حقائق مروعة.. النساء في معتقلات شينجيانغ يتعرضن للاغتصاب
كشفت العديد من النساء عن فظائع كثيرة تحصل داخل معسكرات الاعتقال الصينية في شينجيانغ، حيث تحتجز الصين أكثر من 1.8 مليون مسلم من أقلية الإيغور.
وفعلياً، فإن هذه الشهادات تكشفُ عن انتهاكات لا يمكن تصوّرها أبداً، وهي ترقى إلى حدّ الإبادة الجماعية ضدّ الأقليات العرقية. ومع هذا، فإن ما يحصل داخل المعسكرات يكشف عن حقد الصين الكبير ضدّ الأديان والأقليات، وهي تلجأ إلى كل الوسائل لإنهاء وجودهم، غير آبهة بأي قوانين ومواثيق دولية تحفظ حقوق الإنسان.
داخل معتقلات شينجيانغ.. ضرب وتعذيب وصعق
ونقلت شبكة “CNN” شهادة سيدة تدعى قلبينور صديق والتي عايشت الكثير من الانتهاكات في معسكر الاعتقال بمنطقة شينجيانغ، خصوصاً تلك التي كانت تطال النساء على وجه التحديد.
وأشارت صديق إلى أنها أجبرت على قضاء عدة أشهر في التدريس بمركزين للاعتقال في شينجيانغ عام 2017، كما تحدثت عن حالات اغتصاب حصلت داخل تلك المراكز.
وفي شهادتها، تقول صديق أن رجال الشرطة كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض كيف قاموا باغتصاب وتعذيب الفتيات داخل مراكز الاعتقال.
ومع هذا، تشير السيدة أنّ المحتجزات كانوا يبكين بشكل مستمر، حتى أنه في الكثير من الأحيان تكون أقدامهنّ وأيديهنّ مقيدة بالسلاسل الحديدية.
وفي الواقع، فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ أنه بحسب صديق، فإن المحتجزين الشباب الذين وصلوا إلى معسكرات الاعتقال كانوا يتمتعون باللياقة البدنية والنشاط، لكنهم سرعان ما أصيبوا بالمرض والضعف، كاشفة أيضاً أنهم كانوا يتعرضون للتعذيب وصراخهم كان يُسمع في أرجاء المكان خصوصاً عندما كانت تقوم بالتدريس، وتقول: “خلال الفترة التي كنت أدرس فيها هناك ، شاهدت مأساة مروعة”.
كذلك، قالت صديق في تصريح آخر لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC” أنّ معتقل النساء كان يخضع لسيطرة مشددة، ولكنها سمعت قصصاً تتحدث عن وقوع حوادث اغتصاب.
وفي شهادة منفصلة أدلت بها لمشروع حقوق الإنسان الإيغوري، قالت صديق إنها سمعت عن قيام سلطات المعسكرات باستخدام عصي مكهربة لتعذيب النساء.
وكان معتقلون كثر قد أبلغوا “CNN” أنهم تعرضوا للتلقين السياسي وسوء المعاملة، وتكشف المعطيات الوثائق الكثيرة أنه جرى ارسال الناس إلى معسكرات الاعتقال بسبب اللحية أو الحجاب.
بدورها، تقول سيدة تدعى تورسوناي زياودون إنها لم ترتكب أي جريمة عندما تم احتجازها لأول مرة في أبريل/نيسان 2017، وذلك بعد عودتها إلى منزلها في مقاطعة شينجيانغ للحصول على وثائق رسمية. وبعد شهر من الاحتجاز، تم الافراج عن زياودون، إلا أنه تم استدعاؤها من جديد إلى المخيم في مارس/آذار 2018، وقد مكثت في المعتقل لمدّة تصل إلى 9 أشهر.
وفي حديثها لشبكة “CNN”، تكشف زياودون أنّها نُقلت إلى زنزانة مع حوالى 20 امرأة أخرى، حيث تم إعطاؤهن القليل من الطعام والماء ولم يُسمح لهن باستخدام المرحاض إلا مرة واحدة يومياً لمدة 3 إلى 5 دقائق، وتضيف: “النساء اللواتي يستغرقن وقتاً أطول في المرحاض، يتعرضن للصعق عبر عصي مكهربة”.
ولفتت زياودون إلى أنه خلال إحدى جلسات التحقيق، تم ضربها من قبل ضباط الشرطة، كما أنه تم تعريضها لتلك العصاة المكهربة أيضاً.
وفي شهادتها، كشفت زياودون أنّه ذات مرة عندما تم أخذها من زنزانتها، سمعت فتاة في غرفة مجاورة تبكي وتصرخ، وتضيف: “رأيت حوالى 5 أو 6 رجال يدخلون تلك الغرفة. ظننت أنهم يعذبونها، ولكن بعد ذلك تبين أنها تعرضت للاغتصاب الجماعي”.
ووفقاً للسيدة، فإن ضباط الشرطة كانوا يمارسون العنف المفرط بالضرب، إذ كانوا يتركون أضراراً الجسم، ويضربون الرؤوس بالحائط.
وحالياً، فإن زياودون انتقلت إلى الولايات المتحدة بعدما نجحت في الفرار من البلاد، وقد كشفت أيضاً لـ”BBC” أنه يجري إخراج النساء من زنازينهن “كل ليلة” ويتم اغتصابهنّ من قبل رجال صينيين ملثمين، مشيرة إلى أنها عذبت ومن ثم اغتصبت بشكل جماعي في 3 مناسبات، شارك في كل منها اثنان أو ثلاثة من الرجال.
ومع هذا، لفتت زياودون إلى إن بعضاً من النساء اللواتي أخذن من زنزاناتهن في الليل لم يعدن أبداً، والعائدات منهن كن يهددن بالامتناع عن إخبار الأخريات بما حصل. وقالت: “لا يمكنك إخبار أي أحد بما حصل، كل ما كنت تتمكن من فعله هو الاستلقاء بصمت. الأمر مصمم لتدمير عزائم الجميع”.
كذلك، تحدثت “BBC” مع امرأة كازاخية في إقليم شينجيانغ كانت قد احتجزت لمدة 18 شهراً في المعسكرات.
وقالت غولزينا أولخان إنها أجبرت على تجريد نساء إيغوريات من ملابسهن وتقييد أياديهن قبل أن تتركهن مع رجال صينيين. وعقب ذلك، تقوم بتنظيف الغرف، وتساعد النساء في الذهاب إلى الحمام. وتضيف: “كان الرجال الصينيون يدفعون الأموال من أجل الاستحواذ على أجمل المحتجزات”.
كيف تستخدم الصين عمالة السخرة في القضاء على هوية الإيغور المسلمين
أعلنت كل من بريطانيا وكندا في يناير الماضي عزمهما اتخاذ تدابير ضد عمالة السخرة المتمثلة في الهجمة التي تمارسها حكومة بكين ضد الإيغور، وذلك بالعمل على منع وصول البضائع التي يستخدم فيها الإيغور في العمل القسري الذي تفرضه الصين على هذه الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانغ إلى المستهلكين البريطانيين والكنديين.