معاناة أبناء الإيغور مستمرة.. الصين تُرهب الناشطين في الخارج
تتواصل معاناة أبناء أقلية الإيغور في منطقة شينجيانغ الصينية، إذ يعيش هؤلاء في ظلّ القمع والاضطهاد الذي تفرضه حكومة بكين ضدّهم.
في الواقع، فإن حملة الصين ضدّ الإيغور تتفاقم في شينجيانغ، وقد ظهرت تقارير خطيرة عن الاعتقالات الجماعية والتعقيم القسري والاغتصاب المنهجي.
ويعتقد الأشخاص الفارون من شينجيانغ أن أقاربهم هناك يواجهون قيوداً كبيرة، كما أن التواصل فيما بينهم تقابله الكثير من الصعوبات.
ووسط ذلك، فإن الكثير من المعلومات تصل إلى أولئك الذين تركوا شينجيانغ، وتفيد بأن أقاربهم وأصدقاءهم وأفراد عائلاتهم قد تمّ احتجازهم في مراكز الاعتقال. وفي حين أن الصين لا تستجيب ولا تُظهر أي تعاطٍ إيجابي بشأن الكشف عن مصير هؤلاء، فإنّ أبناء الإيغور في الخارج يبادرون إلى تنفيذ حملات واسعة، معتقدين أن الضغط الدولي قد ينقذ أحباءهم.
الصين تعتمد نظرية “التأطير الإعلامي”.. تلميع لصورتها وترهيب لناشطي الإيغور في الخارج
وفي الواقع، فإنّ السلطات الصينية أطلقت منذ أوائل العام 2019 مقاطع فيديو لأشخاص من الإيغور وهم يمارسون أعمالهم اليومية، كما أظهرت أيضاً أولئك الذين قيل أنهم أصبحوا في عداد المفقودين. وبشكل أساسي، فإن هذه الفيديوهات تأتي موجّهة إلى الأشخاص الذين ينفذون الحملات في الخارج، وتهدف السلطات الصينية من خلال تلك المقاطع التي يجري نشرها، إلى تكذيب إدعاءات الناشطين الإيغور بشأن أقاربهم.
صورة من أحد الفيديوهات لشخص من الإيغور يطالب شقيقه بعدم تحطيم ما وصفها بـ”الحياة الجميلة”
وفي حقيقة الأمر، فإنّ الفيديوهات التي نشرتها الحكومة الصينية للإيغور هدفها الأول والأساس ترهيب الناشطين في الخارج والضغط عليهم من خلال أقاربهم لوقف حملاتهم. ففي حال نظرنا إلى الصورة، فإنّ الحكومة الصينية تصوّر أبناء الإيغور على أنهم يعيشون بشكل طبيعي ولا قيود مفروضة عليهم، إلا أن الواقع خلف الإطار الذي وضعته سلطات الصين مختلف تماماً. وفي سلسلة من الفيديوهات، يعارض العديد من الإيغور الأنشطة التي يمارسها أقاربهم في الخارج، ويقولون أنهم يعيشون حياة جيدة ويطالبون بعدم اختلاق قصص بشأنهم.
رجل من الإيغور في فيديو أصدرته الحكومة الصينية، يتوجه إلى إحدى السيدات بالقول: لا أعرف لماذا ستختلق مثل هذه القصص عنا
ومن دون أي شك، فإن هذه الفيديوهات التي أنتجتها الصين اعتمدت نظرية “التأطير الإعلامي”، إذ أن ما تريد إظهاره هو الجانب الإيجابي من الصورة، في حين أن الجوانب الأخرى مخفية.
توصيف “التأطير الإعلامي”.. الصين تبرز الصورة التي تريدها في حين أن الحقائق الأخرى مخفية
ولهذا، فإن الصّين تعتمدُ الأكاذيب عبر هذه الفيديوهات وتريد تصوير حياة الإيغور بأنها جيدة وعلى ما يُرام، في وقت تكشف الكثير من التقارير والشهادات عن فظاعة الحياة التي يعيشها أبناء الإيغور في شينجيانغ في الاغتصاب والتعقيم القسري والإضطهاد وتقييد الحريات الدينية.
من أحد مقاطع الفيديو التي أنتجتها الحكومة الصّينية.. عائلة من الإيغور تقول أنها تعيش حياة سعيدة
صورة من فيديو لأحد الأشخاص يقول أنه بصحة جيدة
يقول أحد الأشخاص في أحد الفيديوهات أن التطور السريع للصين صدم العالم بأسره
قتل وسجن وتعذيب.. مشاهد “عادية” في حياة مواطن من الإيغور
المشهد الأول.. طفولة الإيغوري لا تشكل أي فارق في وساوس آلة القمع الصّينية في ليلة صيفية من شهر مايو/آيار عام 1994، كان محمد أمين صاحب الـ14 عاما يلعب مع أصدقائه قرب منزلهم في منطقة الختل التاريخية في تركستان الشرقية، قبل أن يأتيه صوت سيارات الشرطة، التي ربما لم يتخيل للحظة أنها جاءت من أجله.