محاولة فاشلة للانقلاب
اعتقل عسكريون في النيجر بعد “محاولة انقلاب” فجر الأربعاء كما أعلن مصدر أمني بعد حصول إطلاق نار في العاصمة نيامي مضيفا أن “الوضع تحت السيطرة”.
وأفاد سكان في العاصمة أنهم سمعوا اطلاق نار قرب مقر الرئاسة ليلا قبل يومين فقط من حفل تنصيب الرئيس محمد بازوم ليتولى السلطة في البلاد.
وقال المصدر الأمني رافضا الكشف عن اسمه “حصلت اعتقالات في صفوف عدد قليل من عناصر الجيش كانوا وراء محاولة الانقلاب”.
وأضاف “لم تتمكن هذه المجموعة من الاقتراب من القصر الرئاسي بعد أن ردّ الحرس الرئاسي”، وأكد أن الوضع بات “تحت السيطرة”.
وقال شاهد ثالث إن “النيران كانت كثيفة، وكان هناك أسلحة ثقيلة وخفيفة”.
وأكد مصدر مقرب من بازوم لوكالة فرانس برس حصول ما وصفه “بمحاولة انقلاب محدودة سرعان ما سيطرت عليها قوات الامن”.
وطوقت قوات الأمن الحي الرئاسي لكن في بقية انحاء المدينة كان الوضع طبيعيا الاربعاء والناس يتابعون أعمالهم المعتادة كما وكأن شيئا لم يحصل بحسب صحافيين محليين.
وقررت السفارة الأمريكية تعليق “خدماتها القنصلية حتى إشعار آخر” و”شجعت” موظفيها على البقاء في منازلهم فيما دعت السفارة الفرنسية رعاياها الى “البقاء في منازلهم”.
بحسب صحيفة اكتونيغر الالكترونية فان “إطلاق نار بالاسلحة الثقيلة سمع حوالى الساعة الثالثة فجرا قرب الرئاسة والأحياء الأخرى في وسط المدينة لكن الهدوء عاد حوالى الساعة الرابعة صباحا”.
الانقلاب قبل تنصيب الرئيس الجديد
ويأتي ذلك قبل حفل تنصيب بازوم المرتقب الجمعة، في أول انتقال للسلطة الى رئيس منتخب في البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.
وكان بازوم يشغل منصب وزير الداخلية وكان مساعدا مقربا للرئيس المنتهية ولايته محمد يوسوف الذي يتنحى طوعا بعدما شغل ولايتين كل منهما لخمس سنوات.
وثبتت المحكمة الدستورية في وقت سابق هذا الشهر فوز بازوم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2 شباط/فبراير.
لكن منافسه الرئيس السابق محمد عثمان طعن في النتائج وأعلن فوزه داعيا إلى “احتجاجات سلمية” في أنحاء البلاد.
وفي العاصمة نيامي، حظرت السلطات المسيرة التي كان يرتقب ان تنظمها المعارضة الأربعاء.
والنيجر هي أفقر دولة في العالم بحسب مؤشر التنمية البشرية لدى الأمم المتحدة.
وتاريخ النيجر، الدولة الواقعة في منطقة الساحل، مليء بالانقلابات العسكرية. وكان آخرها ذاك الذي أطاح بالرئيس ممادو تانجا في شباط/فبراير 2010.
وسيواجه الرئيس الجديد على الفور التحدي الهائل المتمثل بهجمات المتطرفين التي تشنها مجموعات تابعة للقاعدة وتنظيم داعش.
وشهدت منطقة الساحل في الآونة الأخيرة هجمات متطرفة ضد مدنيين فيما وسعت جماعات إسلامية نطاق تحركها من مالي ونيجيريا المجاورتين.
وكان آخر هذه الهجمات ذلك الذي وقع في 21 آذار/مارس في منطقة تاهوا القريبة من الحدود مع مالي وأسفر عن 141 قتيلا خلال ساعات في ثلاث قرى للطوارق ومخيمات تحيط بها.