في الوقت الذي تعيش فيه كوريا الشمالية “في ظلام دامس”، ليس بسبب النظام القمعي هناك فحسب، بل بسبب الانقطاع المتكرر في الكهرباء، يشعر الكثيرون بغضب عارم نتيجة إبقاء السلطات الرسمية هناك على تماثيل الأسرة الحاكمة مضاءة طوال الليل.
ونقلت “إذاعة آسيا الحرة” عن مصادر تعيش هناك على مقربة من الحدود الصينية – الكورية الشمالية، أن انقطاع التيار الكهربائي هناك، يعد أمراً شائعاً لا سيما في المناطق الريفية، فضلاً عن المناطق الأخرى التابعة للعاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ.
وبحسب الإذاعة، فإن ذلك يعبر عن فشل الدولة الكورية الشمالية في توفير الكهرباء للأسر هناك، لكن السلطات الرسمية تجهد في الإبقاء على تماثيل الزعيم الكوري الشمالي مضاءة طوال الوقت، إلى جانب تماثيل الزعماء السابقين للبلاد.
مُتهكما، يقول أحد سكان شمال هامغيونغ في شمال شرق البلاد، وطلب عدم نشر اسمه: “أكدت السلطات الرسمية ضرورة الاعتماد على الذات في مؤتمر الحزب الثامن، لكنها لم تتمكن حتى من توفير الكهرباء للسكان، لذلك لا يزال الكثيرون يعيشون في ظلام”.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد قال خلال الاجتماع النادر لقيادة حزب العمال الكوري الذي عقد ما بين 5 إلى 12 يناير، “من خلال الاعتماد على الذات فقط، يمكن لكوريا الشمالية التغلب على مشاكلها الاقتصادية الناجمة عن العقوبات النووية الدولية وحظر الاستيراد المتعلق بفيروس كورونا”.
يستطرد مصدر كوري شمالي: “كان السكان يتوقعون أن يتغير شيء ما في حياتهم بعد مؤتمر الحزب، لكنهم الآن محبطون وغاضبون”.
وتظهر صور الأقمار الصناعية الموزعة على نطاق واسع لشبه الجزيرة الكورية في الليل اختلافات صارخة بين الجنوب المضاء بشكل ساطع , والشمال المظلم بالكامل تقريباً.
وتابع: إنه “في تشونغجين، كبرى مدن شمال هامغيونغ، تمكنت السلطات من إبقاء الطرق الرئيسية مضاءة على الأقل .. ولكن حتى الضوء هناك خافت بسبب نقص الطاقة”.
أضاف : “عندما يحل الظلام، تصبح المدينة مظلمة تماما”، مشيراً إلى أنه “حتى العام الماضي فقط أضاءت لافتات الشركات الطرق لكن تم إيقافها جميعها هذا العام”.
أضاف المصدر: “الظلام يلف المدينة بأكملها، لكن في أحد ساحات المدينة ، ظهرت تماثيل كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل في الأضواء الساطعة”.
“إذا خرجت ليلا، فالليل حالك السواد، والسكان ليس لديهم كهرباء على الإطلاق لكن هذا لا يمنعهم من إضاءة التماثيل في ميدان بوهانج”، يعلق المصدر.
وتابع: “الليل طويل ولا توجد أضواء حتى في وقت مبكر من المساء هذه الأيام … كما أن الحجر الصحي الطارئ الأخير يمنع الناس من الخروج إلى الشوارع، ما يجعل المدينة مثل مدن الأشباح”.
أضاف : “في الشتاء الماضي كانوا يمدوننا بالكهرباء لمدة ساعة أو ساعتين كل يوم .. لكن هذا العام لم نتمكن من الحصول على ذلك … السكان غير سعداء مطلقاً”.
مصدر آخر، من سكان مقاطعة بيونغان الشمالية في شمال غرب البلاد، قال لإذاعة آسيا الحرة إنه “منذ مؤتمر الحزب، كان الإمداد بالكهرباء غير آمن أو مستمر”، مشيراً إلى أن “قسم توزيع الطاقة لا يقوم بتزويد الكهرباء للاستخدام السكني على الإطلاق ، لذا فإن سينويجو يلفها الظلام في الليل”.
وقال مصدر آخر طلب عدم نشر اسمه: “حتى في الشقق الفاخرة الجديدة، حيث جمعوا 700 دولار أمريكي من كل أسرة لضمان توفير الكهرباء 365 يومًا في السنة، لا تتوفر الكهرباء إلا في أوقات معينة”. وتابع المصدر: “فقط تماثيل كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل تضاء بشكل ساطع 24 ساعة في اليوم”.
ووفقاً لسكان شمال بيونغان، فقد كانت حكومة بلدية سينويجو تخبر السكان أنه بعد مؤتمر الحزب، فإنه سيتحسن وضع الكهرباء ووصول المياه إلى منازلهم، لكن ما زلنا بلا مياه أو كهرباء، لذلك يوجه السكان انتقادات إلى مسؤولي الحزب”.
وبعيدًا عن البرد والإزعاج، فإن انقطاع التيار الكهربائي يعيق الإمدادات الغذائية في بلد يعاني فيه معظم السكان من انعدام الأمن الغذائي أصلاً، ما يمنع معه تشغيل المصانع الغذائية أيضاً”.
وتشير الأرقام إلى أن 26% سكان كوريا الشمالية يحصلون على الكهرباء، ما يعني أن حوالي 19 مليونًا من سكان البلاد البالغ عددهم 25.6 مليونًا لا يحصلون على الكهرباء.