أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الأخير يريدُ اتخاذ المزيد من الخطوات للاعتراف بأخطاء الحقبة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، إلا أنه لا يفكر في تقديم اعتذار رسمي.
وقدم تقرير بتكليف من ماكرون، مقترحات لتحسين العلاقات المعقدة بين البلدين، من فتح أرشيف الحرب إلى إقامة مراسم لإحياء الذكرى، وفق ما ذكرت وكالة “أسيوشيتد برس“.
وأشار مكتب الرئيس الفرنسي أنه “لن يكون هناك اعتذار”، لكن ماكرون يعتزم بدلاً من ذلك اتخاذ “إجراءات رمزية” تهدف إلى التأكيد على الاعتراف بالواقع الاستعماري القاسي والمساعدة في المصالحة بين البلدين.
وسيشارك ماكرون في 3 احتفالات تذكارية في إطار الذكرى الـ60 لنهاية حرب الجزائر في 1962، هي اليوم الوطني للحركيين يوم 25 سبتمبر/أيلول، وذكرى قمع مظاهرة الجزائريين في باريس يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 1961، وتوقيع اتفاقيات إيفيان يوم 19 مارس/آذار 1962 التي استقلت بموجبها الجزائر.
ماكرون يرغب في تكريم جيزيل حليمي الناشطة النسوية الفرنسية التي دعمت استقلال الجزائر
ووفقاً لمكتب ماكرون، فإنّ فرنسا ستعمل على “مواصلة وتوسيع” فتح أرشيفها الخاص بالحرب حيث يجري العمل على السماح بالإفراج عن وثائق تصنف بأنها سرية.
وضمن إجراءات أخرى، يرغب الرئيس الفرنسي في تكريم جيزيل حليمي، الناشطة النسوية الفرنسية التي دعمت استقلال الجزائر ونددت باستخدام الجيش الفرنسي للتعذيب خلال الحرب. كذلك، سيطلق الرئيس الفرنسي عملية تهدف إلى دفن حليمي في نصب البانثيون في باريس، وهو مرقد لبعض أبرز المواطنين الفرنسيين.
ووعد ماكرون، أول رئيس فرنسي يولد بعد استقلال الجزائر، بفتح فصل جديد في علاقة فرنسا بالجزائر خلال فترة رئاسته، بما في ذلك مواجهة التاريخ المؤلم لهذا البلد.
وفي العام 2018، أقر ماكرون رسمياً بمسؤولية الدولة الفرنسية عن وفاة معارض في الجزائر عام 1957، معترفاً لأول مرة باستخدام الجيش للتعذيب الممنهج خلال الحرب.
ومع هذا، كلف ماكرون المؤرخ بنيامين ستورا العام الماضي بتقييم علاقة فرنسا بذكرى استعمار الجزائر وحرب الاستقلال. وكمرشح رئاسي في العام 2017 ، وصف ماكرون استعمار فرنسا للدولة الواقعة في شمال إفريقيا بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.
ولقي هذا الأمر ترحيباً في الجزائر، إلا أنه أثار ردود فعل غاضبة في فرنسا من اليمين واليمين المتطرف، الذي ربما لا يرغب الرئيس الفرنسي الحالي في إثارته ضده قبيل انتخابات 2022 الرئاسية.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال العام الماضي، إن بلاده تنتظر اعتذاراً رسمياً عن الاحتلال الاستعماري الفرنسي.
وفي تقريره، أشار المؤرخ ستورا إلى أن “المبالغات في ثقافة الاعتذار” لا تساعد بالضرورة في مواجهة الماضي. وقال: “لا أعرف ما إذا كان خطاب الاعتذار الرسمي كافياً ليضمد جراح الذكريات المؤلمة. في رأيي، الأهم هو تحسين المعرفة بما كان عليه النظام الاستعماري، بواقعه اليومي وأهدافه الأيديولوجية وكيف قاوم البعض في الجزائر وفرنسا نظام الهيمنة هذا”.
مسلمو الإيغور يطالبون أستراليا باتهام الصين بارتكاب إبادة جماعية بحقهم
بعد أن أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية بيانا اتهمت فيه الصين بارتكاب إبادة جماعية ضد أقلية الإيغور المسلمة، تعالت الصيحات المطالبة بأن تنضم دول عديدة وعلى رأسها أستراليا إلى التوجه الأمريكي، لا سيما وأن الصين باتت ترتكب مجازر ضد الإيغور في شينجيانغ، وفق تقارير صحافية.