هل أن الكمامات تسبّب سرطان الرئة؟
قال الخبراء إن لا أدلّة علميّة تشير إلى وجود صلة بين ارتداء الكمامات لوقت طويل وهذا النوع من السرطانات لكن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون منشورات يدّعون من خلالها أن الكمامات تسبّب سرطان الرئة.
انتشر هذا الادعاء على شكل منشورات باللغة الإنكليزية والعربية على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق واتساب، وضمن مقالات بلغات عدة (مثل الإسبانية، والبرتغاليّة، والبولندية، والإنكليزية)، بحسب خدمة تقصي الأخبار من وكالة “فرانس برس”.
ويؤكد المروّجون لهذا الادعاء أنّ ارتداء الكمامات لفترة طويلة يسبّب سرطان الرئة.
رافقت المعلومات المضللة حول استخدام الكمامات جائحة كوفيد -19 منذ بداياتها على الرغم من أن توصيات منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة ووزارة الصحة الكندية واضحة، وهي تقول إن استخدام الكمامات آمن عموماً وهي تساعد على كبح انتشار كوفيد-19 الذي تسبب لغاية اليوم بإصابة أكثر من مئة مليون شخص حول العالم ووفاة نحو مليونين ونصف آخرين.
وتدّعي المنشورات أنّ دراسةً في مجلّة “Cancer Discovery” خلُصت إلى أنّ استنشاق الجراثيم الضارّة قد يساهم في الإصابة بمراحل متقدّمة من سرطان الرئة عند البالغين وإن ارتداء الكمامة لفترات طويلة قد يساعد على تكاثر هذا النوع من الجراثيم المُمرضة.
فماذا تقول الدراسة العلمية الحديثة؟
لكنّ الدراسة التي نشرتها المجلة العلميّة “Cancer Discovery” لا تأتي على ذكر الكمامات.
وقال المشارك في إعداد هذه الدراسة، الدكتور ليوبولدو سيغال، إنّ “الدراسة الجديدة لا تتناول مسألة ارتداء الكمامات”، مضيفاً أنّ “لا دليل علميّاً يدعم الأفكار المغلوطة عن أن ارتداء الكمامات يزيد نسبة البكتيريا الفمويّة التي قد تصل إلى الرئتين”.
أما نيكول إيزير، البروفيسورة المساعدة في كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة “ماكجيل” الكندية، فأشارت إلى أن “لا وجود لأدلة علميّة، في الوقت الحالي، تخلص إلى أن الكمامات تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة”.
وأيّد ذلك البروفيسور في كلية العلوم الصحية في جامعة ماكماستر الكندية، الدكتور جيرارد كوكس، قائلاً: “لا رابط منطقياً بين ارتداء كمامة طبية والإصابة بسرطان الرئة.
الخبراء يؤيّدون
ونشرت مجموعة من خبراء الصحة في العالم رداً على الادعاءات المضللة المتداولة على مواقع التواصل، وكتبوا مقالاً شرحوا فيه أن “ارتداء الكمامة لا يعرض لخطر أكبر للإصابة بالسرطان”.
وأضاف الخبراء “لا أدلة، في الوقت الحالي، تربط بين استخدام الكمامات والسرطان”، وقالوا إن العلم يبيّن أن المخاطر المرتبطة بارتداء الكمامات متدنية جداً في حين أن استخدامها يحقق منفعة كبيرة. وأعطوا مثال العاملين في الرعاية الصحية الذين غالباً ما يرتدون الكمامات لساعات طويلة في المستشفيات وأنهم يقومون بذلك منذ زمن طويل.