بعد العثور على العديد من الأسلحة أثناء توجههم إلى خليج بيمبا، ووجهت لهم تهم حول دعم الجماعات الإرهابية في مناطق كابو ديلجادو، شمال موزمبيق.
يشار إلى أنّ موزمبيق تضم واحداً من أهم 10 مشروعات لإنتاج الغاز على مستوى العالم، بكلفة مالية استثمارية تصل إلى نحو 22 ونصف مليار دولار ومشروع آخر لإسالة الغاز الطبيعي، بتكلفة تصل إلى نحو 15 مليار دولار، بمشاركة عدد من الشركات الفرنسية واليابانية والهندية.
خلاف عقائدي ودعم خفي
الخلاف العقائدي لم يقف حائلاً أمام الدعم الإيراني لداعش؛ حيث يقوم التنظيم المتطرف بعملية دعم من أجل نشر الفوضى، وتوسيع مناطق تجارة السلاح والمخدرات، بحسب خبراء، وبدأت سيطرة التنظيم المتطرف تظهر في المناطق الأفريقية، حيث سيطر المسلحون المنتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي غير مرة على جزر تابعة لدول أفريقية.
ومن الجزر التي سيطر عليها التنظيم جزر بارادايس أو جزر الفردوس منذ نحو أربعة شهور من الآن، وأحرق المنتمون إلى التنظيم، كل معالمها السياحية، والفندقية، وفللها الفاخرة تحت ذرائع مُتعددة أهمها، وأبرزها فرض الشريعة الإسلامية، وهو ما كشفت عنه صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
الحوارات: إيران استخدمت التنظيمات المسلحة بغض النظر عن خلفيتها الأيديولوجية
وقال المحلل السياسي د. منذر الحوارات لـ”أخبار الآن“: إيران منذ العام 1979 لجأت إلى استخدام التنظيمات المسلحة بغض النظر عن الطائفة لفرض أجندتها في المنطقة، من منطلق الحرب بالوكالة لأنها بعد حربها خمع العراق لم ترد أن تجز جيشها في الحروب وربما لاحظنا ذلك منذ العام 1991 وكان لها علاقة مع تنظيم القاعدة”.
وأضاف الحوارات: “إيران تريد أن تقدم رسالة إلى بايدن بأنها ركن في محاربة الإرهاب وأنها ليست شاذة عن محاربة الإرهاب .. الرواية الأمريكية تقول بأنها تريد أن تشذب سلوك إيران وليس دولة خارجة عن القانون”.
ووفق الحوارات، تصريحات الناطق الإعلامي باسم داعش بأن التنظيم كان يجامل إيران بعدم توجيه ضربات لإيران .. هناك علاقات كثيرة ثبتت بين القاعدة وداعش وإيران ومنها نقل المقاتلين”.