الرحلة إلى الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي لا بد وأن تمر من إيران , فالحرب الصورية بين داعش وإيران لا تنفي حقيقة التعاون بينهما، وفق تقارير استخباراتية وإعلامية غربية.
وتشير تلك التقارير إلى أن “الاختلاف بين نظام الخميني، وداعش في الطبيعة، والنهضة، والبنية، والأيديولوجيا، يقابله تشابه في مشاريع الحرب ضد العرب، والشرق الأوسط. فعلى مدار عقدين من الزمان نجحت ثورة الخميني، في خلق حالة من الانهيار التدريجي، من خلال تغذية التنظيمات المتطرفة ووكلائها سواء التي تتفق معها في ذات الأيديولوجيا، أو تختلف معها في الأهداف، والمفهوم”.
وأشار خبراء ومحللون إلى محاولات إيران خلق خلايا تجسس ، ودعم المليشيات، والمنظمات الإرهابية. كما استفادت إيران من صعود قضية الهويات الطائفية والدينية والعرقية، وساهمت في ترسيخ هذا الصعود, وهو الأمر الذي يواجه بانتقادات قد تضع إيران أمام مقصلة القانون الدولي.
مسيرة إيران
ويعد الدعم الإيراني لتنظيم داعش الإرهابي من أبرز الموضوعات التي تتناولها وسائل الإعلام المختلفة منذ نشوء التنظيم الإرهابي، خصوصا وأن المتتبع لمسيرة إيران في دعم التنظيم الإرهابي، يلاحظ أن طهران كانت وجهت العديد من الانتقادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما بدأ التحالف الدولي بشن هجمات ضد مواقع التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق.
وبحسب محللين، فإن الدعم الإيراني لتنظيم داعش الإرهابي دفع إلى اتخاذ وسائل مختلفة لنفي التهمة الإرهابية، كان آخرها بث فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يقوم إيرانيون بمهاجمة أشخاص ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، اعتقاداً من نظام خامنئي بأن التنظيم غير مكشوف إلى الآن، فضلا عن لجوء نظام طهران إلى مراكز بحثية من أجل إعداد أوراق عمل تشير إلى العلاقة بين داعش وإيران، ونفي أي ارتباط بينهما.
نقل مقاتلين
وكانت معلومات استخباراتية قد كشفت أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني نقل مقاتلين من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق، مع إمدادهم وتزويدهم بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ضمن الدعم الإيراني لداعش ورغبة من نظام خامنئي في إعادة الحياة للتنظيم الإرهابي.
وكانت محافظات سورية وعراقية قد شهدت تمدداً لتنظيم داعش الإرهابي، وانتشاراً للأسلحة التي يستخدمها التنظيم الإرهابي هناك، فضلا عن تزايد في الهجمات الإرهابية بين التنظيمات المتطرفة ونصب الكمائن، وخطف المقاتلين.
راضي: العلاقة بين إيران وداعش راسخة
وقال الخبير في الشأن الإيراني حسن راضي الأحوازي لـ “أخبار الآن” إن “العلاقة ما بين إيران وتنظيم داعش الإرهابي ومختلف التنظيمات الإرهابية والمتطرفة ليست علاقة جديدة، بل هي علاقة قديمة وراسخة فيما بينهما”، موضحاً أن إيران سعت جاهدة إلى إمداد التنظيم المتطرف بكل الوسائل التي تحقق أهدافها.
وأشار راضي، الذي يرأس مركزاً استراتيجياً متخصصا بالشؤون الإيرانية في لندن إلى الإرهاب الإيراني ودعم التنظيمات المتطرفة حتى في حالة وجود اختلاف في الأفكار والأيديولوجيا من أجل خدمة المشروع التوسعي الإيراني.
ودعا الأحوازي إلى دعم قضية العرب فيما أسماه الاحتلال الإيراني للجزر العربية المقابلة للخليج العربي، ومواجهة التمدد الإيراني ونظام الخميني بكل الوسائل والأهداف والطرق، وبما يؤدي في النهاية الى مواجهة التنظيمات المتطرفة التي تدعمها إيران.