الأزمة تتفاقم في كوريا الشمالية وسط اغلاق الحدود.. توفير السلع الضرورية أصبح تحدياً
انتشر مقطع فيديو لدبلوماسيين روس يفرّون من كوريا الشمالية بشكل كبير خلال الأيام الماضية، خصوصاً أن الطريقة التي تركوا فيها بيونغ يانغ كانت مُذلة، إذ عاد هؤلاء إلى وطنهم سيراً على الأقدام، واستخدموا عربة يتم جرها يدوياً على سكة حديدية لنقل أغراضهم وأمتعتهم عليها.
وتكمن وراء هذه الرحلة قصة أكثر إثارة للقلق وهي أن كوريا الشمالية قد تمّ التخلي عنها حتى من قبل حلفائها مع نضوب الإمدادات من السلع الضرورية اليومية وغيرها من المنتجات الأخرى، خصوصاً أن تلك الدولة الديكتاتورية ما زالت تواصل اغلاق حدودها.
البعثات الدبلوماسية في كوريا الشمالية قد تقوم بتقليص حجم مكاتبها
وقال السفير الروسي لدى كوريا الشمالية ألكسندر ماتسيغورا، في 8 فبراير/شباط الماضي: “إنه تحدّ لشراء حتى السلع الأساسية مثل المعكرونة والدقيق والزيت النباتي والسكر، ولا توجد ملابس أو أحذية لائقة”.
بدوره، قال مصدر دبلوماسي أنّه على ما يبدو أن “الظروف ستُصبح لا تُطاق في كوريا الشمالية اذا استمرت عمليات اغلاق الحدود. أما البعثات الدبلوماسية المتبقية، فستقوم إما بتقليص حجم مكاتبها أو اغلاقها مؤقتاً”، وفق ما ذكر موقع “chosun” الالكتروني.
ولدى كوريا الشمالية علاقات دبلوماسية رسمية مع 161 دولة، لكن أقل من 30 منها لديها دبلوماسيون في بيونغ يانغ. وفي النصف الأول من العام الماضي، أغلقت المملكة المتحدة وألمانيا ودول أوروبا الغربية الأولى سفاراتها في كوريا الشمالية.
وقال كو يونغ هوان، الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق الذي انشق إلى كوريا الجنوبية، إنه “حتى خلال المجاعة الكبرى في التسعينيات، لم يواجه الدبلوماسيون في بيونغ يانغ أي مشاكل في شراء الضروريات اليومية من المتاجر للمبعوثين الأجانب. ولكن بسبب إغلاق الحدود، انقطعت الإمدادات من السلع الضرورية تماماً”.
ويقول دبلوماسيون إن رعب المبعوثين الأجانب يلقي الضوء على معاناة الكوريين الشماليين العاديين. وفي العام الماضي، تراجعت تجارة كوريا الشمالية بنسبة 80% مقارنة بالعام 2019.
بدوره، قال مسؤول رفيع المستوى سابق انشق إلى كوريا الجنوبية: “يتم تحويل جميع الإمدادات إلى بيونغ يانغ حيث تعيش النخبة من الجيش والحكومة والمسؤولين الحزبيين. وإذا استمر هذا الوضع، فإن قدرة النظام الكوري الشمالي على تجنب الانهيار سوف تتدهور بسرعة”.
تقرير يكشف عن قيام كُوريا الشمالية بتمويل برامجها النووية من العمالة القسرية في السجون
كشف تقرير لتحالف المواطنين من أجل حقوق الإنسان في كُوريا الشمالية، ومقره سيول، عن قيام بيونغ يانغ بالاعتماد على العمالة القسرية في معسكرات الاعتقال، لتعدين الفحم والمعادن الأخرى، بهدف تعزيز صادراتها وكسب العملات الأجنبية، لدعم برامج أسلحتها النووية.