نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تقريراً جديداً يتعلق بفيلم “Assasins”، والذي يتحدث عن اغتيال كيم جونغ نام، شقيق زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
وكان جونغ نام قتل في ماليزيا في العام 2017، بعد تعرضه لغاز الأعصاب المحظور “VX” أثناء انتظاره في مطار كوالالمبور.
وحينها، جرى اعتقال سيدتين إحداهما فيتنامية والأخرى إندونيسية، ووجهت إليهما اتهامات بالقتل، وأصرتا على أنهما خدعتا من قبل عملاء كوريين شماليين لتنفيذ العملية واعتقدتا أنهما كانتا تشاركان في مزحة بتلفزيون الواقع. ولاحقاً، أسقط الادعاء الماليزي التهم الموجهة إليهما بالقتل وجرى إطلاق سراحهما.
وفي ما خصّ الفيلم الجديد، فإنه عندما سمع مخرجه ريان وايت قبل 4 سنوات عن اغتيال جونغ نام، كان يعلم أنّ القصة كانت استثنائية لكنه لم يكن ينوي تحويلها إلى فيلم. وبعد أشهر، فكر وايت مرة أخرى، وقد كانت هذه القضية تتشابك مع كثير من الملفات المخابراتية والسياسية.
وكيم جونغ نام هو الأخ غير الشقيق المنفصل لكيم جونغ أون، وفي العام 2003 جرى نفيه من كوريا الشمالية لانتقاده نظام عائلته.
وولد جونغ نام في 10 مايو/أيار 1971 في بيونغ يانغ في كوريا الشمالية لأبوين هما كيم جونغ إيل وسونغ هاري ريم.
وقضى جونغ نام معظم طفولته في المدارسة الدولية في سويسرا وروسيا. وخلال حياته، كانت علاقة جونغ نام مع شقيقه، زعيم كوريا الشمالية، صعبة للغاية، كما أن علاقة الأول مع عائلته لم تكن على ما يُرام، وهو أبعد نفسه عنها وأمضى معظم حياته في ماكاو والبر الرئيسي الصيني وسنغافورة. وفي العام 2017، اغتيل جونغ نام في مطار ماليزيا بعد تعرضه لغاز الأعصاب القاتل “VX”. وفي ذلك الحين، جرى اتهام دوان ثي هوونغ و سيتي أيسياه بعملية القتل.
ورأى وايت، مخرج الفيلم الجديد، أنّ قصة جونغ نام كانت غريبة، موضحاً أنّ لم يبدأ في إدراك القصة كمشروع فيلم إلا بعد مقاربة الصحفي دوغ بوك كلارك.
ويضيف وايت: “قال كلارك إنه كان يكتب مقالاً استقصائياً عميقاً لمجلة جي كيو، وأخبرني أن هناك الكثير مما يمكن قوله. لقد أوضح دوغ أنّ السيدتين في ماليزيا ستحاكمان بعقوبة الإعدام الإلزامية في حال ثبتت إدانتهما. لقد تمسكتا بشهادتهما حول اعتقادهما بأنهما كانتا تشاركان في برنامج تلفزيون الواقع عندما قامتا بإلقاء غاز الأعصاب القاتل على جونغ نام”.
وأشار وايت إلى أنه بعد تفكير انتقلَ إلى ماليزيا من أجل الفيلم، موضحاً أنه تساءل عمّا إذا كانت السيدتان المتهمتان بالحادثة يمكن أن تكونا في خانة البراءة.
وفي الواقع، فإنّ لقطات الدوائر التلفزيونيّة المغلقة أصبحت عنصراً أساسياً في الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن الجريمة، وغالباً ما يتم اعتبار تلك اللقطات أمراً مفروغاً منه.
ومع هذا، يقول وايت أنه من دون الوصول إلى مقطع فيديو لما حدث في مطار كوالالمبور الدولي في 13 فبراير/شباط 2017، أي تاريخ اغتيال جونغ نام، فإنّ فيلمه ربما كان من المستحيل صنعه.
ولأكثر من عام، رفضت الشرطة وغيرها من الهيئات في ماليزيا الإفراج عن مواد فيديوهات، إلا أن ذلك حصل لاحقاً بالفعل.
وتعتبر هذه التسجيلات المصوّرة جزءاً غير عادي من الفيلم، في حين أنه كانت هناك تساؤلات عمّا إذا كان تم التلاعب بالمقاطع المصوّرة أو تحريرها.
وأوضح وايت أنه كانت هناك آلاف الساعات من اللقطات، كما أشار إلى أنّه تم شراء أجهزة كمبيوتر خاصّة للنسخ لمعالجة جميع أقراص الـ”DVD”، وقد استغرق هذا الأمر نحو 3 أشهر.
وكانت السيدتان المتهمتان بالجريمة من دول مختلفة ولديهما تجارب حياتية مختلفة للغاية أيضاً. وفي سبيل عمله، سافر وايت للقاء العائلتين اللتين وافقتا على التعاون في الفيلم، ويقول: “أعتقد بالنسبة لهم أنني كنت مجرد رجل صحفي واحد يبحث عن مقابلة سريعة بدلاً من أن يكون شخصاً يصنع فيلماً وثائقياً كبيراً”.
وفي معظم الأوقات التي كان يتم فيها تصوير الفيلم، كانت السيدتان تمكثان في السجن. وفي آذار/مارس 2019، جرى اطلاق سراح سيتي أيسياه، وبعد شهرين جرى إطلاق سراح دوان ثي هوونغ.
وطوال العامين ونصف العام الذي قضاها في فيلمه، لم يكن وايت على اتصال مباشر بحكومة كوريا الشمالية، مشيراً إلى أنه كان يتواصل مع السيدة دوان ثي هوونغ عبر “فيسبوك”، إلا أنه أدرك لاحقاً أن شخصاً ما كان يقلد ملفها الشخصي بطريقة معقدة للغاية من أجل التواصل معه.
ويقول: “هل يمكنني أن أشير بإصبع الاتهام إلى النظام الكوري الشمالي وأقول إنهم كانوا يتلاعبون برسائل دوان في ذلك الوقت؟ لا يمكنني أن أعرف على وجه اليقين ولكن كانت هناك حالات أخرى حدثت فيها أشياء من هذا القبيل”.
ويضيف: “من الصعب قول أي شيء نهائي بشأن كوريا الشمالية. لكنهم اختاروا ارتكاب جريمة قتل في مكان عام للغاية، لذلك ربما يعتقدون أنه كلما زادت الدعاية كان ذلك أفضل. كانت هناك كاميرات أمنية لا حصر لها تسجل كل لحظة في ذلك المطار. كان من الممكن أن يُقتل كيم جونغ نام بطرق أخرى في مكان آخر. إذن ما هو الأساس المنطقي لتنفيذ عملية اغتيال بهذه الطريقة غير العادية؟”.
ويردف: “كيم جونغ أون وأولئك الذين يعملون لصالحه أرادوا جريمة قتل علنية جداً ليُظهروا للعالم كله ما يحدث عندما يُغضب الناس المرشد الأعلى للبلاد أو يعترضون طريقه، حتى لو كانوا من أفراد الأسرة”.
كوريا الشمالية تستفز جارتها الجنوبية بأسطول طائرات من دون طيار
كشفت تقارير إعلامية إلى توجه كوريا الشمالية إلى تصنيع أسطول من الطائرات من دون طيار، تنفيذا لرغبة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون التي أعلنها خلال مؤتمر الحزب الثامن الأخير.