التعاون الصاروخي بين إيران وكوريا الشمالية ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى أعوام مضت، حيث كانت أول صفقة صواريخ “سكود بي” بين الحرس الثوري الإيراني وكوريا الشمالية.
واستعرض فابيان مينز، محلل الشؤون العسكرية، تاريخ إيران مع صواريخ سكود، مشيرا إلى أنه أثناء فترة الحرب الإيرانية – العراقية، حصلت إيران على الدفعة الأولى من صواريخ سكود قادمة من ليبيا أثناء حكم القذافي، وسرعان ما استخدمتها لضرب بغداد انتقاماً من الهجمات الجوية العراقية، بعد ذلك حصلت مشاكل مع الليبيين، هنا بدأت إيران بالبحث عن مورد جديد.
With Iran-DPRK missile cooperation in the news, it might be a good idea to recount a pretty fascinating story. The IRGC's first Scud B shopping trip to North Korea. Thread. pic.twitter.com/oDgYuz518b
— Fabian Hinz (@fab_hinz) February 9, 2021
كوريا الشمالية.. نوع جديد من الصواريخ
في هذه الأثناء كان الإيرانيون يستوردون بالفعل أسلحة من كوريا الشمالية، وخلال إحدى زياراتهم للمصانع في كوريا، لاحظوا أنها تنتج صواريخ سكود، لذا في حوالي أغسطس / سبتمبر 1986، ذهب قائد الحرس الثوري الإيراني رفيق دست وقائد القوة الصاروخية إلى بيونغ يانغ.
سافر الوفد الإيراني إلى الصين ومنها إلى كوريا الشمالية، ونزل في فندق قرب مطار بيونغ يانغ حيث تم اصطحابهم في جولة ضمن المدينة، لم يعجب الطعام الوفد الإيراني الذي قرر اصطحاب الأطعمة الخاصة به في الرحلات القادمة.
اللقاء مع كيم إيل سونغ
بعد تأخير دام لفترة طويلة، التقى الوفد الإيراني بـ كيم إيل سونغ في فيلا بالقرب من باكتوسان، لكن الأمر لم يتم إلا بعد أن خضع الوفد الإيراني لتدريبات على بروتوكول التعامل مع الرئيس الكوري الشمالي، لدرجة أن “مقدم” قائد القوة الصروخية في الحرس الثوري الإيراني وجد المكان غريباً، فالطاولة كانت كبيرة جداً بحيث يمكن لأي شخص لعب كرة القدم عليها.
في محاولة منه لكسر الجليد، قدم “رفيق ست” لـ كيم سجادة مرسوم عليها طاووس، مخترعاً النسخة الفارسية من “مانسي”، وكانت هذه محاولة لإرضاء كيم لأن الكوريين الشماليين وفي مقدمتهم كيم كانوا مترددين في البداية وخاصة فيما يتعلق بصواريخ سكود.
كان واضحاً أن بيونغ يانغ لم تنتج بعد ما يكفيها من صواريخ سكود، ومع ذلك رضخ كيم أخيراً بعد ما سمع عما وصفه له مستشاروه بـ الإنجازات التي حققتها إيران في الحرب ضد “الإمبريالية الأمريكية”، وأخبرهم أنه قد أصاب ساق الأمريكيين لكن الإيرانيين أصابوا قلوبهم.
كوريا الشمالية.. شروط صعبة على إيران
لكن الاتفاقات الخاصة بالدفع كانت مزعجة، إذ أراد الإيرانيون صفقة مقايضة بين النفط والصواريخ، لكن الكوريين الشماليين بسبب استهلاكهم القليل للنفط وجدوا أنهم ليسوا بحاجة إليه فطلبوا العملة الصعبة بدلاً من النفط.
أخيراً.. تم التوصل إلى اتفاق واشترت إيران الدفعة الأولى وكانت عبارة عن ثمانية صواريخ “سكود بي” وأربعة صواريخ “تيل”، ومع ذلك وضع الإيرانيون شرطاً آخر وهو فحص الصواريخ قبل تسليمها.
عند وصول الوفد الإيراني إلى بيونغ يانغ، تم استعراض صاروخي “سكود” و”تيل” أمامهم، والذي أثار إعجابهم، وفكروا بإنتاج الصاروخ “تيل” محلياً وبالفعل تم إنتاج هذا النوع من الصواريخ وبمساعدة من كوريا الشمالية نفسها.
كوريا الشمالية.. صواريخ فاسدة!!
في حفل موسيقي عام 2017، بثت كوريا الشمالية لقطات تاريخية لبرنامجها الصاروخي، بما في ذلك “تيل” الذي تم بناؤه محلياً.
مع اقتراب المشروع من نهايته، سرعان ما تحول حماس الإيرانيين إلى خيبة أمل.. وفقاً للإيرانيين، كان من الواضح جداً أن الصاروخ “تيل” المصنوع في كوريا الشمالية أقل جودة بكثير مما كانوا يتوقعون.
كانت الجودة سيئة للغاية لدرجة أن الإيرانيين قالوا مازحين إنهم يستطيعون ببساطة طلاء أحد صواريخ سكود الكورية الخضراء باللون الأبيض وإعطائه لليبيين للتحقق ما إذا كان سيتم إطلاقه بالفعل أم أنه سينفجر فقط.
لكن في النهاية، لم يكن هناك بديل لذلك قرروا المضي قدماً في الشراء.